السماء ملبدة بالغيوم تنذر بهطول مطر بعد وقت ليس ببعيد,استيقظ توشيرو باكرا كعادته وقام بنشاطاته الصباحية استعدادا للذهاب الى المدرسة ولاحظ غياب أكامنتو الذي دام ثلاثة أيام،إلا أنه برر ذلك بعادته الدائمة في الاختفاء كل فترة،وهو يفكر في هذا اتجه نحو الباب وفجاة نادته امه:
"توشيرو ،لا تنس أخذ المظلة قد يهطل المطر"
مرت حصة الرياضيات ببطء ازعج توشيرو لا سيما مع هذا الجو الكئيب،تلتها حصة التاريخ التي كان الاستاذ فيها يتحدث عن الحروب القديمة والمقاتلين والاتفاقيات التي ابرمت في ذلك العهد،حيث أنه كان يرويها بأسلوب يثير النعاس والرغبة في النوم،لكنك إن حاولت ذلك ولا سيما إذا لم تكن منتبها سيطرح عليك سؤالا مفاجئا،مثلا كأن يقول:
"أخبرني عن ماذا كنت أتحدث الآن "وإن لم تجبه ستقع في ورطة!!
لم يلتق توشيرو بأكينا منذ ثلاثة أيام لكن قبل نهاية الدوام المدرسي بساعة مر على صفها إلا انه لم يجدها وفي طريقه صادف سومي ويوكو وهذه الاخيرة التي لاحظت حيرته سألته:"هيه ،توشيرو عمن تبحث؟"
"أبحث عن أكينا ترى هل رأيتها؟ "
"أتقصد يوسوكي أكينا إنها غائبة منذ ثلاثة أيام وقد سمعت أن والدها قد توفي لذا فأنا أنوي زيارتها هذا اليوم"
لم يكن توشيرو يعلم ان اكينا تنتمي إلى عائلة يوسوكي التي شملها أكامنتو بانتقامه لذا فقد تحولت الصدمة صدمتان وشعر بالأسى من أجل اكينا وبتأنيب الضمير لأنه يعتبر نفسه السبب في حزن فتاه بريئة لذلك ومن دون تردد قرر زيارتها مباشرة بعد انتهاء الدوام،إلا أنه لا يعرف منزلها لذلك سأل يوكو عنه وذهب مسرعا،أثناء ذلك قالت يوكو لسومي وعلى شفتيها ابتسامة تنم عن شخص اكتشف شيئا:
"اتضحت الأمور الآن هناك من يمكنه مواساة اكينا أكثر مني لذا سأتأخر قليلا في الذهاب"
****
قبل ثلاثة ايام:
في وقت متأخر من الليل كان القمر يتلألأ بصورته الكاملة ويبعث أشعته الفضية بكل اناقة عبر النوافذ ،
بينما هناك ضوء خافت ينبعث من غرفة تزينها الملصقات الجميلة،وعلى الجانب الآخر من الغرفة يوجد رف عليه كتب كثيرة ومكتب صغير عليه مصباح وكره زجاجية ثلجية دائرية الشكل موضوعة لغرض الزينة فوق المكتب وعلى الأرض خف قطني ناعم ابيض اللون ومع أن الضوء باهت إلا أننا يمكننا تبين طلاء الغرفة الوردي اللون،والتي تبدو بوضوح انها غرفة فتاة.انتاب الأرق اكينا في هذه الليلة ولم تتمكن من النوم مع ان الجو شديد البرودة في الخارج ولكي تسمح بتسلل قليل من النعاس الى عينيها بدأت تفكر وتتذكر ماجرى لها طيلة اليوم.
في تلك الاثناء دخل أحدهم الحمام،إنه والد اكينا يوسوكي فوشين رجل عادي ليس طيبا تماما لكنه ليس شريرا ايضا ومع ذلك فهو يمتلك طباعا حادة من الممكن أنه قد ورثها عن الحاكم يوسوكي.
بكل تخف وغموض ظهر أكامنتو لا أحد يعلم من أين أتى ولا كيف يظهر،أدار فوشين طرفه فوجده خلفه،كاد قلبه يتوقف من الفزع والرعب تخيل فقط لو كنت وحدك في مكان باهت النور ولا توجد أي ضجة تعكر صفو الصمت حولك فتفاجئ بشخص يقف خلفك،هذا وحده يجعل القشعريرة تسري في البدن ،لم يصدق فوشين ما رآه وظن أنه يتوهم فأمعن النظر جيدا لكنه أيقن أن ذلك حقيقي،مع إدراكه للخطر الذي يتربص به أخذ خطوات إلى الوراء وقال:
"من تكون يا هذا؟"
قال أكامنتو والظلام يغطي عينيه:" أتيت للإنتقام"
"ماذا؟؟! "
"أنا اكامنتو وسأجعلك أنت وأسرتك اللعينة تدفعون ثمن أخطائكم"
"عن ماذا تتحدث لابد من أنك لص وضيع هيا ارحل ولا تجبرني على استخدام القوة"
"أتعرف مع من تتحدث؟ أنا لست ببشر حتى ترهبني قوتك"
أوقعت جملة «لست ببشر» الرعب في نفس فوشين وعلا الشحوب وجهه بشدة ثم قال:
"من... من أنت؟ لكن ماذا تريد؟"
"ماذا أريد؟ أن أقتص من يوسوكي نظير العذاب الذي أخذته"
"م... مستحيل!!"
في تلك اللحظة جالت في ذهن فوشين قصة سمعها من جده منذ زمن طويل.، قصة مساعد الحاكم،هو لا يدري لماذا جاءت هذه القصة في رأسه في هذا الوقت بالضبط ولكن قد يكون لها علاقة بالمأزق الذي هو فيه،لذا سأل بحذر:
"مستحيل، هل أنت مساعد الحاكم…الذي مات منذ زمن؟؟؟"
"يبدو أنك تعرف عما أتحدث بالضبط،نعم صحيح أنني ميت لكنني عدت لأنتقم!"
أنت تقرأ
أسطورة الشبح الأحمر
خارق للطبيعةجرائم متسلسلة تقع في اليابان والمسؤول عنها شبح قديم يظهر فقط في الحمام ليطرح سؤالا غريب ويسبب الرعب لضحاياه، إنه الشبح الأحمر!!! 2#-رعب