عندما خرج من الحمام، كانت يونا قد استكانت على السرير، شِعرها المنتشر حول الوسادة وذراعها محتضنًا إياها كأنها تستمد الأمان من رائحة باكوغو التي كانت عالقة في كل زاوية من الغرفة.نظرت إليه قليلاً وهو يخرج من البخار، جسده ملفوف بمنشفة على خصره ورأسه ملفوف بمنشفة أخرى وهو يمررها بسرعة ليجفف شعره.
كانت الغرفة هادئة، والأضواء خافتة، والجو مليء برائحة القوارص التي تملأه دائمًا حين يكون بالقرب منها. توقفت لحظة وهو يراقبها، مبتسمًا بخفوت، وهو ينظر إليها وهي غارقة في نومها، تجسد صورة من السلام التام.
اقترب منها بخطوات هادئة، لم يرغب في إزعاجها، لكن في الوقت نفسه كان يشعر بالحاجة إلى أن يكون قريبًا منها. عندما نزل بجانبها على السرير، شعر بلمسة صغيرة من التأنيب. لم يكن يشعر وكأنه قدم لها ما يكفي من الراحة بعد يوم طويل، ولكن كانت الغرفة تعكس حالة مختلفة تمامًا.
ظل يراقب وجهها النائم بتأمل، كان قلبه يطمئن لوجودها بجانبه، وكأن كل شيء آخر في العالم توقف لحظة.
رفع يده ببطء ليمسح خصلات شعرها بلطف، كان يعرف أن هذه اللحظات الصغيرة كانت تعني لها الكثير، وربما كان يحتاج لها هو الآخر أكثر مما يعتقد.
في تلك اللحظة، شعرت يونا بحركة خفيفة حولها، تحركت قليلاً كأنها تستيقظ من حلم غريب. رفعت رأسها ببطء، عيونها لا تزال نصف مغلقة من النوم، وألمحت بابتسامة خفيفة، "أنت هنا..." همست بها بصوت متعب، كما لو أنها قد تأكدت من شيء كانت تفتقده.
أجابها بهدوء وهو يبتسم، لا يريد أن يُفسد لحظة السلام التي بينهما. "بالطبع، أين أكون إن لم أكن هنا؟" ثم اقترب منها أكثر، ونزل على أذنها همسًا، "هل كنتِ تحلمين بي؟"
أخذ هاتفه بابتسامة خفيفة وهو ينظر إليها وهي مستغرقة في نومها، شكلها العفوي والفوضوي جعلها تبدو مثل طفل صغير أكثر من كونها الطبيبة المنظمة التي يعرفها. كان فمها مفتوحًا قليلاً، وحركاتها تدل على أنها في مرحلة من النوم العميق، حتى أن أنينها الخفيف كان يضفي على المشهد جواً من الراحة العميقة. لم يستطع منع نفسه من الضحك خفيفًا، وأخذ هاتفه ليلتقط لها صورة من دون أن تشعر، مبتسمًا بخبث وهو يتخيل كيف سيغيظها بهذه الصورة لاحقًا.
جلس بجانبها، وأخذ يحدق في وجهها، محاولا تعديل وضعها على السرير؛ كانت أطرافها ممددة على السرير وكأنها تبعث الفوضى في كل مكان. بحذر، بدأ يبعد قدميها ويدها المتناثرة على السرير، ليضعها في وضع أكثر راحة. ثم عاد إلى هاتفه ليبحث عن شيء يمرر به الوقت، لكن النوم لم يطرق جفنه بعد.
وبينما هو منهمك في تصفح الهاتف، جاء مقطع غنائي بصوت عالٍ، يتردد عبر سماعاته. لم يكن المقصد أن يوقظها، لكن الصوت كان كافيًا ليشق هدوء الغرفة. سرعان ما بدأ باكوغو يلاحظ حركات يونا المربكة، إذ تحركت ببطء وبدأت تحك رأسها بيدها، بينما كانت تنقلب على السرير، وتبحث عن مصدر الصوت باستياء طفيف، كأنما كانت غير راضية عن إيقاظها من هذا الهدوء العميق.

أنت تقرأ
أَنَا لَكَ طَبْعَا|I'm Yours Of Course
Любовные романыتتبع الرواية قصة يونا كيساكي، فتاة نشأت في ظل التنمر والآلام النفسية، مما جعلها تصبح خجولة، منزوعة الثقة في نفسها، وغير قادرة على تخطي ماضيها المظلم. لكنها تجد ملاذًا جديدًا في أكاديمية الأبطال، حيث تلتقي بحب طفولتها باكوغو كاتسوكي. وعلى الرغم من خل...