توأمان، ملامحهما قد تبدو متشابهة، لكن شخصيتهما مختلفتان كل الاختلاف إحداهما هادئة متزنة، تسيطر العواطف على كل تصرفاتها وتوجهها نحو طريق مدروس ،
بينما الأخرى على النقيض تمامًا جريئة إلى أبعد الحدود، تفيض ثقة وربما غرورًا، لا مكان للعواطف في عالمها المتمرد، فهي تعيش للحظة ولا تلقي بالاً لما بعدهاإنهما "جوان" و"جوري" أمير العمري
في تلك اللحظة، كانت "جوان أمير العمري" تقف على منصة ضخمة، تضيئها الأضواء الساطعة بينما يهتف الجمهور بأسمها بحماس الهتافات كانت تشعرها بالقوة والفخر، إذ تحققت لها أحلامها التي لطالما سعت إليها
نظرت إلى الحشد أمامها بعينين تتقدان ثقة، وكأنها تقول للعالم إنها وصلت، وأن هذا هو المكان الذي كانت تستحقه دائمًا !!
بدأت بالغناء، وصوتها العذب ملأ الأجواء صوت مميز ورثته من والدها، لكنه لم يكن كافياً ليشعل شغف شقيقتها "جوري"، التي لطالما نظرت إلى الفن بهدوء وترفع، دون أن تجد فيه ملاذها لكن جوان، على العكس، كان الغناء والرقص وسيلتها للهرب من كل ما يحيط بها، وسيلة لإعلان تمردها على العالم جميع أغانيها كانت تعكس شخصيتها الطائشة، المتمردة، تماماً كما هو الحال في حياتها لا تخاف من أي شيء، ولا تتراجع أمام أي تحدٍ
بعد ساعات قضتها في الغناء والرقص بحركات جريئة تتجاوز الخطوط المعتادة، ودعت جوان جمهورها بابتسامة مفعمة بالثقة، وغادرت الحفل وسط حراسها الذين رافقوها نحو الفيلا.....
على الناحية الأخرى، كان والدها "أمير العمري" يشاهد الحفل عبر البث المباشر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي عيناه كانت تعكسان خليطًا من الاستياء والغضب !!!!
في حين كانت "فرح" زوجته تجلس بجانبه وقد لمحت التوتر على ملامحهسألته فرح بقلق وهي تحاول أن تقرأ تعابير وجهه الصارمة :
مالك يا حبيبي متضايق ليهأجابها بنبرة حملت حدة لم يستطع إخفاءها :
من اللي بتعمله بنتك يا فرحتنهدت بحزن واضح في عينيها ، ثم قالت :
عملت إيه تاني !!ردد أمير الذي بات ضيقه يزداد ، بعدما أطلق تنهيدة عميقة كأنما يحاول أن يتخلص من حمل ثقيل على صدره :
قولي معملتش ابه، كل حاجة بتعملها غلط، انتي اللي طول الوقت بتحوشيني عنها بس انا خلاص جبت اخري منها ومن تصرفاتها !!!!حاولت فرح تهدئة الأمور قائلة :
أمير، جوان عنيدة جدًا، ولو حاولنا نضغط عليها زياده تزيد عناد، مش عايزين نخسرها أو نستخدم أسلوب يخليها تكرهنا او تبعد عنارد أمير بحدة أشد و هو ينظر لشاشة الهاتف :
واقفة تغني وترقص بجسمها قدام الناس بلبسها اللي زي الزفت ده !!!في هذه اللحظة، دخلت جوان إلى المنزل، وصوت ضحكاتها المرح يملأ الأجواء لكنها ما إن رأت ملامح والديها المتوترة حتى أدركت أن هناك مشاجرة تلوح في الأفق
ألقت تحية سريعة وصعدت مباشرة إلى غرفتها المشتركة مع شقيقتها، لا ترغب في مواجهة ما يحدث بالأسفل غير أنها، دون أن تعلم، كانت تنتظر مواجهة أخرى هناك
دخلت إلى الغرفة لتجد "جوري" جالسة، عيناها تلمعان بالعتاب ما إن استقرت جوان داخل الغرفة حتى قالت لها جوري بنبرة معاتبة :
إيه اللي عملتيه ده يا جواناقتربت جوان منها، محاولة أن تمتص الغضب بقبلة خفيفة على وجنتها.ثم قالت مبتسمة :
جوري، حبيبتي، أنا مودي حلو النهاردة لو عندك أي نصايح أو محاضرات خلينا نأجلها لبكرهلكن جوري لم تتراجع، نبرة صوتها كانت هادئة لكنها حازمة :
مودك حلو؟ فرحانة بالحفلة، بالغنا، بالرقص، واللبس اللي مش ساتر جسمك وقلته أحسن ، فرحانة بتشجيع ناس تافهة ليكي !!!تنهدت جوان بضيق، لكن جوري تابعت بصوت أكثر حدة وهي تنظر إلى ملابس شقيقتها القصيرة التي تكشف ساقيها النحيلتين وحمالات الثوب الرفيعة :
مش هتكلم عن كلام الناس، ولا عن بابا وماما....بس أنتي عارفة شيلتي كام ذنب من الحفلة دي؟ عارفة كام واحد أثارتيه برقصك ولبسك؟ كل كلمة غنيتيها كام واحد سمعها؟ وكل واحد سمع أغانيكي بياخد ذنب وانتي كمان معاهردت جوان بعناد :
أنا بعمل الحاجة اللي بحبها وبتخليني مبسوطةنظرت إليها جوري بعينين مشبعتين بالحزن، وقالت :
المعصية هي اللي بتخليكي مبسوطة ، بتحسي بالسعادة و اللذة وانتي بتعملي معصية !!!شعرت جوان بالضيق، فقد اعتادت أن تتلقى النصائح من شقيقتها برحابة صدر، لكنها في هذا الموضوع بالتحديد ترفض أي تدخل لا أحد يفهم شغفها، ولا أحد يقدر ما يجعلها تشعر بأنها على قيد الحياة
أخذت ملابسها ودخلت إلى الحمام، تاركة جوري وراءها غارقة في حزن عميق !!!
همست جوري بدعاء داخل نفسها، وهي تنظر لأثر شقيقتها :
اللهم اصرف عنها لذة معصيتك، وارزقها لذة طاعتكخرجت جوان بعد قليل من الحمام، ثم استلقت على الفراش متعبة من الحفل وصخب الحياة، وأدارت ظهرها لجوري التي ظلت تحدق في السقف غارقة في أفكارها وقلقها على شقيقتها من أفعالها
........
مستنية رأيكم ♥️ان شاء الله ميعادنا يوم الاتنين مع اول بارت من الرواية هتنزل يومين في الأسبوع الاتنين و الخميس ان شاء الله الفيس سابق بيوم الواتباد
اللي عاوز لينك صفحة الفيس موجود في السيرة الذاتية على صفحتي ع الواتباد
تفاعل جامد بقى بكره ان شاء الله هنزل الشخصيات يا حلوين ♥️♥️
بخصوص رواية بعينيكِ أسير هنزل على نص الليل كده البارت قبل الأخير ان شاء الله 🦋
أنت تقرأ
رواية ما ذنب الحب الجزء الثاني لرواية ضحايا الماضي بقلم شهد الشورى
Romansaما ذنب الحب إذا استوطن القلوب وأشعلها بلهيبه؟ ما ذنبه إن كان يتسلل خفيةً في ظلام الليل ليغزو أرواحنا بلا استئذان؟ أتراه يختار ضحاياه بعناية، أم أنه يسقط علينا كالمطر، بلا حساب؟ الحب ليس إلا حكاية تسردها الأرواح في صمت، لغة تفهمها القلوب دون الحاجة...