9

218 28 50
                                    

كان هذا اليوم الذي سيعود فيه ثانيةً ل سيول ..
لكن ..

ليس اليوم ..
ليس وقد فقد سببه في هذه الحياة ..

ليس وقد رحل عنه من كان سندًا له منذ طفولته ..
الشخص الذي كان يرحب بدموعه بصدر رحب ، الكتف الذي كان يبكي عليه كثيرا ..

القلب الذي كان يرحب بكل كلمة منه بحب وفير ..
الحضن الذي كان مفتوحًا له دائما لا يبرد ..

لقد أحس للمرة الأولى ..
بالفقد ..
رغم خسارته والده الا انه لم يره من قبل

لكن داعمه الوحيد ؟؟.. الروح البريئة تلك التي طارت الى السماء ؟؟..

تعني له كل شيء ..

انتهت مراسم الدفن .. والراحلون يودعون الشاب .. ويقومون بواجبهم ويرحلون وكأن شيئا لم يكن ..

ماذا عن قلبه الطاهر الحزين ؟..
من يغسله من هذا الهم الكئيب ومن لطخات الحزن القذرة؟!!!

فجأة بدأ يشعر بالفراغ .. ليس بقربه ..
بل بقرب قلبه ..

وهو يذكر سؤاله لها منذ زمن
عن معنى الفقد ..

-" الفقد صغيري .. هو ذلك الإحساس بأن يديك أصبحتا فارغتين يتخلل الهواء ما بين أصابعك .. هو حين تشعر أن قلبك يشعر ببرد شديد ولا أحد يدفئه لك .. الفقد هو شعور ان تغمض عينيك مبتسمًا وتفتحها لتدمع وتعبس .. شعور الفقد هو ان تلتفت لتخبر فقيدك بأمر فلا تجده .. شعور الفقد .. ؟ حين تفقد قلبك الذي ينبض .. لا الشخص ذو الانفاس
.. هذه هي حقيقة الفقد .. شعور الفقد أمر كبير للغاية صغيري .. كبير للغاية"-

هذه كانت إجابتها حول الفقد ..
لم تكتفي بشرحه .. بل أهدته الشعور يجربه ..
اهدته إياه ليفهم ما أحست به قبل أن يولد ..

حين توفي والده ..
حين كانت في شهرها الخامس ..

ورأت أمامها من اهتمت له بأصابع باردة وشفتين زرقاوتين .. وجفنان ثقيلان يأبيان أن يفتحا

يداه لم تكونا ذاتها .. لقد اختلفت كثيرا ..
لم تشعر بالدفء حين بكت ممسكة يده تطالبه بأن يعود ..!!

هذا هو الفقد ..
حين وقف أمام قبر والدته ..
وقدماه أَبَت أن تَتَحَرَّك!

________

تعليق بخصوص الوقت اللي توفى فيه أبوه..
كان في ثغرة باختلاف الموضوع هون وبالبارت اللي حكيت فيه عن الماضي الخاص بالأم ..

فعدلتها .. لذلك ..
نرجوا من اللي قرأوا هذاك البارت قبل التعديل ..
يتجاهلوا هي الثغرة!

وشكرا!♡

تَضحِيَةٌ!✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن