الفصل الثاني

32 3 0
                                    

صباح يوم جديد..
فى منزل ريم وقبل ذهابها للمدرسه طلبت من والدتها التحدث معها على انفراد فاستغلت نور أن زوجها يرتدى ملابسه وذهبت لغرفة ابنتها فوجدتها خائفة تكاد تموت توترا ورهبه فأردفت مهدئة اياها:
ايه ياقلب ماما مالك ياحبيبتى شكلك قلقان

أردفت نور بكل مايعتمل بقلبها من رهبه وفزع:انا خايفه ياماما النهارده علينا حصة رياضيات والمفروض الحصه اللى فاتت مستر سيف كان مدينا مجموعة تمارين نحلهم وهيصححهم الحصه دى

لم تفهم نور ماسبب حالة ابنتها فأردفت مستفهمه:طيب فين المشكلة؟مش انتى حلتيهم

اومأت ريم ايجابا:أيوة حلتهم بس خايفه يكون فيهم حاجه غلط ومستر سيف شكله شديد وليه شخصيه كده اخاف يحرجنى قصاد البنات

طمئنتها نور متمتمه بحنان:لا ياحبيبتى متخافيش انتى بس قلوقه شويه مستحيل يعمل كده لان من الوارد طبعا انك تغلطى فى الاجابات وانتى بتحلى والتمارين دى علشان لما تغلطى تتعلمى من غلطك،فهمتى ياحبيبتى

استطاعت نور أن تخلص صغيرتها من فزعها الغير مبرر فأجابتها مبتسمه:فهمت يامامتى تسلميلى يارب انا هروح بقى اشوف بابا علشان يوصلنى سلام ياماما..قالت الأخيرة مقبلة وجنة امها لتبادلها نور وتدعو لها بالتوفيق
                   ~~~~~~~
فى مدرسة ريم..
جاء موعد الحصه الأخيرة وهى الحصة المرتقبه بشغف من الفتيات؛ولما لا؟ومعلم المادة كالحلم المنتظر لجميع الفتيات

:غريبه يعنى فين التوتر والقلق اللى كانوا فى التليفون امبارح وخوفك من الحصه دى..هذا مانطقت به نهى صديقة ريم متعجبة من تغير حالة ريم إلى النقيض

ضحكت ريم على تعجب صديقتها لتردف بهدوء:انا قولت لماما قبل مااجى المدرسه و....

قاطعتها نهى تردف بمزاح:بس خلاص وطبعا اخدتى positive energy من مامتك السكر دى يابختك بيها والله ربنا مايحرمك منها ابدا

أمنت ريم على دعائها متمتمه:آمين يارب.مامتى دى صاحبتى مش بس امى ربنا يباركلى فيها،ثم تحدثت بجدية:
بس بس مستر سيف جاى

دخل سيف الفصل بجدية وبعد أن حياهم طلب منهم اخراج التمارين ليصححها ثم بدأ المرور على الفتيات وتصحيح الأخطاء وشرحها بسهوله ويسر بطريقة سهلة ومرحه لكسر حدة التوتر والخوف لدى الفتيات حتى وصل عند ريم ونظر باعجاب كبير لحلها وفهمها للدرس بيسر ولم يستطع إلا أن يعبر عن مدى إعجابه بذلك قائلا:
ماشاء الله ولا غلطه لا ومنظمه وخطك جميل اسمك ايه

خجلت ريم من مدحه لها وأجابت:أسمى ريم

نظر إليها للحظات ولكنها لحظات كفيلة لأن يقع بغرامها وكانت هذه اول مرة أن ينظر لفتاة وليس هذا فقط بل ويشعر تجاهها بشئ وكأن الله يربط على قلبه ويحافظ عليه لوليفته ثم تدارك نفسه وابعد نظره عنها قائلا بقلب مضطرب من كثرة مشاعره:
ممتازة ياريم بتاخدى درس عند مين بقى

أجابته بنفس خجلها:مش باخد دروس انا والدى مهندس ولما بحتاج حاجه بيشرحهالى

مازحها سيف:اوعى يكون بابا اللى حل التمارين دى

أسرعت ريم مجيبه لتنفى تلك التهمه عن نفسها:لا والله ابدا يامستر انا حلتهم لوحدى اول ماروحت لانى كنت فاكرة شرح حضرتك كله..ضحك سيف على فزعها وطريقتها السريعه فى الاجابه وأردف:
أهدى أهدى انا بهزر معاكى بجد براڤو اتمنالك التوفيق دايما اتفضلى اقعدى علشان نبدأ شرح

وبدأ سيف فى شرح الدرس مع اختلاس بعض النظرات لريم ولكنه كان سريعا يذكر نفسه انها تلميذته ولا يجوز له ذلك فيستغفر ربه ويعاود الشرح وما تلبث عيناه أن تخونه مجددا لينظر إليها واستمر على هذا حتى انتهت الحصه
                    ~~~~~~~
بعد انتهاء الحصة..وعند خروج البنات من الفصل قالت نهى:
هتمشى دلوقتى ياريم

نفت ريم متمتمه:لا بابا لسه مجاش

مازحتها نهى:بس عسل مستر سيف هيبه كده وشخصيه حاجه بسم الله ماشاء الله ولا الاتراك

خجلت ريم ما إن سمعت اسم معلمها الوسيم وأردفت تقول:اها ربنا يباركله وباين عليه محترم ده غير أن شرحه جميل جدا

فشعرت نهى بخجلها وغمزتها مردفه:ده ايه الرضى ده كله..توترت ريم من تلميحات صديقتها ولم تفهم سبب لذلك؛ولكنها تعاملت معها برحابة صدر وحاولت تغيير الموضوع قائلة بمرح
:يعنى انتى مشوفتيش مدرسين الرياضيات اللى كانوا بيدرسولنا زمان..وبالفعل نسيت نهى سيف وجماله وردت على صديقتها ضاحكه هى ايضا:
بس بس متفكرنيش مكناش بنفهم كلمه منهم ولا المدرسه اللى لما كنا نطلب منها تشرحلنا تانى تفضل تزعق وتقول يبقى مكنتوش مركزين معايا

بعد انتهاء الفتيات من الحديث عن الذكريات والضحك أتى ادهم ليأخذ فتاته الجميله فودعت ريم نهى وذهبت كل فتاة إلى منزلها لتؤدى فروضها وترتب ليوم الغد
                    ~~~~~~~
فى منزل ريم..
الساعة 10مساءا
دخلت نور لابنتها الغرفه ووجدتها تستعد للنوم فاقتربت منها بحنان بالغ متمتة بصوت هادئ:
ايه خلصتى كل اللى وراكى ياريمو

أجابت الصغيرة باحترام:أيوة ياماما الحمدلله ذاكرت اللى اخدته النهارده وحضرت دروس بكره..تعالى بقى اقعدى جنبى وخدينى فى حضنك علشان نتكلم شويه قبل ماانام

احتضنتها بحب شديد وهى تردف:بس كده تعالى ياروح ماما احكى ياحبيبتى عايزة تقولى ايه

نظرت ريم لوالدتها وهى بين ذراعيها مبتسمه لتردف:كنت عايزة اقولك انى بحبك جدا جدا جدا علشان دايما بتدعمينى وواقفه جنبى والنهارده كمان لما شجعتينى متوترش تعرفى ياماما انا الوحيدة فى الفصل اللى التمارين بتاعتى كلها كانت صح ومفيش فيها ولا غلطه والمستر مدحنى جامد

فرحت نور بابنتها ومدح معلميها لها متمتمه بهمس سعيد:بسم الله ماشاء الله ربنا يحميكى ياحبيبتى وافرح بيكى دايما كده وأشوف الناس كلها بتمدح فيكى.. أيوة كده دايما خليكى واثقه من نفسك وواثقه انك طول مابترضى ربنا وبتطعيه هو هيرزقك من وسع ويراضيكى.

ثم قبلت جبينها وقرأت عليها بعض من آيات الذكر الحكيم حتى اطمأنت انها نامت بسلام فدثرتها جيدا وخرجت من الغرفه وهى تدعو الله أن يوفق ابنتها ويجعلها الام الصالحه لتربية ابنتها تربية إسلامية قويمه

غزالتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن