الفصل الرابع

69 6 10
                                    

.. الفصل الرابع ..

ملاحظة هامة : تم تحديث الفصل السابق بتاريخ :
١ سبتمبر ٢٠١٥م
الموافق لـ : ١٧ ذو القعدة ١٤٣٦ هـ ... لذا رجاء لمن قرأ الفصل
قبل هذا التاريخ أن يعيد قراءة الجزئية الأخيرة فهناك إضافة مهمة نسيت كتابتها قبلاً ... أعتذر لهذا الطلب ولكني مجرد بشرية قابلة للأخطاء والنسيان ... أشكر لكم تفهمكم وأتمنى لكم قراءة ممتعة 💜

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توقفي ! توقفي !
أو ازدياداً اندلعي !
احرقيني ، ابتلعيني ، ابعديني عن حنيني !

اندلعت النيران ملتهمة كل ما تستطيع التهامه ، تدافع الناس جنباً إلى جنب بقرب الحريق كل شخص حاملاً معه دلو ماء ويسكبه عله يوقف هذا اللهب ، أتى آبريل يركض خائفاً تائهاً بلا وعي ، بصره كان مسمراً في النار ، صرخ مرات عدة منادٍ بها اسم أخته الوحيدة بل عائلته الوحيدة المتبقية له ، يحشر نفسه بين الناس ويناديها ، تلك الدقائق كانت كالساعات لو لم يناديه صوت ما من بين حشود الناس لكان ألقى بنفسه نحو كومة النيران تلك ، التفت إلى مصدر الصوت وإذا بزميلات كلارا يلوحن له ليسترعن انتباهه ، أسرع خطاه إليهن فإذا بهن يحاولن أن يمسكن كلارا عن محاولاتها في الذهاب إلى مكان الحريق ، ارتاح آبريل حتى شعر بأن جميع عظامه قد تحطمت و تهشمت كلياً ، أمسك بأخته ليتأكد من أنها أمامه حقاً وأنها بخير تماماً

" كلارا !!! أأنت بخير ؟ أأصابك مكروه ؟ "

" أبحاثي يا آبريل !! تعبي !! أرجوك لا تدعها للنار !! "

طمئنها آبريل وهدأ روعها وألزمها أن لا تبرح مكانها ، أسرع لجموع الناس وأخذ يساعدهم بكل ما أوتي من جهد وقوة ، تجمعت من فوقهم غيوم سوداء تحمل رحمات السماء ، أمطرت في تلك اللحظة مرسلة دموع رثائها نحو الأرض التعيسة ، أغرقت المكان بحزنها و ختمت بذلك يوماً طويلاً مرعباً مليئاً بكل ما يذكر وما لا يذكر .
انخمدت النار كلياً كان الظلام حالكاً والأنفس منهكة تعبة ، حملوا أشتاتهم وعادوا أدراجهم لبيوتهم لعلهم يريحون أرواحهم التي اختنقت بتلك الليلة الفضيعة ، كان حال كلارا يرثى له ، في موقف لا تحسد عليه ، غاب وعيها وفقدت كل إدراكها لتودع هذا الظلام بظلام آخر داخل عقلها ، حملها فيبرو ونقلها إلى المنزل وبصحبتهما آبريل بكل تأكيد ، أراح جسدها فوق سريرها وعاد أدراجه نحو جنوده كي يلقنهم الدرس الذي يستحقونه ، أما آبريل فلم يستطع أن ينهي يومه الطويل ذاك بنوم كالآخرين ، بقي إلى جانب أخته يمسح عنها آثار الدخان يطمئن على صحتها و لا يفارق جانبها أبداً ، كلما غط في نوم قصير استيقظ فزعاً ، وكل دقيقة يعيد بصره إلى أخته ، يتحسس جبينها وخدها يتفقد تنفسها ليتأكد من أنها لا تزال على قيد الحياة ، يغمض عينيه ويدعو من كل أعماق قلبه أن لا يفتحها فلا يجدها أمامه ، أصبح كمن هو في حلم مرعب ، يخشى الرجوع إليه أو الاستيقاظ منه ، بقي على تلك الحال حتى انفلق صبح جديد ، ينشر خيوط بيضاء ملائكية إلى كوكب جميل ، أفسده البشر بجشع بشع ، تربت بأضواءها على جبين التعساء ، تعيد الحياة لأرواح أثقلها الأنين ، وتنشر أملها في قلوب الفرحين ، سمع آبريل صوت باب المنزل قد فتح فذهب للأسفل كي يعلم من أتى ، وكما خمن هو من قبل كان فيبرو ، ويتضح تماماً أنه هو الآخر لم ينم أبداً .

" كذبة إبريل  "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن