استيقظت صباحًا علي بعض الضوضاء التي كان المتسبب فيها طارق، فكان يقوم بطهي الطعام في المطبخ، اردف بعبث ضاحكاً
=صح النوم يا غيبوبة، انتِ بقالك كام سنة منمتيش!؟
نهضت بهدوءٍ وهي تتمطع بخفة وتتثاوب، قائلةً بأرق
=من أيام ما خرجت من بطن أمي، وانا دايمًا قلاقي أزعاج في نومي ولازم حد ييجي يصحيني، نفسي أفهم ليه.
=طب يالا يا كسل هانم، العالم برا بيدمر مش وقت نومك، ورانا شغل كتير النهاردة.
نهضت برفق وذهبت اليه جلست علي المقعد امام الطاولة، وضع امامها بعض اقراص البيض ومعها كوبًا نسكافية، قالت بملل
=مفيش الا بيض؟
=سورى يا فيروزة هانم، المرة اللى جاية هجيب ليكي بيتزا .. بقولك الاقتصاد بيخلص من البلد يعني حتي البيض ده مش هتلاقيه ..
تنفست بضيقٍ وهي تمد يديها تأكل القليل بقلة شغف، تساءلت
=ينفع أموت أسبوع وارجع تاني بس .. أسبوع واحد؟ بحيث أرجع واغور من عالمي.
ضيق عينيه معًا بتفكير متساءلًا
=مش فاهمك بصراحة.. بس انتِ ممكن تموتي مدى الحياة اخرجي من هنا كده هتلاقيه اي واحد في وشك هيعضك وتموتي وخلاص..
اتسعت عينيها بقلقٍ وخوف لمجرد التخيل فقط، ضحك طارق بشدة ثم ارتشف من كوبه ونهض قائلا
=انا داخل ألبس لاني لازم أخرج عندي شغل مهم، خليكي هنا وانا جاى بليل كلي اشربي شوفي التلفزيون أو اعملي أى حاجة لحد ما أرجع.
صرخت وهي تنهض بسرعة ممسكة بيديه مردفه
=لاء يا طارق لاء متسبنيش بالله عليك، أنا هخاف أقعد لوحدي علشان خاطرى.
رق قلبه لدموعها الخفيفة التي بدأت تظهر في عينيها، ف اردف بنبرة دافئة
=مهو لو خرجتي برضو الموضوع فيه خطر كبير عليكي يا فيروزة، مش ضامن العالم برا عامل إزاي، انا هعرف أتعامل وانتِ لاء..
=لاء ماليش دعوة خُدني معاك واللى يَحصل بقي يحصل.
تنهد بحيرة ثم اردف
=طب تعالي هلبسك لبس آمان شوية علشان نعرف نتحرك برا..
دلفت معه الى الغرفة أخرج بعض الملابس القاسية التي سوف تحميها، وجعلها ترتديها بالإضافة الي اشياءً للرأس واليد، انتهوا معًا من كل شيء وكادوا يخرجوا تساءلت بتوتر
=هو احنا هنرجع صح، الحاجات دي لازم أخدها مش هينفع أسيبها هنا؟
=هي الحاجات دى مهمة اوى كده؟
اومأت برأسها في توتر، فهز رأسه ليجعلها تطمئن قائلا
=مفيش مكان آمن لينا غير هنا، فطبيعي هنرجع متقلقيش.
أنت تقرأ
~عالم موازي~
Ciencia Ficciónطِموَحها اللامحدود جعلها تقرر اكتشاف جميع العوالم الموازية، وتجوب إليهم واحدًا واحدًا، تُرى ماذا ستكون النهاية الخاصة ب طموحها هذا؟ وهل حقاً ستكتشف وجود عالمًا موازِيِ ل عالمها؟ بقلمي/ سامية صابر .