ذَّاكرة من وَرَقَ

42 9 9
                                    

"أنظري لي يا أنسة هيلين.  أعتذر عما سأقوله لكِ
وأعلم أن ما يدور في خُلدك  يشابه بما سأبوح به
لذا سأختصر عليكِ الوقت وأُريحك من حمل الحديث ،لم أكن أعلم أن والدي جاء لخطبتك لو كُنت أعلم لما جئت هكذا دون سؤالكِ مُطلقًا.
آنسه مُستقلة مثلك لن تحبذ ا هذه المواقف  أعتذر مجددًا لانني وضعتك بمثل هذا الموقف "

كُنت وعلى ثغرك ابتسامة هادئة ،تركزين نحو فمي تسحبين الحديث عنوة، لم يبدو الانزعاج على وجهك

واربكني نضرك لتلكَ الناحية كثيرًا، لم تكن نضرة جريئة ولا أيحاء فاحش.

حتى لو كان لن امانع تقبيلك صدقيني لم أمانع فمن سيقاوم هذا الوجه الجميل دون إن يقبل كل انش به.

أبتسامتك تلك لم استطيع فهمها قدر ما أعجبتني وانا رجُل مُدمن للتفاصيل لا يمانع أن يسهر ليلة كاملة يحدق في زاوية واحدة يتأمل تفاصيلها.

اقمت عيناي بعيدًا خفت إن تفهميني بشكل خاطئ
صدقيني لا اكترث لأن يفهمني الأخرين ويفسرون نواياي بسوء إلا أنتِ وحدك سأصحح اعتقادكِ عني مهما كان.

ضحكتِ وانتِ تغطين فمك كعادة يفعلنها النساء عند الضحك لا أعلم أن كانت عادة أم اتيكيت؟

راقصتي اصابعك على سطح كتفي وما زلتي تبتسمين تلك الإبتسامه الحُلوة ،لا أخفيك أنها كانت أخاذه في الحقيقة كُنت أحب أبتسامتكِ منذ جمعتنا تلك اللقاءات العائلية، كُنت اتأملك كثيرًا خفيةً بدوت دائمًا رائعة من الصعب أن لا تلفتين الأنظار نحوك .

أحببت ذلك التلامس لدرجة خشيت كشفك لي!

تضاهرت بالانزعاج في بادىء الأمر

نظرتك تلك كمن أمسك بي مُتلبسًا .
ضحكت بشقاوة و رميت بشعركِ الجميل ذاك والذي أحن له اليوم بشده ، الى لمسه لمعانقة اناملي له،

"أأعجبك.! أذن هاه واخيرًا امسكت بك أيها الرجل الغامض ،ولاتنكر يبدو جليا ذلك من ارتجاف يدك!

انفعلت مُحرجًا من سذاجة الموقف هل كنت
تُلاحظيني؟ اه منكِ إذن!

:توقفي عن تجاوز الحد والتزمي بالحدود
بالرسمية  آنسه هيلين.

:دعكَ من تُراهات الرسمية أرجوك! ضقت ذرعًا بها و أراهن أنكَ كذلك، الستَ أنتَ من يشرد طيلة جمعاتنا العائلية وتنظر الى طريق الخروج تحديدًا نحو الباب وكأنها طوق نجاتك ،تنفر وتكره إن يلامسك الأخرين لكنك أنت من بادر في مصافحتي  تلك المرةَ! مُحتال!

تفاجئت من دقة قرائتكِ لي ، كنت الرجل الغامض الغير مفهوم من يعيش في عالمه الخاص عند أفراد عائلتي والرفاق لكنكِ كنتِ تفسرين تصرفاتي وافعالي وتفهمين المكنون جيدًا، كُنتِ الانيسه لروحي منذ اللحظة الأولى وكأن الله وضعك  في طريقي وجعلك تنتظريني في احدى محطات حياتي البائسة ، الله رأى ما اعايشه وجعلك شفائي وصخبي وحُبي الوحيد.

آه كم كُنتِ خيال حُلو على قلبي ومجيئكِ مجيء السلام لروحي.

شعرت إن روحي الراكدة بدأت تتحرك قليلًا . جلسة مدتها ساعة استطعتي أن تأسريني بها بالكامل ! عُزلة سنوات طويلة حطمتها يا هيلين برقتك تلك.

أبتسمت لحظتها بصدق ، شعرت بلذاعه مشاعر الإعجاب
اللذيذه ،مشاعر حلوة كمثلكِ ونادرة الحدوث فكُل من كانن قبلك لسن سوى محطات هروب ،من مواجهه ذاتي كوابيسي ، أرقي طويل الأمد.

ليال كثيرة جمعتني في الكثيرات ولا واحدة منهُن كانت قادرة على جعلي أشعر بشيء.

أنتِ أحدثتِ اختلال بفكرتي تجاه الحُب ومبادئي اتجاه الزواج...

أنتِ حُلوة و خطرة جدًا، جدًا!

خفت في بادئ الأمر من أن تغيري رأيك ولم تعودي معجبةً بي ،أحب عبثك بي كنتِ تدركيني جيدًا أنا رجل يهيم بشيء لا يحصل عليه بسهولة عيناي تقع دائمًا حيث مُناي التي لا انالها ابدًا.

كُنتِ أنتِ اول مُناي التي اضحت حقيقة أمامي كيان متقد الأنوثة والجمال وجد للتأمل يعبث بزوايا شقتي ويصدر الازعاج على الدوام لكنه ولطالما كان إزعاج مُحبب على قلبي لطالما أحببت ازعاجك ومداهمتك لعزلتي ومساحتي الخاصة.

مشاركتي السرير و جلوسي لوحدي بعد مُنتصف الليل كي أمارس عاداتي في الصمت والشرود في العدم طقس كُنت أقدسه كثيرًا
صار يُقاطع دومًا .

وحشتي ووحدتي وكآبتي صارت اليوم مليئة بضوضاء احاديثكِ  واغنيات ghostly kisses التي حفظتها من فرط تكرارك لها كُل صباح .مصحوبة برائحة القهوة التي تعدينها لأنك تحبين رائحتها ولا تشربينها فأتجرعها أنا لانها حُلوة المذاق من بين يديك اختتمها بقبلة من فمك الندي .

أحبكِ يا أكبر هزائمي و أبشع دروس الحياة لي أحبكِ

انهكني فقدانك اليوم يا هيلين انهكني ، اليوم أنا  أفتقد عبثك وصوتك ورائحتك فوق الأغطية  واحمر شفاهك الذي تطبعينه فوق كوبي ولا ادري لماذا
اتساءل منذ  صغري هل تفعلين  هذا لتذكيري بكِ أم هي  حركة تملك؟
لا افهمك في أوقات كثيرة .

ولا افهم حتى لماذا اخترتِ فعل ذلك الأمر!

افتقدك وأفتقد كل انش بك افتقد حتى فراء قطتك المزعج الذي يوقضني بعبثه بالقرب منك صباحًا .

اليوم يخبرني أليكس لماذا أنت متعلق بها لهذا الحد دعها فهناك الاف النساء ، كيفَ أشرح  لرجل الحُب وهو
لم يجرب الحُب يومٍ كيفَ لطائش مثله يترامى بأحظان النساء من واحدة الى أخرى  إن يفقه الحُب! كيف لرجل يعيش بكنف عائلته بحب ولد وبفمه ملعقة من ذهب أن يفهم ماذا تعني الوحدة وهلعي لرحيلك!
كيف.كيف؟

عودي وليرحل كُل شيء ، عودي وحينها سأصبح بأفضل حال واعدكِ ساتغير.

 ذاكرة من ورق|KTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن