الفصل35♡: "فَقَطْ أَخْبِرٍينٍي"

76 19 8
                                    


استيقظ باكوغو قبل بزوغ الفجر، فتح عينيه ببطء لينظر إلى يونا النائمة بجانبه. ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهه وهو يراها تنام بسلام، ويدها تحتضن بطنها الصغير الذي يحمل طفلهما. شعر بدفء غريب يغمره، لكنه لم يرد إيقاظها.

نهض من السرير بهدوء، واتجه نحو المطبخ.
بدأ بتحضير فطور بسيط لها، محاولًا ألا يُحدث أي ضجيج. أثناء تقطيع الفواكه وصنع بعض التوست، فكر في مدى تغير حياته منذ دخول يونا إليها، وكيف أصبحت هي وطفله القادم كل عالمه.

أنهى تجهيز الفطور ووضعه بعناية على الطاولة، ثم كتب لها ملاحظة صغيرة:
"لا تنسي تناول فطوركِ، سأعود متأخرا قليلا اليوم... أحبكِ."
ترك الملاحظة بجانب الطعام وغادر بهدوء، تاركًا خلفه مشهدًا دافئًا ينتظرها حين تستيقظ.

---

استيقظت يونا ببطء، تمددت قليلاً قبل أن تفتح عينيها على مصراعيها. التفتت بجانبها لتجد السرير فارغًا.
لم يكن باكوغو هناك. شعرت بغصة صغيرة في قلبها، رغم أنها تعلم أنه ذهب للعمل، إلا أن غيابه اليوم تحديدًا جعلها تشعر بوحدة خانقة.

حاولت طمأنة نفسها وهي تنهض من السرير، لكن فكرة كونها وحدها في المنزل بدأت تتسلل إليها، تحيط بها كضباب بارد.
أخذت نفسًا عميقًا، لكنها لم تستطع تجاهل القلق الذي بدأ يتملكها شيئًا فشيئًا. "أنا بخير... إنه يوم عادي، سيعود بعد قليل..." تمتمت لنفسها، لكنها لم تستطع خداع قلبها المرتجف.

وفجأة، وكأن صاعقة ضربت عقلها، تذكرت وجهًا لم ترغب يومًا في استعادته. كيسورو...
ظهر في ذاكرتها كظل قاتم، تذكرت نظرته الأخيرة لها قبل أن يُساق إلى السجن، كلماته التي لا تزال عالقة في ذهنها:
"لن أنسى ما فعلتهِ بي... لن تنتهي الأمور عند هذا الحد."

ارتجفت عند استعادة تلك الذكرى، ووضعت يدها على بطنها بحماية غريزية. شعرت أن شيئًا سيئًا قد يحدث... ووجودها وحدها الآن لم يكن يطمئنها أبدًا.

تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار المزعجة من رأسها، وقررت أن تبدأ يومها كالمعتاد.
توجهت إلى الحمام لتغسل وجهها وتقوم بروتينها الصباحي المعتاد، رغم الشعور الخفي بالقلق الذي ظل يلاحقها.

عندما انتهت، اتجهت إلى المطبخ بخطوات هادئة، لكنها توقفت فجأة عندما رأت الطاولة.
أمامها كان هناك طبق مرتب بعناية يحوي التوست والفواكه، وفنجان قهوتها المفضل بجانبه.
رفعت حاجبيها بدهشة، قبل أن تلمح ورقة صغيرة موضوعة بجانب الفطور.

التقطت الورقة وقرأت كلمات باكوغو المكتوبة بخط يده:
"لا تنسي تناول فطوركِ، سأعود متأخرا قليلا اليوم... أحبكِ."

ابتسمت ابتسامة صغيرة رغم قلقها.

حتى في غيابه، كان يفكر بها وبطفلهما. جلست بهدوء أمام الطاولة، لكن بينما كانت تحاول أن تستمتع بهذه اللحظة، كان قلبها لا يزال مضطربًا، وكأن شيئًا ما ينتظرها خلف هذا الصباح الهادئ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن