الفصل الثالث

116 4 17
                                    

الفصل الثالث ..

ماهي الحياة ؟ لم خلق البشر ؟ من هم البشر ؟ وكيف يتصرفون ؟ لم هم مختلفون ؟ لماذا يثيرون بداخله هذا الفضول ؟ لماذا يراهم مثيرون للاهتمام ؟

على نقيض آبريل كان إدوارد ، آبريل لم يصب اهتمامه بالبشر بقدر ما فعل مع نفسه والكون ، كان يكتفي بالتعرف على شخصياتهم وكيفية التعامل معهم ومن ثم لا يهم ما بقي فليس من النوع الذي يكون فضولياً تجاه الآخرين ، أما إدوارد فقد كان كثير التفكير بالناس من حوله ، لم يكن اهتمام بمشاعرهم بل دراسة لهم ، كانوا مجرد تمضية للوقت بالنسبة إليه ، لم يحبهم يوماً وعلى الأرجح لن يفعل ..
دخل منزله وتفحص الحركة النشيطة به صاحت الفتاة الجميلة ما إن رأته

" آه لقد عدت إيدي ، أهلاً بعودتك "

أغلق الباب والتساؤل يملأ وجهه وملامحه

" أهلاً ليزي ، ماذا تفعلين هنا ؟ "

" دعتني خالتي لأساعدها ، ومن الجيد أنك أتيت نحتاج للمساعدة "

راحت إليزا تمشي بخفة كالفراشة ، ترتدي ثوبها القروي والذي يرتدين الفتيات مثله هنا ، فستان زيتي اللون طويل الأكمام ولكنها تشمر عن ذراعيها ، ضيق عند الخصر ومنتفخ من الأسفل ، ترتدي فوقه مئزرها الأبيض ، ترفع شعرها الذهبي كله وتلفه بمنديل أبيض أثناء عملها ، دعته ليحمل بعض أكياس الطحين الثقيلة وينقلها إلى مخزن الطعام ، عملوا بجد حتى أنهوا التنظيف والترتيب ، جلس إدوارد يلتقط أنفاسه ويمسح العرق عن جبينه فأقبلت إليه تحمل بيدها كوب ماء بارد يروي ظمأة ويبرد جوفه ، شربه بسرعه وشكرها ، ابتسمت بعذوبه والتمعت عينيها السماويتين ، كانت ليزي تملك بشرة بيضاء ولكن العمل تحت الشمس قد أحرقها وانتشر النمش فوق وجنتيها

" تبدو سعيداً هل حصل أمر ما معك ؟ "

ابتسم لإدراكها مثل هذا الشيء الصغير ، هي بالتأكيد تفهمه جيداً ، طيبة جداً وعاقلة ، فتاة مثلها كانت الأنسب له بلا شك ، ومن حسن حظه أنهما مخطوبان منذ الصغر

" لا شيء مهم ، مجرد أمر صغير "

" له علاقة بآبريل أليس كذلك ؟ "

ازدادت ابتسامته ، لم يكن يحدق بها .. بل في الحقيقة هو لا يحدق بأحد ، كأن ضباب يحجب الناس عنه ، حتى وإن كانت عيناه البنيتان تثبت بصرها بعينيك تشعر وكأنهما يريان شيء آخر ، أبصر البعيد ككل مرة ، يالفتاته اللطيفة ! كان يسند جسده على إحدى يديه في الخلف والأخرى يضعها فوق ركبته المنثنية بينما الأخرى ممتدة باستقامة

" لم يفشل يوماً في جعلي متحمساً ! لم يخيب ظني به وعلى الأغلب لن يفعل ! إنه مثير للاهتمام جداً "

احتضنت ساقيها وأسندت رأسها فوقه لتقول

" هل تخططون لأمر ما ضده كالعادة ؟ "

" كذبة إبريل  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن