" الترجل عن المستور"

29 2 0
                                    

"كيف لك أن تأسري قلبًا كان حرًا؟"
.............................................

في قرية قد احترق نصفها بالفعل ومازال لهيبًا يُستعر في بعض البيوت البعيدة والقريبة، كانت النيران تستعير في كل انحاء اراضي القرية، ومن اين ذالك اللهيب يا ترى؟

كانت الرؤية شبه معدومة مع ذالك الدخان الذي حاوط المكان كله كانت تُسمع صرخات فتاة صغيرة تحتضن نفسها وتبكي بحرقة وشعرها الأحمر الدامي متلوث بالغبار الأسود والذي بالفعل غطى وجهها ويديها الصغيرة التي لم تزحها عن عينيها الزرقاوتين وبكدماتٍ على خديها وكلتا يديها كانت تصرخ بكل قوة، باحثة عن والدتها في ذالك الجحيم المتعطش للإبادة، كان المكان بأكمله يحترق بالفعل

ومازالت النيران تتشكل وتصرخ في كل الأنحاء وكأن هناك من ينفثها اكثر، بقيت تصرخ الصغيرة بصوتها الذي يكاد يختفي من شدة الدخان والرماد في انحاء المكان وبصوتٍ مخنوق مع رؤية غير واضحة كانت تنادي:

"امي!!...امي!!...امي!!"

لتتلاشى تلك الكوابيس إثر نهوض تلك الأنسة من سريرها بإرتعاب وكأنه قد إنقطع النفس عنها بالفعل، وبشعرٍ ابتل من التعرق والضغط وضعت يدها على صدرها الذي كان ينتفض بشدة وهذا كان واضح على وجهها الذي تحول إلى اللون الأحمر وكأنه هناك من امسك بقبضته على رقبتها بشدة وحاول خنقها، وسرعان ما امسكت بكأس الماء الموجود على الطاولة الصغيرة امام سريرها وسحبت الدرج لتحمل في يدها بعض الحبوب وتبلعها دفعةٍ واحدة وتشرب كأس الماء بإندفاع

شعرت بالإرتياح قليلًا وهي تمسح على شعرها وتسحبه إلى الخلف وتأخذ نفسًا عميقًا وتقول لنفسها بيأس:

"اتمنى فقط أن اعلم لماذا يتكرر هذا الكابوس لي دومًا؟"

نهضت من سريرها بقلة حيلة تصاحب افكارها إنعدام الدراية إطلاقًا، ماذا يوجد ؟ الكوابيس العميقة التي تحمل في اوراقها السوداء معانٍ اعمق، ولكن هل توقف احدٌ لقرائته أم كان الجميع مستعجلًا لتكملة هذا الكتاب المخيف؟ على كل حال لقد حاول أن يفك لكم لغز حياتكم بتعذيبكم يوميًا وكأنها مساعدة شيطانية مؤلمة ولكنها مفيدة في الكشف عن المستور ،

اكملت كريستيانا ارتداء ثيابها ومع وضع اخر خاتم في اصبعها كانت تحاول تذكر احداث الكابوس ولكن كل ما كان يتخاطر في ذهنها هو النار الذي يحيط بكل مكان من حولها ولكن بحق لِما يحدث هذا وبشكلٍ متكرر كذالك؟

وحرفيًا كان كل مايخطر في ذهنها في هذهِ اللحظة، الم يكفي اكتشافها لتلك الأسرار المريبة ليلة البارحة ؟

ولكن في لحظة يأس من عدم تذكر شيءٍ نهضت وهي تنفخ بتعب لتنظر إلى نفسها لأخر مرة في المرآة، فأبتسمت بهدوء وهي ترتدي لأول مرة تلك العباءة الخاصة بالجامعة، وبرغم غرابتها إلا انها كانت من ذوق كريستيانا العتيق والذي يدل على رُقيها الدائم، فتانسق ثيابها في هذهِ اللحظة يجعلها تشبه إلى حدٍ اكبر مثل اميرة في العصور الوسطى اوليست كذالك؟!

الأميرة المهجنة، المستور.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن