الفصل السادس

61 4 2
                                    

الفصل السادس

لم تتمكن من البقاء هادئة بينما عقلها يفكر بصديقتها وأخيها ، ماذا لو أن الموقف تحول إلى شيء كبير واحتاجوا مساعدتها ؟ ماذا لو أن الصدمة كانت كبيرة على كلارا ولم تتمالك نفسها ؟ ماذا لو .. ماذا لو ...
وبين زوبعة الـ ( ماذا لو ) نزعت معطفها الطبي الأبيض واعتذرت سريعاً لمغادرتها بهذا الشكل ثم اتبعت خطواتها السريعة إلى منزل صديقتها كانت الشمس آنذاك على وشك الغروب .. وقفت أمامه بتردد ما بين طارقة وبين مغادرة ، إلا أنها عزمت أمرها وطرقت الباب ..
لزم الأمر لحظات قليلة حتى أدير مقبض الباب وأطل وجه آبريل المنهك من ورائه ، دهش قليلاً لرؤيتها إلا أنه ابتسم بإعياء وفتح لها المجال لتدخل ، لم يفته نظراتها المستغيثة طلباً لجواب أسألتها فعندما أغلق الباب لم تستطع التحمل وهمست بفضول يكاد يقتلها ..

" هل أخبرتها الحقيقة ؟ "

أومأ رأسه بهدوء وطلب هامساً

" إنها ليست بخير ، حزينة جداً ومصدومة ! رجاءً كوني بقربها ! قد تكونين أفضل مني في مواساتها ! "

ربتت فوق كتفه ثم اتجهت إلى صديقتها الجالسة المنهارة ، عانقتها وخففت ببعض الكلمات عنها بكت بين ذراعيها كثيراً وعبرت عن غضبها وانزعاجها وحزنها ثرثرت كثيراً والأخرى تستمع بكل هدوء ، وأحياناً تضيف بعض الكلمات لتشجع كلارا ..
حضّر آبريل بعض الشاي وقدمه إلى الاثنتان هناك ، تناولوه جميعاً بهدوء لا يقطعه إلا شهقات كلارا ، حاول آبريل أن يساعد أخته في تخطي هذا الأمر بسرعة لذا سألها بينما يحتسون الشاي

" هل يمكنك الآن أن تحدثيني عما حصل بالأمس بكامل تفاصيله ؟ "

حدقت به كلارا بشرود ، أخذت نفساً عميقاً وأغمضت عيناها ثم فتحتها وهزت رأسها بتفهم تقول

" نعم ، سأخبرك .. في الحقيقة ليس هناك ما يذكر كنت حتى السابعة والنصف بداخل الكوخ كما تركتني ما بين ورقة وأخرى ..."

صمتت قليلاً بألم وهي تتجرع الشهقات التي تقاطع حديثها بين فينة وأخرى ، لم يقاطعها أي ممن أمامها وتركوا لها المجال حتى أسردت باقي حديثها

" حينها شعرت بالجوع وأخذت إحدى الشطائر التي صنعتها لي ، في ذلك الوقت قدمت إلي إحدى زميلاتي وأخبرتني أن الفتيات أحضرن بعض العصير والمشروبات لذا دعتني كي أنضم لهن ، كنا نتسامر ونضحك وفي أثناء ذلك اهتزت الأرض وسمعت صوت تحطم زجاج وعندما قررت العودة إلى الكوخ اكتشفت أنه يشتعل فبدأت أصرخ طالبة النجدة ، سمع استنجادي أحد الجنود وبسرعة قام بدق جرس الإنذار .. وحدث ما حدث هذا ما أذكره ! "

" كذبة إبريل  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن