الأفعى لاغاريا 4

Chapter 25 : لـيـونـور

إبتسمي ودعي قلبي يتخبط ويتلاطم في ألف حيط ..!

**************************

يقولون أنك وإن أعطيت طفل صغير حلوى من نوع ما وأخبرته أنها ستكون سامة ، فهو لن يأكلها ببساطة ،،، لكن إن أعطيته الحلوى وقلت أنه سيعاقب لو تناولها ستراه يتحداك بقوة ويستمتع في تناولها ،، ستقولون لما أخبركم بهذا أليس كذلك ؟ حسناً سأجيبكم ،،، خلاصة الموضوع هنا هي طريقة التحذير ،،،،

أسلوبك في تحذير الآخرين من فعل أمر ما هو ما يحدد النتائج في الإنصياع لك ،،، مرة أخرى ستقولون لما أضيع وقتكم وأخبركم بكل هذا أليس كذلك ؟ حسناً سأخبركم لما ،،، ميلينا الآن تتساءل لما طوال حياتها تم تحذيرها من الحب والوقوع في الحب بطريقة بشعة ،، كيف أنها تعذبت لسنوات طويلة وكيف أن فكرة الحب كانت فكرة تشبه تناولها للسم إن وقعت فيه ،،،

كانت مؤمنة تماماً أن تكوين مشاعر في داخلها ناحية شخص ما سيؤدي بها إلى النار ،، إلى الجحيم ،، الهلاك والدم ،،، وحقاً كانت تصدق هذا الكلام بل وتنفذه وتبتعد قدر الإمكان عن الحب ،،، لكن الآن وفجأة هي تشعر به ،، تشعر بالحب ،،، لكن السؤال هنا ،، أين الهلاك ؟ أين الجحيم والنار ؟ أين الدماء والخطأ أصلاً في مشاعرها تجاه شخص ما ؟ هي لا ترى أي من العواقب الوخيمة التي إعتقدت بأنها ستواجهها إن وقعت في الحب ،،،،

إذاً ألا نصل هنا إلى أن ما تم إقناعها به هو خاطئ ؟ كذب ؟ مجرد أوهام ؟ يقولون أن الحب شيء غير ملموس ،،، إذاً كيف تفسر ميلينا شعورها به الآن ؟ كيف تفسر مشاعرها الغريبة تجاه لمسات توماس لها في هذه اللحظة ؟ كانت مجرد لمسات ،، يمرر أطراف أنامله على طول ذراعيها بنعومة ورفق ،،، وبهذا يرمي بكل معتقداتها عرض الحائط وكأنها لا شيء ،،،

وكأن ما تربت عليه هو الشيء الغير ملموس وليس الحب ،،، لكن السؤال هنا ،، لما ؟ لماذا تم زرع هذه الأفكار الغير صحيحة في عقلها ،، كيف لم تلاحظ أنها أفكار خاطئة ؟ أكان يجب عليها أن تجرب لتعلم الحقيقة ؟ حسناً ،، ألا نصل الآن إلى أن الحلوى التي يقولون عنها سامة هي غير سامة في الحقيقة وأنه يجب علينا أن نجرب لنعلم الحقيقة ؟

لحظة ! صدقوني انا لا أتحدث عن الحلوى ،،!

بعض المنطق لطفاً ..!

ميلينا دائماً ما كانت تشعر بأن هناك شيء خاطئ يجري من حولها ،، وها هي الآن تكتشف أول أمر بنفسها ،،، الحب ،، الحب الحب الحب ،، في كل مكان من جسدها ،، يخترق كل مكان داخلها ،، يلامس عقلها وقلبها كنعومة القطن ،،، كذوبان السكر بالماء ،،، يشعرها بالأمان الذي لم تحظى به طوال سنوات حياتها ،،،،