كانت تغمرها سعادة لا توصف وهي تستعد للعودة إلى حضن أمها الدافئ، ذلك الملجأ الذي افتقدته طوال تلك السنوات. حتى صخب إخوتها الصغار، الذي كان يثير استياءها في الماضي، أصبح الآن أكثر الأصوات التي تشتاق لسماعها. أما شقيقها الأكبر، المتحفظ والصعب المراس، فقد كان دائمًا يحمل قلبًا دافئًا لها، رغم مظهره الصارم، وكانت تتوق إلى سماع كلماته الجافة التي تخفي خلفها حبه العميق لها.
كل هذه التفاصيل كانت تتردد في ذهنها ليالي طويلة، ترافقها في وحدتها كلما استلقت على سريرها، تنتظر النوم ليأخذها إلى عالم الأحلام، حيث تهرب من الواقع ولو للحظات. ولكن مهما حاولت الهروب، كان هناك دائمًا شيء واحد يلاحقها في أحلامها ويوقظ نبضات قلبها... باكوغو. حبها الأول، ذلك الأشقر الذي سرق قلبها منذ سنوات، ولم يعيده قط.
كانت سعادتها تتضاعف لمجرد التفكير في لقائه مجددًا، لرؤية وجهه أمامها كما في الماضي، رغم أنها كانت تراه دائمًا عبر شاشة التلفاز، وهو يقاتل الفيلان بكل شراسة وعزيمة. كان يقف بصلابة لا تُقهر، مستحقًا إعجاب رؤساء وكالات الأبطال الذين يتنافسون بشدة للظفر به، لكنه كان يرفضهم جميعًا بكل صراحة، مما جعل قلبها يفيض فخرًا به، كما لو كانت هي من ربيته وأوصلته إلى ما هو عليه الآن. كانت كلما تسمع صوته وهو يقول "سأصبح البطل الأول أو الثاني، وسأدمر وجوهكم أيها الفيلان الأوغاد، وستشهدون على قوتي"، لا تستطيع إلا أن تبتسم بابتسامة عفوية، وكان فخرها به يزداد بشكلٍ غير متوقع، وكأنها هي التي تحقق تلك الإنجازات.كانت تلك لحظات صغيرة تمنحها سعادة غير عادية. كما كانت أحد عاداتها أن تلتقط له الصور عبر شاشة التلفاز بهاتفها، ثم تضعها كخلفية على شاشتها، وكأن كل لحظة تقترب منه كانت تحولًا صغيرًا في عالمها. قد تكون تحبّه، أو ربما كان الأمر قد تخطى الحب إلى مرحلة الهوس... نعم، كانت مهووسة به، بكل تفاصيله، بكلماته، بحركاته، وبكل شيء عنه.
واليوم، بعد كل تلك السنوات، كانت سعادتها لا توصف لأنها ستعود إلى اليابان، وقد يلتقيان مجددًا.
...
استفاقت في السادسة صباحًا، مليئة بالحيوية والنشاط الذي لا تشوبه أي شائبة. كانت تلك اللحظات الهادئة التي تسبق الفوضى اليومية، حيث بدأت يومها كعادتها بروتين صباحي معتاد. أدارت ساعتين من التأمل في إشراقة الشمس التي بدأت تشرق عبر نافذة غرفتها، ثم تقدمت إلى الحمام، حيث فرشت أسنانها وغسلت وجهها. شعرت بشعور غير مألوف من النشاط، فربما كان الحنين إلى الوطن يملأ قلبها.
اختارت ملابس يومية بسيطة لكنها كانت تظهر جمالها الطبيعي، فنظرت إلى المرآة مبتسمةً عندما رأتها تنعكس عليها كما لو كانت تؤكد أنها تغيرت حقًا، حتى شعرها الذي كان قد طال قليلاً وامتد ليصل إلى منتصف ظهرها، قد قصته مؤخرًا ليأخذ شكلاً أنيقًا يعكس توازنًا بين الجمال والعملية. أسدلت شعرها برقة فزاد من إشراق ملامح وجهها، مما جعلها تشعر بثقة لم تشعر بها منذ فترة طويلة.

أنت تقرأ
أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course
Lãng mạnتتبع الرواية قصة يونا كيساكي، فتاة نشأت في ظل التنمر والآلام النفسية، مما جعلها تصبح خجولة، منزوعة الثقة في نفسها، وغير قادرة على تخطي ماضيها المظلم. لكنها تجد ملاذًا جديدًا في أكاديمية الأبطال، حيث تلتقي بحب طفولتها باكوغو كاتسوكي. وعلى الرغم من خل...