ملاحظة : صدقاً يا رفاق هل قمتم بإعادة قراءة الجزئية الأخيرة في الفصل الثالث كما طلبت منكم ؟ رجاءً لمن لم يفعل أن يعيد قراءة تلك الجزئية فهي مهمة جداً جداً .. وأعتذر لإزعاجكم حقاً ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الخامس ..
انغمس بداخل الغابة .. أكثر فأكثر وكأنما يحتمي بنفسه بين الشجيرات وتحت الشجر .. لا يلف تفكيره سوى الغضب ! يكاد لا يعلم إلى أين يتجه ، مشاعره الثائرة أعمته عن كلّ ما حوله ، يسير فحسب لكنه لم يدرك بأنه طوع أمر قلبه الذي قاده إلى المكان الذي لا يحتمي بسواه .. فبين كل تلك الأغصان التي تحاصر المكان هناك طلة بهية واسعة هادئة جداً مرتفعة قليلاً محاطة بالأزهار وتحضن بقلبها قبرين ساكنين ...
ما إن وصل إلى المكان حتى غشت روحه سكينة كبيرة أطلقت ما يعكر صفوها بتنهيدة عميقة ، سار بثقل حتى ألقى بنفسه مستلقياً بين نصبي القبرين الحجريين ، جعل من الفراغ الصغير بينهما سرير يفترش فيه همه ، يجعل من بساط العشب الأخضر حضناً دافئاً بين هذين القبرين الذين لا تفوح منهما سوى برودة الموت الصامتة .
صمت طويلاً وتجاهل كل ما في عقله ، أصبح فارغاً من الداخل تماماً ، متأملاً صوت حفيف الشجر وزقزقة العصافير من حوله ، يراقب حركة السحب البطيئة من فوقه بكل تركيز لا يشغله عنها إلا التفكير في تحولات شكلها ، يشعر بوخزات العشب اللطيفة ونعومتها تعانق يديه الذي استعملهما ك وسادة تحت رأسه المثقل بكل ما يخطر على البال ، أغمض عينيه واستمع بروحه إلى أصوات الطبيعة المهيبة ، تلك اللحظات الخالية من المعاني كانت أهم اللحظات بالنسبة إليه ، وإن كانت إهدار للوقت للبعض ! وإن كانت عديمة الجدوى للبعض الآخر ! وإن كانت سخافة كما يدعيها البعض ! كانت لغة خاصة ، أصوات وهمية لا يفهمها سواه ! قوة عظيمة لن يحس بها إلا من تأملها ، وكأنه إن فعل ذلك أتته يراعة صغيرة تأخذه إلى مكان بعيد إلى كهف مخيف يجد فيما ورائه عالم مختلف ، بركة من الماء تطبع صورة القمر فوق صفحة مياهها لتجلس الحورية فوق صخرة بقربه تعزف أغنية حزينة تتراقص على إثرها باقي اليراعات يشعر بأن الكون كله قد ترك ما عليه ليعزف له سيمفونية خاصة ، تهويدة لطيفة لقلبه الجريح .
مضت برهة من الزمن وهو هكذا يشعر بأنه في مكان آخر تماماً ، هنا أوقف الزمن وعاد إلى كل ما يؤرق تفكيره ، كلارا ، الحريق ، أوليفير ، إدوارد ، وحتى ذلك المزعج الجديد إيدموند ...
ملأ صدره برائحة المكان والتي تحمل معها رائحتين عزيزتين لم يشبع منهما أبداً ، فكر بضيق في كل شيء ، فكر بكل ذلك الألم الذي يعتصره من الداخل دون إدراك أحدهم ، قلب بصره محاولاً الاستنجاد بأي شيء حوله ، يفلت زفرة عميقة حينما يشعر بأن كفي الأحداث والمصير تطبقها على عنقه لتخنقه حتى الموت، وأخيراً ... لم تفلت شفاته إلا ...
أنت تقرأ
" كذبة إبريل "
Rastgeleيجد آبريل نفسه منبوذ من أهل قريته بتهمة لم يرتكبها يعيش لـ ١٦ عاماً دون أن يفهم تلك الكراهية ليكتشف لاحقاً أن كارثة ستحل على الغابة بمن فيها القرية أيضاً ، ف كيف سيصدق الناس شخصاً ينادونه بـ ( الكاذب ) ؟ وكيف سيتصرف آبريل حيال الأمر ؟ أي فرق سيح...