رَائِحَةُ الدَّمِ تَمْلَئُ الْمَكَانَ part:3

1.1K 143 65
                                    

   
*بعض الأصدقاء شياطين....تنتظر لحظة إلتفاتك

                ليغرزوا غدرهم بظهرك *


__________________________________________________________________________

".. ماثيو ألفيز .... تاتيانا أوركيموفا!؟"

تفاجئت من رؤيتهما بعد أن لفظت أسمائهما بصعوبة وبصوت يكاد أن يسمع ،لوهلة من الزمن توقف جسدها عن الإستجابة والحركة  لها ،تنظر جيدا نحوهما  غير مستوعبة لما تراه أعضاء المنظمة وقتلت والديها هم أصدقاء أهلها المقربين ،ماثيو صديق والدها  الذي لطالما كانت تعتبره في صغرها والدها الثاني  و تلك المرأة هي صديقة والدتها منذ الطفولة  ، ظلت مكانها متجمدة تنظر لكليهما بصدمة لم تستطع استيعاب ما تراه ،الآن وفي هذه الثانية أحست بذلك الجزء الأخير من روحها تنهدم وتسقط نحو ذلك الظلام .

نظرت إليها تاتيانا بنظرات إزدراء وكره ثم أمسكت قارورة من النبيد الاحمر وملأة كأسها لتجلس على كرسيها قائلة

"عزيزتي لا داعية لهذه التعابير المثيرة لشفقة والدهشة هذه هي حقيقتنا "

ظلت إيلينير تنظر فقط دون التحرك أو الكلام ولاكن داخل عقلها كلام كثير لم تكن تتوقع ذلك حقا كيف لصديقة أمها المقربة والرجل الذي ساهم في تعليمها ومساندته لها طوال 3سنوات الفائتة أن يكونا هم نفسهم قتلت والديها كم كان تمثيلهما محترف كل هذه السنوات غاصت في تفكيرها وغابت كليا عن الواقع .

أنزل ماثيو هاتف على طاولة الاجتماع وقام من مكانه ،تقدم ناحية إيلينير وهو يبتسم تلك الابتسامة المسمومة ثم وضع يده اليسرى على خصرها واليد الأخرى لفها حول رقبتها وضمها بقوة.

"صغيرتي الجميلة هل تفاجأتي لرؤيتنا هنا ،أراهن أنك لم تتوقعي هذا "

إستفاقت إيلي من بحر تفكيرها و صدمتها لتدرك الوضع وتعتلي شفاهها إبتسامة بريئة ،وتبادله بدورها العناق بشد ،رغم أن داخلها كان عبارة عن بركان قد أعلن ثورانه إلا أنها لم تسمح لحمم الغضب بالخروج تمنت لو أن ذلك العناق يصبح حبلا على عنقه وتقوم بشده حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة .

لتقاطعهما تاتيانا بقولها

"هذا إجتماع وليس لم شمل... ليجلس كل منكما في مكانه"

إبتعد ماثيو قليلا عنها ثم اخدها إلى مكان جلوسها المحدد على الطاولة بينما طلبوا من آدم البقاء خارجة الغرفة ،أبعدت الكرسي وجلست بكل هدووء
ثم غاصة مرة أخرى في تفكيرها المرعب وبطريقة إنتقامها منهم فموتهم لن يكون بسهولة كموت والديها بينما هي شاردة في بحر أفكارها المظلم، كانت عيون تلك الأفعى الحادة تراقبها بتلك النظرات الحاقدة والمليئة بالسم ، صحيح أنها كانت تدعي حبها لها ولاكن كان مجرد كدبة صغيرة من بحر أكاديبها ففي الواقع لم تكن تحبها ولم تعتبرها يوما كإبنتها كانت تعاملها بلطف من أجل حبها لوالدها ولاكن كلما كانت تنظر لها تدكرت تلك المرأة ،نعم صديقة طفولتها ورفيقة دربها التي تمقتها بكل أنواع الحقد والغل رغم موتها لاتزال تكرهها وتكره إبنتها التي تدكرها بها.

خليفة الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن