" اوتار الهلاك "

53 2 0
                                    


..................................................................................

صوتٌ يرتد إلى اخر ذاك القصر، لم يكن مزعجًا لينزعج منه الجيران بل صوتٌ يترنم به جميع من يمر
بجانب قصر آل كلار، ولكن ماذا يحدث في داخل ذاك القصر؟

إمراة تجلس برفق متجاهلة ذاك الصوت الذي يهز ذاك
القصر من قوته وضعت بهدوء فنجان القهوة على الطاولة بجانبها وهيا تراقب تلك الغرفة، فتلك المُسيقى المميزة لم تُستمع فالحكايات ولم يغنيها اي فنان فنوتات تلك

التشيلو تصدر انين مُعذبًا ترنم على اواتر الهلاك ....... كطيرٍ ضائع في دوامة العبودية ولم يكن سيدها سوى الحقائق المخفية فسهل معرفة كل ذاك من الصوت الذي يُصدر بقوة من تلك الغرفة ........ ولكن السر يكمن فمن يحرر كل هذا العذاب المُبدع ؟

الم يكفي الم الماضي الذي يغلف تلك الصهباء؟......الم تكفي تلك الأسرار المتطارة حول كيانها كطيور غرابٍ تبشر بِإقتراب الموت؟...هل تعافت من جروح الماضي أم دواء الحاضر لم يكن عقارهُ كافيًا؟.....فألم الفراق.....والشوق الدائم كأخوة لم يتفقو يومًا ........ فعذابها ليس كأي من هذان

الأخوان.....عذابها يحنطها ولا يسمح لها بالهروب او الموت
.

.. داخل تلك الغرفة المغلقة التي تجلجل صوت التشيلو داخلها ولم تتوقف البتة انامل تلك الحسناء عزفها على الة التشيلو بكل قوتها......كأنها في خضم تدريبٍ مستعجل

فقد اخذت افكارها للماضي والحاضر بقوة حتى شحب وجهها من شدة قوة عزفها ... ....كانت ترتدي فستانًا بِاللون البني ذا اكمام طويلة مجنحة ...كأنها طيرٌ في قفصٍ لايرغب سوا في الرحيل فأكنها ذا دلالة على احاسيسها الحادة الأن......كانت تعزف بكل حدة وهيا تهز بقوة رأسها مع كل نوتة وتتخاطر الأفكار مع عزفها ليلف شعرها الدامي في كل الإتجاهات وهيا تعاقر كأسًا مليئًا بالكحول دفعة واحدة

فلم تكفها اناملها العازفة ليأخذ صوتها بالغناء بقوة باللغة الروسية وهيا تجلس على ذاك المقعد وبرغم عدم تركيزها إلا أن صوتها كان يطرب الطير وهيا تغني، تغني، تغني،...... بأعلى ما تملك من صوت داخل تلك الغرفة المغلقة ....ماذا تكونين يا جميلة ومن حرك في داخلك هذهِ الأحاسيس المُعذبة......بدت تلك الغرفة كأنها غرفة مخصصة للعزف خاصة بها.....لتتحول إلى جحيم مستعير تعزف تلك الأنثى المشتعلة اوتار الهلاك

ماذا حدث؟ وبماذا تفكر تلك الأنثى؟

قبل يومين
Два дня назад

نهضت تلك الحسناء وهيا في حالة تخدر شاملة ولكن مازالت الأفكار تصارع رأسها الثقيل لتجيب ذاك المنتظر الذي يراقب وجهها المشحوب ويضع يديها برفقٍ على قلبه الضائع لتقول له بصوتٍ هافت خلف قناع الأكسجين:

الأميرة المهجنة، المستور.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن