الفصل الثاني...

5.3K 98 4
                                    



المزرعة...

صاروا يجتمعوا عند الجلسة وكانت مجموعة مقاعد وبالوسط منقل النار الجو بارد ولطيف والسماء شبه غائمة وكان الكل حول النار باقي ساعة على المغرب...
ثنيان وفادي يجهزون القهوة ويسولفون قاطعتهم العمه سمر...
سمر: اوه ثنيان حنا مسوين قهوة وشاهي...
أبو مالك: ما عليه وانا اخوك بس اشتهينا قهوة من يدين ثنيان وشاهي فادي مالنا غنى عنه...
أطياف سمعت ابوها وعقدت حواجبها على ذكره وتجاهلت الكلام...
العمه سمر: اووه عاد قهوة ثنيان ما تتفوت...
ثنيان: بعد عيني سمر تحت امرك متى ما بغيتي وشتهيتي بس نادي وتأمرين امر...
العمة سمر: بعد قلبي...
متعب بمزح وهو ينزل الحطب: يعني هو بعد القلب وانا اللي فيه صح سمير؟
سمر: كلكم بقلبي بعدين اسمي عمه او سمر مو سمير...
ثنيان بضحك: ياخي نفسي ما تنشب لي بشي بكل حاجه ناشب...
مالك يخبط كتف متعب: إذا فاقد حنان تعال انا اغرقك حنان..
دفه متعب: الله يخس العدو ضاقت الأرض ما في الا انت ادور عنده!!!
طيف تاكل شبس: وزينه أخوي يحصلك انه يحتويك...
مالك: هههههههههه وزينها اختي اللي ما تشبع تدافع عن اخوها..
ناظرته بطرف عين: والله مدري هي مدحه ولا سبه... 
ثنيان: نص كذا ونص كذا يا بنت عمي...
جاء عبد المحسن بعد ما اخذ القهوة عشان يصب...
عبد المحسن: تو اكتشف عندنا الفهاوه وراثه...
مد الفنجان لأبو مالك بعد ما صب للجد، العم صالح راح عشان يتركهم لحالهم يأخذون راحتهم ونبه عياله إذا خلصوا يتركونهم يروحون للمكان اللي يجلس فيه دائما مكان يكون بالجهة الثانية من المزرعة...
أبو مالك: عشت، اشوف كلكم تتفقون على بنيتي هذي اخر العنقود السكر المعقود...
رهف وريوف وغيم كانوا جايين ومعهم الحلا والمالح...
رهف: أي يا زينها والله يا عمي لو بس ما تجيب فيينا العيد...
غيم كانت تفكر تنحت شوي لتفتت لريوف: ليه باعتنا مره ثانية؟
عبد المحسن بضحك عالي: لا تو تأكدت انها وراثة...
ريوف لفة على غيم بصدمة وبلحظتها هي بعد جتها فهاوة: مين اللي باعنا!!!!
وفجأة انفجر الكل بالضحك بصوت عالي على فهاوتهن: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
رهف: يا ربي انا بوحدة مو مرتاحة ترسلي ثنتين يا ربي حبيبي صبرك...
أبو مالك بصوته المبحوح من الضحك: اشوف تضحكون على بنياتي أعقب انت وياه...
غيم وريوف للحين ما استوعبوا سبب الضحك فجأه غيم لفت على ريوف وهي تضرب كتفها بخفيف: اما يضحكون علينا...
ريوف: ليه؟!
والكل بما فيهم الجدة ما قدرو يمسكون ضحكتهم: ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
فيصل: لا وضعهم جدا صعب صراحه...
ثنيان راح لريوف وحط يده على كتفها لما حسها انحرجت: لا اختي حبيبتي شوي ما ركزت علشان تجهز لكم الحلا هي وبنت العم الله يعطيهم العافية...
فيصل جاء ويسحب غيم: أي والله يعطيهم العافية حتى ان غيمه (الدلع اللي يحب يناديها فيه) بـ تسوي موكا لنا...
دفته غيم: أي لما شبعت ضحك جيت تدور الموكا بس ما فيه عشان تعرفون كيف تضحكون علينا...
طيف ماسكه فنجال ابوها بطرف اصابعها وتشربه: أنتم اللي ضحكتوهم عليكم...
أبو مالك يأخذ الفنجان منها: اول شي بدت من عندك والثانية كم مره أقولك لا تاخذين فنجال أحد...
ضحكت بفشله وهي ما انتبهت انها اخذت فنجال ابوها: والله يبه ما انتبهت انه حقك...
مالك: جت على الفنجان هذا بس؟ يعني مو انتي أي شي يجوز لك تاخذينه بدون لا تسألين...
