intro

47 3 0
                                    

السابعة صباحاً ، كوريا الجنوبية _سيول_

" حسناً حسناً أمي ، أعدكِ بأنني سوف أعتَني بنفسي وسأتغذى جيداً فقط كُفي عنْ قول نصائحكِ للمرة السادسة والسبعون أنتِ لم تتوقفي منذُ ركوبنا السيارة "

"تشُول! ، والدتكِ قلقة عليك"

" آسفة أبي، أمي..سأكون على ما يُرام أعدك، إلى اللقاء..نلتقي في العامًَ المقبل"

توجهتُ إلى بوابةِ المطارِ وأنا سعيدة للغاية ، هأنا أوه تشول ذاتَ التاسعة عشر، إنها مرتي الأولى في السفر للخارجِ وحدي، وإلى أين؟ واشنطن..مدينةُ أحلامِي،حيثُ يقطن الصاخبون المحبون للموسيقى أمثالي!

الثانية عشر منتصف الليل، جمهورية مِصر العربية_القاهرة_

" حطيتي ورق العنِب والحُمص؟"

" ماما ! حمص إيْه وورق عنب إيه هونا رايحة مشرُوع تسْمين؟"

" معلش أصل بيقولو في معسكرات دي معندهمش غير لح..."
 
" حاضر حطيتهم أَهو يا ماما.. شكراً وتسلَم إيدك..ويلا علشان مِعاد الطيارة،سلميلي على زينب وزياد لما يفوقو بكره.."

" يُوصل .. خدي بالك يابنتي.. في رعاية ربُنا"


لا أُصدق أنني سأسافر أخيرا ولوحديً إلى معسكرِِ يضم طلاب من جميع أنحاء العالم، أشعر بالحرية.. ف جيانا لم تعدْ طفلة تنتظر عودةُ والدتها من العملِ لتحضر لها هوهوز وجهَينة بالعنب، أستطيع الإعتماد على نفْسي..أظن أن عامي التاسعَ عشر سيكونُ الأفضل على الإطلاق !

الثانية عشر منتصف الليل،اليونان _ثونيس_

" لا أصدق أنني سأغادر هذا المكان المُريع" 

" لمعلوماتك هذا المكانْ المُريع كنتَ تأكل فيه ثلاث وجبَاتّ في اليوم "

" إلى اللقاء أثينا .. كُنتِ أسوء مُربيةَ حظَيتُ بها "

سأُغادر المَيتم اللذي ترعرعتُ فيه منذ أن كنت رَضيعاً.. ليس وكأنّي حزين على الخروجِ منه مثلاً..بل أنا أسعد يونانِي في التارِيخ،سأغادر إلى الولايات المُتحدة وسأعُود بعد عامٍ وأطورُ من نفسي وأحقق حلمي بأن أصبح أصغر وأشهر ملاكم في مدينتي،وأقوى ملاكم في اليونان
قادِمٌ إليكِ يا واشنطن !

الحاديةَ عشر ليلاً..المملكةْ المُتحدِة،_لنْدن_

"آنِستي،بأي سياره تودين أنْ أقلك إلى المطار؟"

"رولس رويس بالطبع،الوردية ،قُل لوالِدي حينَ يعود بأنني غادرتْ، وأخْبر ميشيل أنْ تطعم قِطَطي"

رفَعت خُصلاتها الشقراء واضِعة فوقها القُبعة الملكية.. ميرابِيل من العائِلة الملَكية..والوريثة القادمة للعَرشْ..

ليس وكأنها المرَّة الأُولى التي سأسافر بِها،لكنَّها المرة الأولى اللتي سأَذهب بِها لمكان به أُناس من الطبقةّ الفقِيرة وأعِيش معَهم،حمداً للهِ أن أبي قد أخبرني أنني سأمكُث بجناحٍ خاص،فلتَمر هذه السنةْ بسلام

السادسة صباحاً.الصَّين _بكين_

"يإلهي..أخيراً ستأتِي، لِيانغ عزيزي ،لا تدْري ماهو شعُوري بأن أكْون مديرةُ إبني الصغِير"

"أُمي أنا أيضاً لا أُصدق أنني سأراك بعدَ ثلاثةِ أعوامٍ،سأغلقُ الهاتِف لأنني سأغادِرُ الآن، سأتصل بكِ حينَ أصِل"

نعَم..أمي هي مديرةُ معسكر IAC. للثلاثة أعوام السابِقة،وعامُها الرابع هذا هو الأخِير،دائماً ما كنتُ أتسائَل كيفَ يتم التعامُل مع الوافدِين هناك،وهل هوُ معسكر تدريباتْ أم دراسة، إنه سرٍي،لا بأس..إنَّها قِصةْ سويعات وأصِل لمَوطِني الثانِي..فقد ذهبتُ إليه عدةٌ مرات نسبةً لمكًوثِ جدتي هناكَ،هأنا ذا قادم ،لنَرى ماللذي تُقدميه لطلابكِ يا أُمي.

َ يقِف جميعُ الطلابِ في ساحةِ المبنى الضخْم،أُصيب الجميعُ بالذهول،كيفَ لواشنطن أن تحوي مكاناً بهذا الجمالِ والضخامةِ داخِلها

أطَّلت بزيها الرُمادي كلَونِ سماءِ مدينتَهم، شيبٌ أبيض يزينُ خصلات شعرها ..إبتسامة واسعِة تعتِري وجهها، لطالما كانت كلمَة الترحيب بالطلاب هي الجزء المفضَّل لديها

" أعزائِي طُلاب معسكر IAC للعام ألفين وستّة عشر ، بصفَتي مديرةٌ هذا الصرح العظيم أنا مو تشو، أرحبُ بكم جميعاً..من كافةِ أنحاءِ العالمْ،ويجب أن تعلموا أنكم هنا في أيدٍ أمينة،
أرى الخوف في أعينِ بعضِكمْ،لكنني أريدكم ألا تخافوا،لأنني كما وقلت قبل قليل في مكانٍ آمن، برنامجنا كلُ عام يختلف عن العام اللذي قبْلَه،هذا العام سيكون مختلفاً وممتعاً،أرجو من كلِ طالب أن يتجه إلى القسم الخاص به،كل قِسْم سيشرِف عليه مدرِّب خاص به،هناكَ خريطة للمكانْ بأكمله،وأخيراً،سنعلن عن ماهيةِ البرنامجْ حين تنتظمون في مساكِنِكم، أهلاً بكمْ في أرضِنا"

صفق جميعُ الحاضرين لها،هذه المرأة لها حضُور قوي وشخصيتَها رائعة

توجه الجميٌع برفقةِ المسؤول عنهم إلى أقسامهم

"طلاب القسمْ XC،رتبوا الأغراض الخاصة بِكم،كارتر نُوا ،سأكون المسؤول عنْكم لهذا العام، في حالةِ الفوضى وعدَمِ الإلتزام بالأوامر حينها لنْ أتساهل ، ولن أكونَ لطيفاً"

ماللذي سيحدث لطلابِ المعسكر في يومهم الأول؟ وهل حقاً هم في أيدٍ أمينة ! ماهو طبيعَة تدريب أو عمل هذا المعسكر بالضبط؟ الكثيرُ من علاماتِ الإستفهام سيتمٌ إزالتها بنقطة في الفصول القادمة

DISASTER CAMP " LIVING STUDUNTS" ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن