فلقد كان المعلم رجل فاحش الثراء وهذا واضح من ملابسه وعطره وثقته بنفسه
ثم اسرعت واحضرت كرسي وضعته بجانب البحره وقالت له تفضل ياسيدي
اتجه المعلم الى الكرسي وجلس ونظر الى نافوره الماء التي وسط البحره التي تطفو فوق مياهها ازهار الياسمين
والى حديقتهم المصغره المزروعه بالورود الجوريه الملونه ورائحه الياسمين وشجره العنب الخضراء الجميله التي امتدت وهي تفرش اغصانها هنا وهناك محتضنه الجدران ومنظر العناقيد الشهي
كان البيت صغيرآ وقديم ولكنه نظيف ومرتب وزقزقه العصافير ابتسم المعلم قائلآ
ذكرني بيتكم هذا ببيتنا الذي في الضيعه
غابت ورده قليلآ من الوقت واحضرت معها شراب ماء الورد البارد
اخذ المعلم الكأس وهو يستمتع بطعمه الشهي فقال لها
ماذا سوف تطعميننا ياام؟
فصمت قليلآ لانه لايعرف اسم ابنها
ثم قالت له ام سلمى ياسيدي
ضحك وقال انا جائع ماذا ستطعميننا ؟
فردت عليه لقد حضرت اليوم تبوله وكبه مقليه وسلطات
ولبن رايب
فقال السيد اااااالله انا احب هذه الطبخه كثيرآ هاتي لكي نرى ان كان طبخك لذيذآ
فقالت اهلا وسهلا
قدمت ام سلمى الطعام بطريقه مرتبه وانيقه وجميله وصحون جديده ومنظر الخضره والسلطه شيء يفتح النفس ويثير الشهيه
تفاجأ المعلم من طريقه التحضير اللطيفه وجلس قائلآ
اجلس ياامين حتى نتغدى معآ انت وام سلمى
فقال الزوجان ماعاذ الله ياسيدي
فقال اذا لم تأكلا انا لن ااكل
جلس الثلاثه وتناولوا طعام الغداء
اكل المعلم بنهم وشراهه بينما الزوجان يراقبان ويشاهدان انسجام المعلم مع حياتهم الريفيه البسيطه
وهما سعيدين ولما انتهى قال لهما اشكر لكما حسن الضيافه ذكرتني زيارتي لكم بأيام الضيعه وانا صغير وهذه الجلسه تحت عريشه العنب احلا من اؤذجمل مطعم
وفي هذه الاثناء دخلت سلمى وهي تقول ماما اين انتي؟
فلما وقفت امام السيد وابويها نظر السيد اليها منبهرآ وصامتآ ومدهوشآ
فقال الوالدان اهلا ياسلمى كيف اخبار دروسك وهمتك في المدرسه؟
فردت بخجل اهلا ماما وبابا انا اسفه فلم اعلم بوجود ضيوف لدينا
ابتسم المعلم قائلآ اهلا ياسلمى كيف حالك؟
فقالت اهلا وسهلا
فقالت ورده هذا هو السيد الذي يعمل لديه اباكي ياسلمى
ثم قطع كلامهم صوت زمور السياره امام بيتهم فلقد وصل مصطفى الى بيت امين
قائلآ اعتذر عن التأخير يامعلم
وقف المعلم قائلآ شكرآ على الغداء استمتعت كثيرآ بزيارتكم
فردت الام اهلا وسهلا على الرحب والسعه يامعلم
فقال المعلم يجب ان اغادر فلدي عمل كثير مشى امين
خلف المعلم واوصله الى الباب وهو يقول زارتنا البركه
نظر المعلم اليه قائلآ لديك هذه الصبيه الجميله ياامين وتخفيها
انصرف مبتسمآ وهو يقول موعدنا غدآ بالفيلا ولدي حديث مهم سأجريه معك في الفيلا
انصرف المعلم بالسياره مع مصطفى ودخل الاب سارحآ محتارآ بكلام معلمه
فقالت الام مالذي يشغل تفكيرك يارجل فقال لا اعلم ياورده يمكن اني قد اخطأت بأاستضافتي للمعلم الى المنزل ولا اعلم ان كانت زيارته خيرآ ام شرآ فكلامه قد اثار في نفسي الشكوك والخوف
فقالت له يمكن ان يكون كلامه عاديآ لاداعي للقلق
في اليوم الثاني ذهب امين الى العمل وهو بكامل نشاطه وقام بسقي الشجيرات والورود والازهار
ونظف الحشائش الضاره وكان يعمل بجد الى ان وصل المعلم وناداه وهو مبتسمآ ذهب امين ووقف امام المعلم الذي جلس على كرسيه متأملآ بأامين قائلآ اريد الحديث معك بموضوع هام اريدك ان تنصت وتنتبه لكل كلمه
وان تأخذ كلامي على محمل الجد
فقال له تفضل ياسيدي قال المعلم انت تعلم ياامين كم انا ثري وكم لدي من الشركات والمحلات التجاريه والبيوت والمزارع والمصانع والمليارات من النقود فقال له امين الله يرزقك ويبارك لك
يا معلم فقال له ولكن ياامين لمن ستذهب الثروه من بعد موتي ؟
فقال امين بعد عمر طويل يامعلمي.
رد المعلم لاقاربي الطماعيين الذين لا يحبونني ابدآ ويتمنون موتي في كل دقيقه وهم لايهتمون لفرحي او حزني او صحتي وجل اهتمامهم هو ثروتي فقط فقال امين ممكن ان اعرف ماهو مكاني في هذه القصه او لما ترويها لي؟
فقال له لك كل الاهميه ياامين انا اريد ان اتزوج ابنتك على سنه الله ورسوله.