كانت من عاداتها السيئة تأخذ أي شي قدامه حركة عفويه فيها لكن تحرجها كثير...
متعب بعد ما حس بأحراجها وهو كان ملاحظ هذي الحركة عليها لما مره كانت تسولف على رهف اخذت الكوب حقه وشربته ولا هي منتبه لما انتبهت رهف اشر عليها تسكت عشان لا تنحرج ومن بعدها اخذت قلب متعب بالحركة هذي وعفويتها...
متعب: ثنيان ما ودك تشوف هديتك؟
الكل بصوت واحد: أي...
العم أبو مالك: سبحان الله كلكم اسمكم ثنيان...
الكل: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..
عبد المحسن: اااووووه صح نسيت ترى ما عطيتك هديتك...
طلع من جيبه علبة صغيره فيها تعليقه بأسمه لسيارته وبطرفها كسرة عود...
العمة سمر: الله حلوه...
ريهام: والله ذوقك حلو حبيت الفكرة...
عبد المحسن: هذا صديقي فاتح مشروع جديد واعجبتني الفكرة وقلت اهدي ثنيان من عنده منها اعلان يعني عصفورين بحجر واحد...
ثنيان مره حب الهدية: الله يسعدك ويعطيك العافية...
متعب: وانا ما تبون تشوفون هديتي؟
ثنيان: وينها؟!
متعب: لازم تجون معي، شوي انتبه لجدته، لا خلاص تدرون انا بروح اجيبها...
راح وهو يدري مشوار تعب على الجدة ورجع معه الهدية كانت خيل اسود كان لونه ومنظرة جدا جميل ومبهر...
الكل وقف مبهور من جماله ولا تخفى نظرات ثنيان كيف انبهر بجماله وحب الهدية قرب منه ثنيان وأبو مالك لكن الخيل خاف وتحرك...
متعب: يتقدم واحد واحد علشان لا يجيب العيد فينا...
تقدم ثنيان وكان مبهور من تفاصيل الخيل كان فيه شي مميز شده بس ما يدري ايش بالضبط ما كان كثير مع الخيول لكن حب الخيل مسح على راسه ببشويش وشاف همس متعب للحصان ويمسح على رقبته...
متعب: ايش رأيك بالهدية؟
ثنيان وهو يتأمله: حلوه بس ايش همست له؟
متعب: هذا اخر سر بينا الحين اسراره معك لا تتعب نفسك ما راح اقولك المهم ايش بتسميه؟
قرب الكل بشويش عليه مبهورين بجمال وتميزه عن باقي الخيول
مالك بتعجب: هذا أجمل خيولك ما توقعت تهديه لأحد...
فيصل: اكيد من غلاه عنده اهداه الغالي صح؟
متعب مبتسم: من اول ما انولد شفت فيه ثنيان حسيته انولد علشان يكون له دربت وربيت بس ما حسيته يخصني كثر ما حسيته يخص ثنيان...
ابتسم ثنيان: أصيل...
لف الكل لثنيان كان يتأمل اخوه وغير مسار عيون للخيل وقال: سميته أصيل مثل مهدية...
متعب: ومثل اللي ملكه ترا قلبه كبير وأبيض...
حضن اخوه يبارك له بالخيل وارتفع صوت التبريك لثنيان علشان الخيل واللي يصوره ويتصور معه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان بطرف الجلسة عند أطياف اختارت تراقب بصمت ولا تخفى عليها نظرات ابوها لها بين فترة و فترة كأنه يناديها ولا نظرات ثنيان لها وتصرفات ثنيان وصوته كان بالنسبة لها مزعج بس تنسى صوته مع ضحك العائلة و جمعتهم كل نهاية أسبوع تعتبر حافز او فاصل سعيد يأخذهم من تعب الشغل والدوام اللي يستمر أسبوع كامل باستثناء طبعًا العم أبو فيصل كان نادر يجي للجمعة بس غيم و فيصل عمرهم ما تركوا الجمعة صح يتمنون يكونون أهلهم معهم بس تعودوا مثل ما تعودوا ثنيان و خوانه على اليتم من لما كانوا صغار لما ماتوا أهلهم بحادث مشؤوم يوم ميلاد ثنيان لما كان صغير كان مصر يجيبون له هدية و بسبب المكالمات المستمره وازعاجه على جوال ابوه صار الحادث ومن وقتها ثنيان حاس بالذنب ومحمل نفسه مسؤولية كل شي صار واعتبر يوم ميلاده يوم مشؤوم ولا تخفى عليها نظرة ثنيان لخوانه كيف يحس نفسه السبب بيتمهم و يحاول قد ما يقدر يحتويهم و يحاولون قد ما يقدرون يفهمونه انه مو هو السبب...
قطع حبل افكارها ام مالك: ليش جالسة لحالك و الكل مجتمع؟
أطياف تناظر ليدها: اشوف من بعيد...
ام مالك: تشوفين ولا حاسه بالذنب اتجاه ابوك وكارهه ثنيان؟
لفت أطياف بصدمه وقالت بارتباك: ااا ايش دخل ثنيان؟
ام مالك: تحسبين مو منتبه لنظراتك له ودقك له بالكلام؟
أطياف تكابر تبي تغير الموضوع: ابوي صح أحس بالذنب ما انكر لكن ثنيان ايش اللي يخليني اكرهه؟ ولا دريت عن هوى داره اصلاً...
ام مالك: ترى انا ملاحظه نظراتك وتصرفاتك من زمان بس انتظر تجين تتكلمين انتي كبيره ما يحتاج كل شوي أقول ايش فيك وانتي تدرين أني بسمعك...
أطياف: يمه حبيبتي لو فيه شي بقول...
ام مالك تتمالك نفسها تعبت من وضع بنتها: طيب بقول ما فيه لكن لنا كلام مع بعض قريب...
قبل تعترض أطياف نادت الجدة ام مالك عشان تبغاها تجي تشوف الخيل...
راحت وتركت بنتها مع عاصفة مشاعر بين كره ثنيان وحب ابوها وصدمة من انها مكشوفه لخبطة مشاعر انقذتها منها يد العمة سمر: ليش جالسة لحالك يا حلوه؟
أطياف تحاول ما تبين شي بنفس الوقت تحس نفسها ضايعه وتحتاج نصيحة تحتاج تتكلم...
اطياف: لا بس أفكر كيف أراضي شخص عزيز علي زعلته كثير مني...
العمه سمر: صدقيني ما يحتاج بس روحي بوسي رأسه ويرضى أخوي اعرفه ما هو منتظر منك تبرير ويسامحك قبل تبررين...
التفتت بصدمة: كيف عرفتي؟
العمه سمر: ومين باقي ما عرف بزعلك عليه من نظرات العتب بعيونه لك؟ انتي يا أطياف اعقل بناتنا وتدرين بمعزتك عند ابوك ليه الجفاء هذا؟
قالت بـ عيونها دامعة: والله غصب مو بيدي ولا توقعت اني مكشوفه لهذي الدرجة...
سمر تواسيها وهي تأشر لأبو مالك يجي كان قريب يسمع كل شي.
سمر: ما عليه هذا ابوك ايش ما صار بيفهمك واكيد عندك سبب مقنع...
أطياف: طيب لو كان مو مقنع تتوقعين يسامحني؟!
أبو مالك ما صدق بنته تلين من ناحيته: لو ما هو مقنع يا عين ابوك مسموحه...
لفت على صوت ابوها راحت بسرعه تبوس راسه ويده وتعتذر: يبه تكفى سامحني والله مو بيدي ادري تماديت لكن بيجي يوم وتعذرني...
أبو مالك: ومن قال زعلت انا بس ضاق صباحي بدونك وبرد ليلي من بعد سوالفك الدافيه...
العمه سمر: خلاص كفاية دموع وعتب دام طاح الحطب انا المفروض اسميه يوم المشاعر العالمي...
كانت الجدة تراقب من بعيد وتشوف كل شي تنتقل عيونها بين احفادها وعيالها وتحمد ربها وتدعي يديمها من نعمه ناظرت لأحفادها وابتسمت الجدة على ضحكهم ولعبهم وكيف مترابطين وهي كانت تحرص على تكاتفهم ولا يكون بينهم حاجز ولد عم حتى البنات عودتهم من لما كانوا صغار انهم مثل خوانهم...
كانت ضد زواج الأقارب اختارت العوائل اللي ممكن تزوج احفادها منهم لكن ما تدري ايش يدور بقلوب احفادها وهل راح يخضعون لقرارها؟!
ارتفع صوت فادي بالاذان عند العم صالح كان المنقذ للموقف والأفكار المشتتة بين أبو مالك وأطياف والجدة وأنقذ طيف من نظرات متعب كان يسرق النظر لها وفيصل وعيونه التائه يدور فيها على شموخ...
راحوا العيال يلبون نداء الصلاة والبنات افترق الكل يصلي المغرب استعداد لجلسة مليئة بدفئ العائلة وسعة صدر وسوالف وقصيد مثل ما تعودوا...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من عينيك سُمِيتْ عاشقاً✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن