ربى اجعلنى مقيم الصلاة و من ذريتى .. ربنا و تقبل دعاء
1
لحم نى
البارت الاول
فى بيت قديم فى حى شعبى ، كانت قاعدة دولت .. ست خمسينية و على وشها معالم الجبروت و القسوة و قدامها أبنها ابراهيم فى اواخر العشرينات و اخته علية اللى اصغر منه بسنتين ، و كانت علية مصدومة من كلام امها مع اخوها ، فقالت علية بهلع وهى بتكلم امها : حرام عليكى يا ماما ، ما وصلتش لكده ابدا
دولت بقسوة و بصوت عالى : حرمت عليكى عيشتك منك ليها ، اومال استنى عليها وسطيكم لحد امتى ، و هى واكلة الجو منك على الاخر ، كل عريس ييجى يتقدم يبقى جايلها هى ، و انا خلاص زهقت ، اللى كان مسكتنى على قعادها هنا خلاص ... واحد مات ، والتانى سافر ، و لازم انفذ اللى فى دماغى قبل معاد اجازته ، لازم ييجى يلاقى الخبر لسه سخن و فضيحتها فى كل حتة عشان مايوجعش دماغى بيها من تانى
علية وهى بتحاول تقنع امها : يا ماما ، يا ماما فكرى بس كويس واستهدى بالله ، مافكرتيش ممدوح لما يسمع عنها الكلام ده هنقول له ايه
دولت بشر : هنقول له اللى هيحصل ، وانى طردتها لما لقيتها هتفضحنا كلنا
لتلتفت علية باعتراض لاخوها ابراهيم و تقول : ما تتكلم يا ابراهيم وتقول حاجة ، هتطلع بنت عمك بفضيحة من وسطينا ، مش واخدين بالكم ان اللى يمسها يمسنا كلنا و اننا لو افترينا عليها ربنا مش هيسيب حقها ابدا
ابراهيم بلا مبالاة : انا ماليش فيه ، اللى امك عاوزاه .. انا هعمله و بس
دولت بحزم : و مافيش كلمة بعد كلمتى ، و على الله اسمع حسك واللا اعرف انك وصلتى كلمة واحدة من الكلام ده لممدوح ... انتى فاهمة واللا لا
علية بعدم رضا : ربنا شاهد انى مش موافقة ابدا على اللى بتعملوه ده ، و سابتهم و راحت على اوصتها وهى بتقول بصوت واطى : ربنا يستر عليكى يا غادة ، و يقويكى على اللى جاى
غادة ممدوح الدسوقى ، عندها ٢٨ سنة ، متخرجة من معهد تمريض ، و بتشتغل فى مستشفى خاصة صغيرة قريبة جدا من بيت عمها اللى يادوب بينه و بين المستشفى شارعين ، ابوها كان موظف حكومة ، و مات فى حادثة سير هو و مامتها ، وقتها كان عندها ١٨ سنة ، و لما ابوها وامها ماتوا ، عمها مصطفى صمم ياخدها عنده فى بيته ، رغم امتعاض مراته اللى كانت حجتها ان البيت مش سايعهم ، لكن مصطفى صمم على كلامه وما ادالهاش اى فرصة زيادة لاى اعتراض ، و حط سرير زيادة فى اوضة علية بنته واللى عمرها اقل من عمر غادة بسنتين ، و كانت وقتها فى المرحلة الثانوى
مصطفى كان عنده كمان ولدين ، ممدوح الكبير واللى سماه على اسم اخوه واللى يبقى ابو غادة ، وعنده كمان ابراهيم اصغر من ممدوح بسنتين
ممدوح دلوقتى موجود برة مصر وعنده ٣٠ سنة ، بعد ما خلص كلية التجارة ، قرر انه يسافر يعمل له قرشين ، و بعد كده يرجع يعمل لنفسه اى مشروع
اما بقى ابراهيم فهو برضة خريج تجارة ، وعنده ٢٨ سنة يعنى من عمر غادة ، بيشتغل مندوب مبيعات فى شركة مواد غذائية
مصطفى مات من ٦ شهور بعد رحلة مع المرض استمرت سنتين ، كانت فيهم غادة هى اللى بتتابع كل حاجة ليه ، علاجه و ادويته و اكله وشربه وكل طلباته طول ماهى موجودة فى البيت ، و كمان الدكتور اللى كان بيتابعه ، كان من عندها من المستشفى ، و اللى رفض انه ياخد مليم واحد مقابل متابعته لمصطفى و زياراته المتكررة ليه بحجة ان غادة زميلته فى المستشفى ، و انه مايصحش يتعاملوا مع بعض بالفلوس
لما مصطفى مات ، ممدوح نزل اجازة ، حضر فيها دفنة ابوه ، و حضر العزا ، و رجع سافر تانى بعد كام يوم من دفنه ، بعد ما وصى امه واخوه على غادة ، و اللى بيعتبر انهم مسئولين عنها بعد موت ابوه ، و المفروض ان معاد اجازته الاصلى بعد اقل من اسبوع
اما بقى علية ، فهى دلوقتى عندها ٢٦ سنة ، متخرجة من كلية آداب ، و بتحاول تشتغل فى الصحافة ، لكن لسه ما اتوفقتش
بعد مرور ست شهور على موت مصطفى ، كانت دولت قررت قرار انها لازم تتخلص من غادة ، خلاص مابقيتش مستحملة وجودها معاهم ، برغم ان بعد موت مصطفى .. غادة طلبت انها ترجع بيت ابوها من تانى ، لكن ممدوح رفض بشدة ، وقاللها : بابا لما قرر انك تيجى تعيشى معانا هنا ، كان بيتمنى تخرجى من هنا على بيت جوزك ، و انا مش هسمح ابدا بغير كده
بعد سفر ممدوح ، دولت حاولت اكتر من مرة تعمل مشاكل مع غادة ، لكن غادة كانت دايما بتتعامل معاها على انها صاحبة فضل عليها ، فكانت دايما تعمللها كل اللى بتقول عليه من غير نقاش ، فما بقيتش عارفة تعمل معاها ايه
لحد النهاردة ، اما قررت تعمل لها فضيحة تخرجها فيها من البيت ، بحيث انها مايبقالهاش عين تقعد وسطيهم من تانى
بعد ما علية سابتهم و دخلت اوضتها ، دولت بصت لابراهيم و قالت له : ها ، هتقول لمين من صحابك
ابراهيم باستهتار : مانتى عارفة ، ماحدش طوع يعمل الحكاية دى غير حودة
دولت بتفكير : بس الواد ده صايع و ممكن يعمل لنا صداع بعد كده ، و انا مش عاوزة الحكاية دى يبقالها ديل
ابراهيم : ماهو ماحدش هيرضى يقوم بالليلة دى غيره ، لان اللى هيعمل كده هو كمان هيتلط فيها
دولت بفضول : و هو انت فاتحته فى حاجة
ابراهيم : ايوة طبعا .. فى الاول ماتكلمتش فى تفاصيل ، بس قلتله انى عاوزة فى مشوار شقاوة ، و بعد كده رسيته على الفيلم كله
دولت : و قال لك ايه
ابراهيم بسخرية : رده اللى دايما على لسانه يا ام ممدوح .. ابجنى تجدنى
دولت بشر : طب و ده ممكن تديله كام فى الحكاية دى
ابراهيم : مش اقل من عشر بواكى
دولت بخضة : ايه ... عشرتلاف جنية بحالهم .. ليه يعنى
ابراهيم : على الاقل تضمنى انه مش هيعمللنا وجع دماغ بعد كده كل ساعة و التانية ، مع حودة بالذات تمشى معاه بقانون اطعم الفم تستحى العين
دولت بتردد : ايوة .. بس برضة المبلغ كبير ، ده انا قلت هى الف و اللا اتنين بالكتير
ابراهيم بامتعاض : الف ايه و الفين ايه بس يا دولت ، مش توزنى الكلام كده قبل ما تقوليه
دولت : يعنى فكرك المبلغ ده فعلا مش كتير
ابراهيم بضحك : و افرضى حتى انه كتير ، هو انتى هتدفعى حاجة من جيبك ، ما هو من دقنه و افتل له يا ست الحبايب
دولت بامتعاض و هى بتبص على اوضة علية : بس اسكت هو انت نظام ماشافوهومش و هم بيسرقوا قاموا شافوهم و هم بيتحاسبوا
ابراهيم و هو بيهرش فى دقنه : الا هى لو جت بعد كده و قالت لك انها عاوزة الفلوس دى هتعملى ايه
دولت بعنجهية : هقول لها مالهاش حاجة عندى
ابراهيم : و لو راحت اتكلمت و اللا اشتكت لحد
دولت بتريقة : و دى مين هيصدقها بعد فضيحتها اللى هتبقى على كل لسان ، و اسمع .. لازم تفهم الواد حودة ان الحكاية دى لازم تتم النهاردة او بكرة و اللا بعده بالكتير عشان بترجع من النبتچية بتاعتها بعد الساعة اتناشر ، لكن بعد كده هترجع البيت من العصر فمش هينفع ننفذ اللى فى دماغنا
ابراهيم قال و هو بيصقف بصوت عالى : الصلاة ع الصلاة .. ايوة كده يا ام ممدوح يا عسل .. هو ده الكلام ، بس ماتقلقيش .. حصل اللى قلتى عليه
و يعلى صوت ضحكهم فى حين كانت علية قاعدة فى اوضتها سامعة كل كلمة من ورا الباب و هى مرعوبة على غادة و مش عارفة تعمل ايه ، لكن فى الاخر قعدت تدعيلها ان ربنا ينجيها منهم بقدرته و قررت انها لازم تنزل تقابلها فى معاد رجوعها عشان تنجدها من اللى بيتدبر لها من ورا ضهرها
بالليل .. غادة كانت فى المستشفى قربت تخلص شغلها ، و كانت مستنية زميلتها اللى هتستلم منها الوردية بتاعتها ، و كانت يومها .. فى حادثة كبيرة و كان فى نقص فى الدم ، و فى حالة مجهولة ماحدش يعرفها و حالتها حرجة ، راجل كبير فى السن و كان فى شبه غيبوبة و نزف كتير و كان الدم اللى فى المستشفى ابتدى يبقى فيه ازمة ، و غادة وقتها طلبت من زمايلها انها تتبرع للراجل ده بدمها لما عرفت انه نفس فصيلتها
و بعدها بفترة لقوا واحدة ست كبيرة جاية و منهارة من العياط و اتضح انها مراة الراجل العجوز ده ، و لما عرفت اللى غادة عملته ، شكرتها و دعتلها ، و ما كانش على لسانها و هى بتدعى لها غير .. ربنا يسترك دنيا و آخرة و يبعد عنك كل شر و أذى يا بنتى ، و غادة كل اللى عملته انها طبطبت على كتفها و قالت لها : الله يباركلكم فى بعض يا امى ، انا ماعملتش حاجة
لكن طبعا اليوم كان مرهق بزيادة عليها لدرجة ان وشها كان الاعياء واصح عليه ، و اول ما زميلتها اللى جاية تستلم منها وصلت ، غادة راحت فورا غيرت هدومها و استعدت عشان تروح تستريح ، لكن و هى بتغير هدومها سمعت تليفونها بيرن ، و لقت ان علية هى اللى بتكلمها فردت عليها بلهفة و قالت : علية .. مالك يا قلب اختك انتى كويسة
علية بخفوت : انا بس كنت تعبانة شوية و عاوزة اجيلك تخلى اى دكتور عندك يكشف عليا قبل ما تمشى و نبقى نرجع سوا
غادة بقلق : طب خلى ابراهيم يجيبك اوعى تنزلى لوحدك و اللا اتصل لك انا عليه
علية بسرعة : لا لأ .. بلاش ابراهيم الله يباركلك
غادة باستغراب : و ليه بس يا بنتى
علية باصرار : مش عاوزاه و خلاص يا غادة ، متخانقة معاه و مش عاوزة منه حاجة
غادة : طب خلاص البسى و انا هجيب توكتوك و اجى اخدك انا
علية : بلاش تضييع وقت انا لابسة اصلا ، و هنزل بسرعة اركب اى حاجة و هاجيلك استنينى اوعى تروحى فى حتة
غادة : خلاص حاضر ، بس اوعى تتاخرى و خدى بالك من نفسك و خلى تليفونك معاكى
علية : حاضر حاضر .. سلام
علية مسكت جزمتها فى ايدها واتسحبت و فتحت باب اوضتها بشويش و سمعت صوت مامتها بتتكلم مع ابراهيم فى اوضته .. فقفلت اوضتها بالراحة و اتسحبت بشويش ناحية باب الشقة و فجأة سمعت صوت ابراهيم بيقرب منها فجريت بسرعة على برة و خرجت و نزلت السلم جرى قبل ما إبراهيم يلحقها ، و اول ما وصلت عند بير السلم .. وقفت ثوانى تاخد نفسها و وطت عشان تلبس جزمتها ، لكن فجأة لقت ايدين بتمسكها و بتحاوط وسطها بتملك و صاحبها شدها من ضهرها على حضنه و هو بيقول من وسط حروف كلامه المتهتهة بسبب الحاجات اللى بيتعاطاها : ايه يا جميل .. واقف لوحدك كده ليه ، و ازاى تيجى كده من غير ما اشوفك
عليه شهقت من الخضة و قالت و هى بتحاول تهرب من ايديه : اوعى .. ابعد ايديك النجسة دى عنى .. اوعى .. سيبنى
حودة و هو بيحضنها اكتر و هو مكتفها بين ايديه و بيحاول يبوسها و كل ده و هى ضهرها ليه : اسيبك .. اسيبك ازاى بس ، ده انتى الكنز اللى نزل عليا من السما
علية ابتدت تصرخ و صوتها على و هى بتقول : بقول لك ابعد عنى
حودة اتعافى على كم العباية بتاعة علية و قطعهالها و شد الحجاب من على راسها و هو بيقول لها : انتى هتعملى شريفة عليا و اللا ايه ، مش انتى اللى مديانى معاد هنا و كل يوم و التانى بنتقابل هنا
فجأة ايد جامدة شدت حودة من كتفه و نزلت فيه ضرب و لسه علية بتاخد نفسها لقت قدامها اخر شخص كانت تتوقع انها تشوفه الليلة دى
علية شافت اخوها ممدوح اللى الشرار كان طالع من عينيه و هو بيبص لها و بيقول لها بزعيق : امشى على فوق
علية طلعت تجرى على فوق و فى طريقها خبطت فى ابراهيم اللى اول ما شاف منظرها قال بخضة : انتى ايه اللى نزلك من البيت الساعة دى .. فى ايه و ايه اللى عمل فيكى كده
علية اللى كان طالع عليها انها بتعيط و بس ، فزقت ابراهيم و كملت السلم لحد ماوصلت لباب الشقة اللى لقت مامتها واقفة وراها و بتتصنت عشان تسمع اللى بيحصل او اللى لسه هيحصل على حسب اتفاقها مع ابراهيم
دولت هى كمان اتخضت اول ماشافت منظر علية و قالت بلهفة : ايه يا بت اللى عمل فيكى العملة دى انطقى
علية و هى بتعيط : كنتى عاوزة تفضحى غادة ، ادينى انا اللى اتفضحت ، منكم لله انتى و ابنك ، و جريت على اوضتها و هى مموتة روحها من العياط و اتصلت على غادة قالت لها : الحقينى يا غادة
غادة بخضة : انتى فين
علية : انا فى البيت ، بس عاوزاكى تيجى بسرعة ابوس ايدك
غادة و هى بتشد شنطتها و بتجرى : اجيبلك معايا دكتور
علية : مش عاوزة حاجة انا عاوزاكى تيجى بسرعة ابوس ايدك
تحت عند ممدوح و ابراهيم و حودة ، كان ممدوح الغضب عاميه و عمال يضرب فى حودة و هو بيقول : انت ازاى تتجرأ و تبص على بناتنا يا .......
حودة : هى .. هى اللى مديانى معاد هنا ، و ماهياش اول نوبة
ابراهيم و هو بيتلفت حواليه و بيدور على غادة اللى اعتقد انها هربت بعيد عشان الفضيحة : سيبه يا ممدوح .. سيبه ماتوديش روحك فى داهية عشان الانجاس دول ، البت دى مابقالهاش قعاد معانا تانى .. دى فضحتنا و كل يوم و التانى بقفشها مع واحد شكل
ممدوح بصدمة ساب حودة من ايده و اللى ما صدق و طلع يجرى بعيد عن البيت ، و مسك فى ابراهيم و قال بوعيد : و انت كنت بتعمل ايه ان شاء الله ، شغال لها قرنى ، و اللا بتفعدلهم ناضورجى .. بقى انت راجل انت ، ده انا هشرب من دمكم كلكم الليلة دى
ممدوح بكل قوته زق ابراهيم و طلع يجرى على فوق و ابراهيم وراه و هو برضة مفكر ان غادة هى اللى كانت مع حودة و ان خطتهم تماام
ممدوح اول ما دخل من باب الشقة ، دولت قابلته بصدمة لانه مش معاد رجوعه اللى بلغهم بيه و قالت : ممدوح .. انت هنا ازاى ، مش لسه معادك بعد خمس ايام
ممدوح بغضب : جيت عشان اشوف بعينى و اسمع بودنى ، فين الفاجرة بنتك
دولت و هى بتضرب على صدرها باستنكار : بنتى انا .. فاجرة .. ايه الكلام الفارغ اللى بتقوله ده
ممدوح بغضب : كلام فارغ .. ليه .. هو المحروس ابنك ما قاللكيش على القصيدة اللى لسه مشنف بيها ودانى عن وساختها مع كل واحد شوية
ابراهيم و دولت بصوا لبعض باستغراب و رجعوا بصوا لممدوح اللى قال لهم بحدة : ايه ، بتبصوا لبعض كده ليه .. كنتو متفقين تطرمخوا على وساختها دى لحد امتى
ابراهيم بتردد : انت بتتكلم عن مين بس ، مال اختك بس و ماال اللى حصل
ممدوح بجنون : انت هتجننى ، اشحال ان ما كنتش واخدها من حضنه ، و انت بنفسك اللى قلتلى انها مش اول نوبة
دولت انصدمت و اخيرا فهمت معنى كلام علية ، لكن برضة ما كانتش فاهمة ايه اللى حصل بالظبط فقالت : طب ممكن بس تفهمنى ايه اللى حصل
ممدوح و هو بيضرب بايده بغضب على ترابيزة السفرة : الهانم كانت فى حضن الكلب اللى اسمه حوده فى بير السلم و سامعه بودانى و هو بيقوللها ان هى اللى مدياله معاد يجيلها تحت و انها مش اول نوبة و كمان ماهواش اول راجل ، و ابنك سيد الرجالة اكدلى نفس الكلام و انكم مش عارفين تلموها و لا تلموا وراها
ابراهيم بنفى : للللأ .. لاااا يا ممدوح انت فاهم غلط ، انا ماكنتش اقصد اختك ابدا
ممدوح بغضب و هو رايح ناحية باب اوضة علية بعنف : اياك اسمع كلمة اختك دى مرة تانية
ممدوح فتح الباب بغضب و لسه هيدخل لقى علية لابسة اسدال الصلاة و واقفة بتصلى و هى دموعها مغرقة وشها
وقف يبص عليها بذهول و هو بيشد فى شعره و مابقاش عارف يعمل ايه ، و كلهم التفتوا على باب الشقة و هو بيتفتح و غادة داخلة بتجرى و هى ملهوفة لدرجة انها ما ركزتش ان ممدوح واقف ، و راحت على اوضتها مع علية و هى بتقول بخوف : مالها علية يا مراة عمى .. فيها ايه ، و لما عينها وقعت على علية و هى ساجدة فى الارض و واضح ان جسمها بيتنفض بسبب العياط قربت منها و قعدت جنبها و هى بتراقبها لغاية ما ختمت صلاتها و لقتها فجأة اترمت فى حضنها و هى بتعيط و بتقول : قوليله يا غادة ، قوليله انا كنت نازلة من البيت ليه دلوقتى
غادة بعدم فهم : اقول لمين و ايه اللى حصل
علية و هى خلاص قربت يغمى عليها من الخوف و العياط : احكى لممدوح يا غادة ابوس ايدك
غادة رفعت وشها و لاول مرة تاخد بالها ان ممدوح هو اللى واقف فقالت باسف : حقك عليا ، انا نسيت خالص انك جاى النهاردة .. حمدالله على السلامة
علية بانهيار : احكيله يا غادة مش وقت سلامات
غادة : رغم انى مش فاهمة حاجة .. لكن و انا خلاص نازلة من المستشفى لقيت علية بتكلمنى و هى تعبانة ، و قالتلى استناها و ما امشيش لانها محتاجة دكتور يبص عليها و انها هتكشف و بعدين هنروح سوا و انا كنت مستنياها ، لكن لقيتها مافيش خمس دقايق و بتكلمنى تانى و بتطلب منى انى اجى بسرعة و فكرتها تعبت و ماقدرتش تنزل فجيت جرى
دولت و هى بتبص بغيظ لعلية : و ماقلتيليش ليه انك نازلة
ممدوح بسخرية و غضب : طبعا .. تفهم غادة انها رايحالها و تبقى حجة عشان تنزل فى انصاص الليالى من وراكم و تتسرمح على كيفها
غادة باستنكار : ايه الكلام الفارغ اللى بتقوله ده يا ممدوح اخص عليك ، دى علية دى ست البنات
ممدوح بسخرية : ست البنات ااه ، ست البنات اللى جايبها من حضن عشيقها الصايع اللى عقابا ليها هجوزهولها بس اجيبه متكتف الاول تحت رجليا
دولت بخضة : لأ يا ممدوح ، بنتى تتجوز الصايع ده لأ
ممدوح : اومال هتبلى مين غيره بيها
دولت : يابنى انت فاهم غلط
ممدوح بجنون : يووووه ، برضة هتقوللى فاهم غلط .. بقوللك شايفها بعينى و كانت فى حضنه
علية و هى بتشهق من كتر العياط : و هو لو كان عشيقى كان عمل فيا كده ، يعنى سمعته و هو بيقول اللى بيقوله و ماسمعتنيش و انا بصرخ و بستنجد باى حد يلحقنى
ممدوح : الا اخوكى نفسه قال عليكى نفس الكلام
ابراهيم بلهفة : لاااا يا ممدوح انا ماكنتش اعرف انك بتتكلم على علية و الله انا كنت فاكرك بتتكلم ......
دولت قاطعته بسرعة و قالت : على سوكة
و لما ممدوح انتبهلها كملت بتأكيد : اكيد فكرك بتتكلم على البت سوكة ، لكن مش اختك ابدا
غادة : استهدى بالله يا ممدوح ، ده اختك تربية عمى الله يرحمه و مراة عمى و لا يمكن ابدا تعمل حاجة غلط
عليه بصت بعتاب لمامتها و اترمت من تانى فى حضن غادة اللى ضمتها بحب و قعدت تواسى فيها و هى بتترجى ممدوح بعيونها انه يوزن الامور بعقله
ممدوح بقى بين نارين .. نار الكلام اللى سمعه من حودة و الكلام اللى سمعه من ابراهيم من ناحية ، و بين كلام غادة و مامته من ناحية تانية ، لكن فجأة التفت لابراهيم و قال له بترصد : اومال انت كنت تقصد ايه لما قلتلى تحت .. البت دى مابقالهاش قعاد معانا تانى .. دى فضحتنا و كل يوم مع واحد شكل ، هى سوكة بقت قاعدة معانا و انا مش واخد بالى
ابراهيم بتردد و هو بيبص لمامته باستنجاد : ااابدا .. انا كنت اقصد .. اااه .. اقصد ان يعنى البت سوكة دى تبعد بقرفها ده عن بيتنا و عن الحتة كلها
ممدوح بقى عمال يدور بعنيه ما بينهم ، لكن اول ما عينه وقعت على عليه و شاف انهيارها.. بقى فى جزء كبير جواه مصدق برائتها ، بس فى نفس الوقت مش قادر ينسى الكلام اللى سمعه من حودة ليها ، و وسط توهانه مع نفسه انتفض على صوت غادة و هى بتقول بخضة : الحقونى .. لأ يا علية بالله عليكى فوقى .. حد يناولنى كلونيا و اللا برفان بسرعة
انتبهوا على علية و هى وشها مخطوف و زى الليمونة و مغمى عليها فى حضن غادة اللى عمالة تخبط على وشها و بتحاول تفوقها
ابراهيم جرى يجيب البرفان و دولت قعدت جنب البنات على الارض و هى مخضوضة على بنتها و لسه بتمسك ايديها تدلكهالها لقوا ممدوح وطى شالها من على الارض حطها على السرير و عدل راسها على المخدة ، و غادة قامت بسرعة اخدت البرفان من ايد ابراهيم و ابتدت تفوق فى علية اللى اول ما ابتدت تفتح عينيها ، شافت لهفة ممدوح و حزنه فى نفس الوقت فقالت له بخفوت مخلوط بدموعها وصل لودانهم كلهم : احلفلك على مصحف ان كل الكلام اللى سمعته تحت ده كدب و ماحصلش منه حرف واحد ، انا عمرى ما اعمل حاجة زى كده ، انت عارف انى بخاف ربنا .. ازاى تصدق فيا حاجة زى دى
غادة بتخفيف عنها : انتى عارفة ممدوح بيحبك اد ايه يا علية ، ده بس من حبه ليكى و غيرته عليكى ، طب ده حتى قدم معاد وصوله الخمس ايام دول بس عشان خاطرك انتى لانه عامل لك مفاجأة و اتفق معايا أنه هيفاجئكم كلكم بمعاد وصوله
دولت بغيظ : و انتى بقى اللى اختارك من وسطينا عشان تبقى انتى بس اللى عارفة معاد وصوله
غادة من غير ماتهتم بنبرة الغل اللى فى صوت مراة عمها : اصل الصراحة انا كنت بساعده عشان يعرف يظبط حاله .. ماتحكيلهم يا ممدوح و انسوا بقى اللى حصل و عكنن علينا كلنا ده
دولت بتهكم : و يا ترى بقى ايه اللى تعرفه غادة و احنا مانعرفهوش ياسى ممدوح
أنت تقرأ
لحم نى
Romanceلحم نى مقدمة عندما تستحوذ الذئاب على فريستها ، فهى تنهش من لحمها و دمائها دون الالتفات الى آلام فريستها و أوجاعها كم من ذئب بمجتمعنا تربص بضحيته حتى ادماها و قتل حلم أمانها .. ولكن دوام الحال من المحال ، فانه القوى الجبار .. يمهل و لا يهمل لحم نى...