الفصل السادس

25 0 0
                                    

بمرور الأيام كانت ريم تقوم بتطبيق نصيحة والدتها لها وكانت كلما تفكرت فى سيف تستغفر الله وتفزع إلى الصلاة عملا بقدوتها رسول اللهﷺ (كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى)وكانت دائمة الدعاء أن يريح الله قلبها ويحقق لها ما فيه صالحها..
وتوالت الايام وانتهى الفصل الدراسي الاول وبدأ الفصل الدراسي الثاني وكانت ريم تعمل بكل جهدها حتى تتفوق وتحصل على أعلى المراتب،فى ذلك الوقت كان سيف دائم الانشغال بريم كثير التضرع إلى الله أن يجعلها حظه فى الدنيا ورفيقته فى الجنه؛ولكنه كان مراعيا لحدود الله حتى يجمعهما الله فى الحلال..
فى هذا الوقت كانت نور هى مرآة ريم ليست صندوق أسرارها وفقط بل نور كانت لريم كالروح للجسد شاعرة بما فى قلبها ناصحة لها بكل مايريح قلبها فكانت هى مصدر سعادة ريم الدائمه ومعينه لها على تجاوز ألم قلبها،ولا ننسى أدهم والذى كان متابعا لجميع التطورات من خلال زوجته داعيا الله أن يحفظ ابنته ومحاولا اخراج زوجته من قلقها على ابنتها وان كانت تخفى هذا عن ابنتها ولكن هذا هو الزوج الصالح والاب القدوة يشعر بكل مايلم بأسرته من دون أن يتحدثوا..

وها قد أتت الامتحانات النهائيه ليزداد خوف ريم من نتيجة هذه المرحلة الحاسمة ويزداد تضرعها إلى الله أن يسدد خطاها..
وانتهت الامتحانات واجتازتها ريم بيسر بسبب معونة اللهﷻ وتشجيع والديها والذى دائما ما كان خير محفز لها
واليوم هو الموعد المنتظر بشغف لظهور النتيجه ولسبب آخر لا يعلمه سوى شخص واحد فقط...
                     ~~~~~~~
فى منزل ريم..
رغم ثقة ريم واهلها باللهﷻورضاهم بقضاءه ايا كان ؛ولكن التوتر هو دائما الغالب فى مثل هذه المواقف فكانت ريم تقطع الغرفه ذهابا وإيابا منتظرة اعلان النتيجة،وكان ادهم مستمرا فى محاولة فتح الموقع الرسمي لمشيخة الأزهر حتى يعلم النتيجة وفى هذه الأثناء كانت نور قد خرجت من الغرفه قائلة بهدوء لتهدئة صغيرتهارغم اضطرابها الداخلى:
يابنتى أهدى مينفعش التوتر ده كل اللى يجيبه ربنا خير باذن الله

ردت عليها ريم بتوتر ولا زالت كما هى تقطع الغرفه ذهابا وإيابا:
اعمل ايه ياماما انا من الصبح بصلى واقرا قرآن وبدعى ربنا بس غصب عنى متوترة

حاول ادهم إضفاء جو من المرح حتى يخفف عنها قائلا:
يابت متخافيش وحتى لو جبتى 90٪بس احنا مش هنتبرى منك متخافيش..
ضحكت نور على كلامه وابتسمت ريم ابتسامه صغيرة ولكنها لم تهدأ بعد،
                    ~~~~~~~
فى جهة أخرى..وبالتحديد منزل سيف
لا داعى لذكر حالته الصعبه لكن يمكننا القول إنه كان يجمع فى حالته بين ادهم فى محاولة دخوله للموقع وبين ريم فى التوتر والقلق؛ولكن..
ومابعد لكن دائما مناقض لما قبلها وبالنظر إلى التوتر قبلها نجزم بأن ما بعدها فرح وسرور فقد فُتح الموقع وظهرت النتيجة وكان المتوقع وهو حصول الصغيرة الجميلة على مجموع عالى (98,5٪)
ويالفرحته وإصراره على أن تكتمل الفرحه اليوم بطلبها للزواج وقد قام بكل سرعته ليشترى لحبيبته هدية لنجاحها
                   ~~~~~~~
عودة إلى منزل ريم..
فى نفس توقيت ظهور النتيجة لدى سيف ظهرت أيضا مع أدهم والذى من فرحته قام محتضنا ابنته بكل فرحة وحب حاملا إياها يدور بها بكل السعادة الكامنه داخله..كما قامت نور بإطلاق الزغاريد المعبرة عن فرحتها واختطفت ابنتها من ذراعى ادهم لتحتضنها مقبلة كل انش بوجهها ودموعها تغرق عينيها من شدة الفرح وفى هذا التوقيت قال ادهم مقترحا:
يلا كلنا نصلى ركعتين شكر لله
                      ~~~~~~~
بعد حوالى ساعتين من شراء سيف الهدية لحبيبته قام بالاتصال بأدهم والذى كان قد أخذ رقمه من ريم قبل انتهاء الدراسة بحجة أنه يحتاجه فى عمل مهم..قام سيف بتحديد ميعاد زيارة فى الغد لمنزل ادهم دون إبداء أسباب طالبا منه عدم إخبار ريم حتى يحين وقت الزيارة وقد استغرب أدهم من ذلك ولكن استغرابه لم يدم طويلا حيث أصابه الشك فى سبب زيارة سيف ومع هذا لم يملك سوى الترحيب به ووعده بالانتظار فى الغد وعدم إخبار ريم...
   وأخبر أدهم زوجته بشأن الزيارة حتى تستعد...
                      ~~~~~~~
اليوم التالى...
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما انتهت نور من تنظيف المنزل استعدادا لاستقبال عريس ابنتها فهكذا الام المصريه ماان تسمع كلمة ذكر ولديها فتاة فى عمر الزواج حتى تعد العدة والعتاد لاستقبال العريس احسن استقبال..
فى هذا التوقيت استيقظت ريم لتجد والدتها تعد ما لذ وطاب من الحلويات لتسألها بتعجب شديد:
ايه ياماما ده كله صاحية من الفجر بتنضفى وعاملة حلويات كتير حتى رفضتى انى اساعدك واصريتى انى ادخل وارتاح ليه ياحبيبتى

غزالتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن