✧ حسناء ✧

321 51 45
                                    

إستيقظت من أثر الإغماء وكانت رأسي تؤلمني بشدة وكانت هناك حمامة تنقر فوق رأسي، حاولت أن أبعدها لكنها ظلت تطير حولي، أمسكت عصا وجدتها بالقرب مني وحاولت أن أبعدها

_متمشي بقى يخربيت برودك

طارت الحمامة بعيدًا، كانت حمامة من النوع الزاجل، بيضاء اللون وتمتلك عينين حمراوين، وجناحان طويلان وكانت في غاية الجمال، لكنها مزعجة حيث شعرت بصداع رهيب؛ بسبب نقرها فوق رأسي
ذهبت لكي أستكشف هذا المكان الغريب وأثناء سيري لمحت كوخًا من بعيد إتجهت إلى هذا الكوخ لعلي أجد من يساعدني للعودة.
سيرت تجاه الكوخ وأنا أدندن بعض الكلمات معبرًا عن حالي البائس

_أمم كتاب حياتي ياعين آه ما شفت زيه كتاب الفرح فيه سطرين تيرارا والباقي كله عذاب وخطين بقى تحت عذاب هههه والله هم يضحك وهم يبكي

طرقت على باب الكوخ ولكن إنفتح الباب بمفرده أظن أنه لم يكن مغلقًا جيدًا

_السلام عليكم في حد هنا

لم يجبني أحد فظننت أنه مكان خالِ من السكان
دخلت الكوخ وجدته دافئًا وكانت هناك مدفئة بها بعض الحطب المشتعل يبدو أن المكان ليس خاليًا كما ظننت

ناديت مرة أخرى وكالعادة لا حياة لمن تنادي، جلست على أحد الكراسي الموجودة أفكر في الحالة التي وصلت لها.

_أنت مين

نظرت خلفي إتجاه هذا الصوت وجدتها إمرأة عجوز أظن أنها قد بلغت الستين من عمرها، كانت بيضاء البشرة مع بعض التجاعيد في وجهها، وعينيها لونها أزرق وذات وجه بشوش، يبدو أنها كانت جميلة جدًا عندما كانت صغيرة فوجهها به بعض البراءة ويبدو عليها الحكمة أيضا

_أنا آسر بصي يا ست الكل أنا هحكيلك كل حاجه لأني مشفتش بني أدمين غيرك لحد دلوقتي يمكن تقدري تساعدينني

سردت لها كل شيء من بداية ذهابي مع أصدقائي إلى البحر وإبتلاعي من قِبَل الماء ووجودي في النفق إلى أن خرجت ووجدت هذا الكوخ.

شعرت بالشفقة على هذا الفتى ولأني إمرأة عقيم لا أنجب إعتبرته بمثابة إبني، لاحظت أن ملابسه مبتلة فذهبت إلى داخل إحدى الغرف الخاصة بي وأحضرت له جلباب وبعض الملابس الداخلية للمرحوم زوجي الذي توفى منذ سبعة أعوام وتركني وحيدة أواجه هذه الحياة القاسية بمفردي
أعطيته الجلباب كي لا يصاب بالبرد

_خد يا بني البس الجلبية دي  لتاخد برد

أخذت منها الجلباب ودلتني على طريق الحمام لأبدل ملابسي المبتلة

_ خدلك دوش كده وغير هدومك عبالت ما أعمالك حاجة تأكلها

_شكرًا يحاجه مش عارف أقلك أيه الصراحة

_العفو يآسر أنت في مقام إبني برضو

إبتسمت لها وذهبت لأخذ حمام دافئ وقمت بغسل ملابسي المبتلة
إرتديت الجلباب وكان قصيرًا، خرجت إلى الحجة حسناء وأنا أنظر إلى قدمي العاريتين
رأتني الحجة وضحكت بخفوت.

_معلش يابني أصل المرحوم كان قصير حبتين

قلت في ذهني: حبتين بس، قولي تلاتة أربعة هههه

_ولا يهمك يحاجة أنا هنشر هدومي ولما تنشف هلبسها

_حاضر يابني وتعالى بسرعة عشان حضرت الأكل

_حاضر يحاجة

خرجت أبحث عن شيء أنشر به ملابسي المبتلة ولم أجد
فوضعتهم على غصن شجره ودخلت مجددًا إلى الحاجة حسناء

_تعالى يابني أقعد

أشارت لي على الطاولة لكي أجلس وتناولنا الطعام

_ بصي يحاجة تعرفي طريقة أرجع بيها بلدي

سألتها وأنا على أمل أن تخبرني بشيء يفيدني

_ بص يابني أنت تروح سوق (بدرخان) تدور على واحد هناك إسمه (مسعد) هيدلك على (العراف) وهو هيقدر يساعدك.

_طب أنا هعرف مسعد ده ازاي

_إسأل أي حد هيدلك على مكانه

_شكرًا ليكي يحاجة مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه

_العفو يابني... ريح النهاردة عبالت ماهدومك تنشف ويبقى روح له بكرا الصبح

_حاضر

إبتسمت إلى هذه العجوز إنها حقا طيبة القلب
تناولنا معا طعام العشاء وذهبت إلى النوم لأستعد ليوم جديد مليء بالمفاجئآت...

_‌_‌____________________________________

ياترى أيه إلي هيحصل؟!. 👀♥

أكتبولي توقعاتكم في الكومنت🙈♥

ومتنسوش الڤوت ياحلويين🤗♥

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة🌝

✧أرض العقيق✧ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن