الى القاع المُظلم

68 13 27
                                    

ماذا لو تم أبتلاعك بعيدًا
في أعمق بواطن الأرض؟

Ghostly kisses

.

حين اعود للمنطق والحقائق العلمية الوالدان هم الاساس في بناء شخصية طفلهم أذن الخلل يكمن فيهم هم لكن ألستُ أنا الحاكم لذاتي أذن أنا أيضا المسؤول عن افعالي، عن حالي الآن؟ أوليس!

على أي حال لندع الكثير من ألامور ناقصة وأن لا ننبش بها .
طيش الاباء يدفع ثمنة الابناء لمدى الحياة مهما كبروا تعلموا وعرفوا ستضل ظِلال الطفولة تلاحقهم، خلفهم تمامًا.

أنا ارى طفولتي دومًا تُحدق بي تزورني في أحلامي كثيرًا تنضر بعيناني مطولاً تشعرني بما كُنت أشعر به تدق برأسي جيدًا تنهكني فترحل!

لتعود مجددًا لاحقًا تخبرني ها أنا هنا مهما تحركت وحاولت سأظل خلفك!

ظِلال الطفولة تُلاحقني كأشباح صغيرة مُتفرعة حولي تضيق علي بشدة حتى تخنقني!
اتسائل كثيرًا لما ينجب الاباء الكثير من الاطفال أن لم يكونوا قادرين على تربيتهم من الاساس بل بالأصل لما يتزوجون لرُبما غريزة الجنس تدفع الكثير للزواج ،سخف وغباء،!
كُل مايحصل ضرب من التفاهة!

كُنت اعتقد وانا طفل إن الاطفال حين يفتعلون الاخطاء فبسبب أن امهاتهم لم تربيهم جيدًا كبرت وأنا استمع لتلك المفردات العُنصرية بحق المرأة كُنت وعلى الرغم من حياتي الغير سوية مؤمن بتلك الفكرة لماذا؟ بسبب مجتمع جاهل يُحمل المرأة كُل مايحصل فلمحاسن بسبب الرجل والمساوء بسبب المرأة لما هذه السطحية!
مُقرف!

لازال موقف رأيته بطفولتي راسخ في مُخيلتي وكأني عشتهُ بالأمس مشكلتي هي عيشي داخل اللحظة بأفراط أشعر بأفراط أفكر بأفراط!

حين كُنت في الرابعة عشر من عمري، رفيقي المُقرب ابن خالتي ذو التسع سنوات خرج لشراء المقرمشات من امام المنزل لم يكن يفصل بين المنزل والبقالة سوا عرض شارع بثلاث آمتار!
أذكر أني من ألححت عليه كثيرًا للخروج الآن تحديدًا...

سقطت علية عارضة المتجر فَسقط مَغشيًا برأس مُحطم يضطجر بالدماء أذكر جيدًا كيف تدفقت الدماء من رأسة بغزارة ،سقط أمامي وبتلك الهيئة المُرعبة لازلت حتى اليوم حبيس تلك اللحظة لاأعتقد أي طفل سيحتمل رؤية موت شخص امامة بل قد لاحقني الخوف من الموت بنفس تلك الطريقة لأيام!

مات في لحضتها لم ترأف المنية بصغر سنه ، انهالت كل الملامة على رأس خالتي وكأنها هي من اسقطت العارضة .!

وكأنها هي من قتلته!

اتذكر منضر زوج خالتي وهو يصرخ ويبكي يلوم زوجتة المنهارة أسفلة بالعزاء ، لحظتها لا أدري لما ارتسمت هيئة ابي الغاضبة امامي وهو يرتعد بغضب ويصرخ بوجة امي !

لقد كُنت ارتجف من غرابة الموقف من رأس ابن خالتي الذي رأيته قبل يوم يفور بدمائة كأنه ينبوع لاينتهي! ،ارتجف وانا أفكر لو لم ألحح عليه وتأخر في ربط حذائة ولم ينتعل حذاء والدته هل كان مات! هل كان رأسة المحطم أمامي سأراه ...

ارتجفت من العديد من الأمور ذلك اليوم...
من صوت زوج خالتي المخيف من سطحية هذا المجتمع منذ تلك اللحظة واقسمت ألا أصبح مثل رجال تلك العائلة مُطلقًا! لو كان بأمكاني لأنسلخت منهم من دمائهم وكنيتهم تلك!

أفضل أن أكون غريبًا على أن أكون منهم.

حين كبرت واتضحت رؤيتي واستيعابي
للمفاهيم أدركت إن الأم ليست وحدها
من تتحمل على عاتقها مسؤولية تربية الاطفال

الأب ايضًا له دور وكبير جدًا
لكن المجتمع خلق دور الرعاية الأكبر على عاتق
المرأة! وكأن الرجُل خُلق للجنس لاغير!

أمي في كُل الأحوال لم تكن كافية مُطلقًا
كانت تحتاح لمن يحميها من بطش أبي

لمن يسندها!
تلك المرأة ذات البشرة الرقيقة المكرمشة
بالتجاعيد ، أحبها كثيرًا كثيرًا

لكن لم أشعر بالكثير من العتب ناحيتها؟
وغضب لا مبرر...

سؤال أجهل جوابه
بل حتى لا اتذكر جوابه، يالهذه الذاكرة البالية!

وعدتها وأنا طفل سأحميك يا أمي حين أكبر واصبح رجلًا راشدًا ،سأقف في وجه أبي ولن اسمح له بأن
يضربك عنيت هذا عنيته وكان احد اهدافي الطفولية التي كنت اتطلع لها بشغف وترقب.

كبرت ولم افي بوعدي ولم تسيري معي أسفل المطر
كما وعدتني ،واليوم في كيبك الباردة حيث اوراق الخريف تحيط بي سرت وحدي مُحلملًا برتل من الأوجاع بلا أنتِ...

تركتني يا أمي تركتني وأنا حانق وحزين
هل كان على الموت أن يختطفك غفلة ايضًا!

لم القدر قاس هكذا؟

لربما لو كُنت بيننا حيه لمى تُهت بوحل بؤسي
ربما لو كنت على الأقل بحال أفضل ربما ما كنت
قاسيت صدمتين قسمت رشدي وبعثرتني بلا رحمة صدمتك وصدمة هيلين.

أتساءل ايضًا لو كنت حيه ايضًا هل كنت سأتعلق
بهيلين بهذا الشكل الى درجة إن فكرة خسارتها
تزورني كل يوم فيزيد معها تمسكي بها حتى في كثير
من الاحيان اضيق خناقي حولها واراها تنفر وهي
امرأة مُستقلة تُقدس حريتها.

.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
 ذاكرة من ورق|KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن