الفصل23♡:"عرض زواج"

641 42 9
                                    

بعد أسابيع من الرعاية المستمرة، شُفِي باكوغو أخيرًا من إصاباته، ويرجع الفضل في ذلك إلى يونا، التي لم تتركه لحظة دون أن تعتني به. كانت حريصة على تفقد جروحه، تعقيمها، وتأكدت من تناول أدويته في مواعيدها بدقة لا تقل عن دقة حبها له.

جلس على السرير الأبيض، جسده العاري يكشف عن آثار جراحه التي بدأت تتلاشى، بينما كان طبيبه يتفحص حالته بإعجاب. لم يكن يتوقع أن يتماثل للشفاء بهذه السرعة، لكن يبدو أن العناية التي تلقاها لم تكن عادية، بل كانت مزيجًا من الاحترافية والحنان.

في الخارج، كانت يونا مستندة إلى الجدار، تمسك هاتفها بملل بينما تنتظر انتهاء الفحص. لم تكن بحاجة لسماع النتيجة، كانت تعلم جيدًا أنه سيتعافى، فقد بذلت قصارى جهدها ليعود إليها سالمًا.

سمعت صوت الباب يُفتح، فرفعت رأسها بسرعة لتجده واقفًا أمامها، بلا عكازين، بلا قيود. وجهه استعاد نضارته، شحوبه اختفى، وملامحه الوسيمة عادت كما كانت، رغم بقاء بعض الندوب على وجهه. نظرت إليه بدهشة ممزوجة بالراحة، وكأنها ترى معجزة تتجسد أمامها.

ابتسمت بحنان وسألته بصوت هادئ:
"كيف كان الفحص؟ هل كل شيء على ما يرام؟"

ابتسم بثقة وهو يرد:
"نعم، قال الطبيب إن شفائي كان أسرع مما توقعوا... وكل هذا بفضلكِ."

تألقت عيناها بفخر، وضحكت بخفة:
"أرأيت؟ كما قلت لك، سأجعلك تتعافى سريعًا! كيف أكون طبيبة إذا لم أتمكن من شفاء حبيبي؟"

ضحك هو الآخر، نظرة الامتنان في عينيه كانت أصدق من أي كلمات. اقترب منها، طبع قبلة دافئة على جبينها، ثم أمسك بيدها وسحبها معه نحو سيارته.

داخل السيارة، ساد الصمت، لكنه لم يكن ثقيلًا أو مزعجًا. كان صمتًا مريحًا، كأنهما يستمتعان فقط بوجود الآخر بجانبه. قادت يونا نظراتها نحو النافذة، تراقب شوارع طوكيو التي أضاءتها الألوان الزاهية، الناس المتحركين في كل اتجاه، والسيارات التي تتدفق كأنها تيار لا ينتهي. كان الليل جميلًا، لكن وجوده بجانبها جعله أكثر سحرًا.

قطع تأملها صوته وهو يسأل:
"هل ترغبين في الذهاب إلى مكان معين؟"

فكرت للحظة، ثم أجابته بنبرة مرهقة:
"أشعر ببعض التعب... لا أريد الذهاب لأي مكان، دعنا فقط نبقى في منزلك أو منزلي، نشاهد فيلمًا، ونستمتع بليلة هادئة."

ابتسم وهو يجيبها دون تردد:
"كما تريدين."

تناول هاتفه واتصل بشخص ما، صوته كان هادئًا لكنه يحمل لمحة من الإثارة:
"أمي، أجل... أنا في طريقي. هل انتهيتم؟"

نظرت يونا إليه بفضول، تحاول فهم معنى كلماته، لكنه أنهى المكالمة ثم التفت نحوها، مبتسمًا وهو يقول بصوت مطمئن:
"لا تقلقي، كنت أتحدث مع أمي فقط، أسألها عن أمر بسيط... ليس شيئًا كبيرًا."

أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course حيث تعيش القصص. اكتشف الآن