لا تقترب أكثر

13

" اذًا، متى ستعود لمنزلك صغيري" قال بنبرة باردة مخاطبًا ابنه

اكتفى مينهو بهمهة صغيرة ردًا.

" ألم تظل كثيرًا ؟ حان الوقت لتشغل منصبك ،منافسيك في ازدياد "

"أبي ،انا لدي عملي الخاص بالفعل " نَبس مينهو بصوت خافت

" اتركه لصديقك سيونغمين ليُديره"

ملأت امارات الاستفهام ملامح مينهو

"هممم ،هل انت متفاجئ؟ انا اعرف كل شيء عنك ابني"

" هل اعتقدت اني سأتركك تلهو بالارجاء من دون ان أُراقبك"
اردف والده بجدية ،محدقًا في الآخر .

"يجب ان تكون واعيًا ، انك لم تكن لتنجز شيء لولا مساعدتي ،دراستك ،وتعليمك ،وكل الجهد الذي بذلته في سبيل تطويرك ،وحتى عبقريتك ،انت ورثتها مني"

مينهو يستمع وهو مطأطأ رأسه ،عبس الملامح
،التوتر والحزن قد استحله كُله.

لطالما استمع لهذه الكلمات منذ كان طفلًا ،حتى تشربها جسده واصبح حقيقة لا يستطيع انكارها.

هو لا شيء ،ولن يصبح شيء ابدًا مهما بذل من جهد ،مهما بقي مستيقظ ليلًا لينجز عمله ،هو مهما كبر عمله وانجازاته لم يستطع الخروج من هذه الدائرة.

ما زال يعود كالطفل الصغير أمام هذه الكلمات .

ف الآخر يعرف كيف يتحكم بمشاعره ،و يبتزه نفسيًا .

عاد ليُضيف

"والدتك لن تكون فخورة بك لو كانت متواجدة بيننا

انت تركتنا..

تركت اخاك الصغير بمجرد وفاتها"

اردف وهو يراقب اصفرار من أمامه.

"اين اخي ،قُلتَ انه يرغب برؤيتي " نبس مينهو واضعًا شوكته جانبًا ،متجاهلًا لكل ما قاله

همهم والده قائلًا" لم تأكل"

"فقدت شهيتي"

"سيأتي قريبًا، كُل, يجب ان تكون قويًا" قال والدُه بعد ان اخذ رشفة من شرابه

تجاهل مينهو ما قاله والده مجددًا،لطالما كان فاقد الشهية في حضوره.

بضع دقائق فقط،و اقتحم هدوئهم صخبٌ مألوف

"اخي " صاح الفتى بحماس بعد ان القى بحقيبته ارضًا واتخذ الكرسي بجانب مينهو مجلسًا