" كذبة إبريل "

الفصل الثامن

الفصل الثامن ...

مر بقية اليوم عادياً جداً .. آبريل وكلارا نظفا البيت بجدية ، وضعوا كل مللهم و تذمرهم فيه .. القرية تستمر بحياتها كأي يوم مضى .. الجنود المكلفون بالقضية يواضبون على جمع المعلومات بسرية تامة والآخرون بدأوا فعلاً في صنع الكوخ وقد انتهوا من الأرضية والأساس سريعاً ... غفت الشمس وأرسلت للقمر إشارة ليستعد بأخذ مكانها .. سكنت الأصوات وهدأت الأنفس بداخل أكواخهم الخشبية .. يدفئون أرواحهم بحديث بعضهم بعضاً .. يتناولون عشاءهم الدافئ والضحكات تصدر منهم .. النقيب فيبرو كعادته في دوريته الليلية يطمئن على كل شبر من القرية ويلاحظ تصرفات أفراد الشرطة بكل تركيز وحزم .. آبريل وكلارا أعدا العشاء مبكراً عن المعتاد نظراً لوجود كلارا في المنزل .. تناولاه بهدوء وهما يتبادلان أطراف الحديث ..
نأتي قليلاً لمنزل السيد سكوفيلد .. أرادت السيدة سكوفيلد أن تحمل بعض الطعام لصديقتها السيدة مالون - والدة إدوارد - ولكن تطوع ولدها ليحمله إليها بدلاً عنها .. أخذه ومشى بهدوء بين ظلمات الطريق يمشي بخفة وبتريث وبحذر شديد ، حينما انعطف ليجد منزل إدوارد اصطدم بأحد الجنود الذين يقومون بدورية ليلية مع النقيب فيبرو والذي كان اسمه - ماكسيموس - ابن الصياد ! ارتبك الفتى قليلاً واعتذر للجندي دائم الملل والتذمر رد عليه بلا اكتراث وغادر إلى حيث يصبو ، والآخر أيضاً أكمل طريقه .. طرق الباب وفتح له إدوارد الذي اتسعت عيناه للحظة ثم فتح الباب ليدخله معه إلى الداخل وهناك ..

" ألم أطلب منك ألا تخرج كثيراً ؟ "

" أتيت لأخبرك بشيء ما ؟ "

" ماذا ؟ "

" هناك شيء آخر مع القنديل ! "

وضع إدوارد أصابعه فوق جبينه يحاول أن يكون هادئاً ،
حدق بجدية إلى الفتى وقال له ..

" هل رآك أحد ما في قدومك إلي ؟ "

نظر الفتى إلى الأرض وارتبكت أحرفه قبل أن ينطق

" في الواقع اصطدمت بأحد الجنود قبل لحظات "

فتح عيناه بدهشة وعصبية أمسكه من تلباب ملابسه وهدده

" اسمع هذا هو التحذير الأخير لك ! قلت لك لا تبرح مكانك ولم تطعني وها أنت تضيف لهم دليل آخر !! أقسم لك بأني لن أساعدك مهما حاولت ! عليك أن تجني ثمار غباءك لوحدك ! "

حاول الفتى أن يقنع إدوارد وأن يطلب السماح منه إلا أن الآخر طرده سريعاً قبل أن تأتي أمه لتقول ..

" بني من كان بالباب ! "

" إنه لويس ! أحضر طعاماً من السيدة سكوفيلد ! "