فوهة الفوضى

36 18 5
                                    

أطمح لإتقان الروسية، وإكمال رواياتي، وإنقاذ العالم.
هنالك رجل يقف أمام تمثال، ويرى فيه الحقيقة، لقد بلغ مَبلغها لِحُسنِه.
وهناك رجل ينمو الربيع من جسده، تنبت الأغصان من سرّته، وتتلولب حول ذراعيه وساقيه، وتزهر الورود من عينيه، ويفوح المسك من فمه.
وآخرُ يجلس أمام مجموعة نساء ورجال في باخرة، ويحكي لهم حكايا.
وآخر في السجن تحت الأرض، يقهقه بثقة بينما الجميع يبكي.
وهنالك في الزاوية جثة.
خيالاتي هرمية، تبني بعضها فوق بعضها.
هل سمعتم يومًا عن رجل تخرج الموسيقى من جسده؟ وتخرج الألحان عندما يطقطق أصابعه!
هل سمعتم عمّن ينثر الموسيقى من إنائه كمن ينثر البذور؟
هل سمعتم عن اثنان لغتهما الموسيقى؟ يتحدثان الشعر والنثر؟
قال لي أحدهم أنه يعرف حقل ألغام تنبت فيه وردة!
وكانت إحدى الأنّا هذه الوردة.
بل أنه أخبرني أن الأغصان المكسورة تغرّد فوقها العصافير
أعرف غائبًا لا يغيب!
مابها كلمة «زابييلا» تكرر نفسها في سقف رأسي؟ ولائحة لأغانٍ حزينة تقف بالطابور منتظرة دور تحميلها.
أشتقتُ لكِ داريا! ولكن كسلي يمنعني من الاستماع إليك من جديد.
سجارئري رديئة، لكنّي أحبها حبًا جمًا... يقول لي صديقي أنها ليست جيدة، وأنا أقول أن سجائره ناشفة.
سجائري طرية، وكأنها مليئة بالعصارة...
ولذيذة...
لذيذة جدًا...
أدخنها بشراهة ولذة...
هنالك طفل أمسك بعقب سيجارة ذات مرة، سحبته والدته وذلك العقب إلى حوض الغسيل في المطبخ، سكبت الماء على السيجارة وهي تقول له: أنظر إلى الديدان التي تخرج منها!
هل سمعتم ببلدان تقتل ناسها؟
أنا جائع...
ولا وطن لي...
والمعكرونة في الصباح تأخذ مظهر ديدان الأرض
وعند البلع تنزلق كألسنة اللهب في البلعوم وتشتعل في المعدة،
هل أنا مصاب بالقرحة؟
الارتجاع المريئي ربما؟
وخزة عميقة في الصدر.
الشمس مزعجة في الصباح.
أحمل مشاعر الكره لأحدهم، وأكره نفسي لذلك، أريد أن احمل له الّاشيء.
سمعت ذات مرة أن من يحمل لك الكره أفضل من الذي لا يحمل لك شيئًا، فالكره يبقى شعورًا، وقد يأخذ شكلًا أخر، بينما الاشيء يبقى لاشيئًا.
أريد أن أحمل له الاشيء.
خرجت من هذه الدنيا بصديق.
ونمت راضيًا مرضيًا.
ما هذه العبثية؟!
اكتشفت مؤخرًا أنني جيد في إيجاد القافية، لقد تحاورت مع كاتب محلي لطيف، كان يحب الحديث معي ويحب عباراتي المنسجمة، يا ترى ماذا سيقول عندما يرى هذا؟
ما هو السجع؟
هل انا جاهل؟
هل يوجد أحد في العالم لا يعرف السجعَ سواي؟
ما هذا التبجح والغرور؟
ماذا يعني أن تكون فيلسوفًا؟
هل لا تزال تقرأ؟
لماذا؟
البارحة بحثت عن الكبد الوبائي، وحمدًا لله لست مصابًا به.
ماذا عن الإيدز؟
أريد أن اخبركِ بكل شيء، كل صغيرة وكبيرة، كل تفاصيل الوجود، أريد أن اخبركِ أن جواربي ليست مريحة، وأن حذائي ممزق
أو العكس!
أريد أن تبقِ معي...
لقد قبلتكِ على الشاطئ، في ألمانيا!
ألا تذكرين...
كانت مرحلة ما بين الغفو والصحو.
لقد مارست معكِ الجنس في الفندق.
ومن ثم غادرت إلى سيبيريا.
صديقي كان عراقيًا بلكنة ثقيلة وشخصية فكاهية.
وكنا نشرب الفودكا،
ونعزف البوتاغير وكالينكا على البالالايكا.
كان لي حينها بيت نحته في الجبل،
كما كان يفعل قوم ثمود.
حول النار والجليد هنالك جذعا شجرة، وقِدرٌ يُطبخ فيه البورش،
وأجلس أنا على احدهم،
وأحدهم يبحث عن ربيعه.
هل تعلم أن لنا حصة من النار والغيم والشجر والديم؟
وهنالك من يبحث عن المنقذ
هنالك من تطمح للعلو
ذكية جدًا ولكن ذكائها يقتلها
ما به الغرور؟
لقد قابلت فتاة مغرورة
تعيش في الاحلام
لم أر وجهها لكني متاكد أنها قبيحة
ذات يوم استيقظت بزوج عيون،
وفي المساء اصبحوا أربعة!
أشعر أن لي ست وخمسون إصبعًا!
وساق ثالثة في المنتصف!
هل يبدو أي شيءٍ مألوفًا لك الآن؟
لدي ألف وستمئة عمل ولا أملك إلا عقلًا واحدًا
عقلٌ في مرحلة الاستكلاب، لا يكف عن اللحاق بالرنجة الحمراء!
منعرجٌ عن هدفه الحقيقي.
تداخل لغوي فكري،
يأخد منحنى عبثي،
ليس بقوي ولا بهي،
بل مجرد كلام عتي.
شكرًا لزيارتكم الأولى والأخيرة
وأضغط على زر التشغيل...
فينطفئ دماغي...

(ملاحظة: كتبت في 2020 أو 2021 لا أذكر متى بالضبط، ولكنّها كتبت في صباح صيفي حارق، ما بين السادسة والسابعة صباحًا وكانت أفكاري فوضوية حد العبث، ولكن لماذا أقوم بنشرها من جديد؟
ربما لأن فتاة بعينين فاتنتين أخبرتني أنها جميلة... أو ربما لأني أحب الفوضى... أو ربما لأني لا أرغب برؤية الدماء هذا الصباح ولا أرغب بأن يلتقط أنفي رائحة العرق من جديد... ويبقى السؤال... ربما)

ميخائيل

حيِّزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن