بكت بهستيريه و اندلعت نار مشاعرها ..و ريهام كالشبح كان زائرا لزمن الذكريات ..وصعقت بما لم يكن في الحسبان .
خرجت بسرعه و تركت ليلى تندب حظها ..
دخلت سلوى اللي سمعت كل شيء و قربت من ليلى تهديها ...
رفعت راسها و ضحكت فجأه :شفتي يا سلوى .. ..
احتضنتها سلوى و هي تكتم صيحات ..لو اطلقت لها العنان لزلزلت جدران الصمت وحطمت كل مفردات السكون ..*************************
في يوم اخر :لاتدرك ان حياتك تمضي بلا توقف ..و عندما تريد ان تتمهل ..يفوتك الركب
و تنتظر القادم ..لعلك تجد ما يعود بك الى الطريق الصحيح .في صباح جميل ..منعش .يمدك بطاقه و يمنحك مفردات التفاؤل و الراحه ..
ام مطلق في جلستها اليوميه ..اصبحنا و اصبح الملك لله ..
و تشرب قهوتها الصباحيه ..و التمر اللي ما يفارق جلستها ..
سمعت صوت خطوات محببه لها ..ابتسمت لحضوره .
طل بوجهه الاسمر و جاذبيته الساحره بثوبه الرمادي :صباح الخير يا الغاليه
باس راسها و قعد جنبها و هي ترد عليه بمحبه :صبحك الله بالخير و السرور ...ها يمه كيف اصبحت اليوم
مسك دله القهوه وصب لنفسه و هو يجيبها :الحمد لله ..الاوين البنات ؟
ام مطلق :خواتك الله يهديهن ..مانمن الا وجه الصبح .
نسف شماغه و عدله بخبره :و كيف يخلونك لحالك ..المفروض يقعدون معك ؟
ام مطلق بدهاء :و الله لو عليك مني ..كان الحين انت متزوج ..و زوجتك قاعده معي ؟
مطلق وهو يعرف طريقه والدته في دخول للموضوع باس يدها : افاا يا ام مطلق انا اللي ما علي منك ..افديك بروحي يالغاليه
خلاص اذا كان فيه راحتك .. تراني نويت يالله على يدك ..زوجيني باللي تطيح الطير من السما.
ضحك مطلق و بداخله شعور بالحزن يجهله ...و كأفقد شيء ثمينا للتو ...
ام مطلق و وجهها مشرق بفرحه عارمه :الله يبشرك بالخير ..من اليوم ادور لك بنت الحلال ..و الاوين ادور موجوده يمه
عسى تكون من نصيبك ..الله يسعدك ياولدي
وقف مطلق و ناظرها و هو يلبس نظارته الشمسيه :خلاص يمه انتم حددوا الوقت المناسب ..و يصير خير ان شاء الله .باس راسها و خرج بسرعه ..حس بغضب عجيب يضغط على اعصابه ..و انهزاميه ما توقعها ابد ..
شد من قبضته و عيونه شارده من محجريها..ونفث في الهواء انفاسا حارة قد ضاقت بها صدره...
يعرف ان اختيارات والدته محصوره على ابنه خاله ...
اهو لا يبالي بها ..سيحمل الهم من الان ..
هو وفاتن نقيضين لا يمكن لهما التوافق ..هذا مااستنتجه لكنه لن يرضخ للتوقعات ..
سيضع القوانين و العقوبات من الان ...
ام مطلق من زود فرحتها ما قدرت تصبر اتصلت على بنتها وفاء
وقالت لها تحضر عندها ضروري علشان يتفاهمون في موضوع خطبه اخوها.***************************
ليلى :مسحت دموعها بدخول سعود المفاجئ: ليلى ..فيك شي ؟ سلوى تقول ان ريهام زارتك ؟ ويش كانت تسوي عندك ؟
سعود يقرب من ليلى ويكمل كلامه بصوت مرتفع :ليلى ..قولي وشفيك ..شو هالحاله اللي انتي فيها ؟
ليلى ترفع راسها ليذهل سعود بحالتها وبصوت حزين :ما فيني شي ..روح و اتركني
سعود بنرفزه و هو يم***ا من اكتافها و يصرخ :انتي ليه تكلميني بهذي الطريقه ..نسيت اني اخوك الكبير و تهمني مصلحتك
ليلى ببرود :ماكان قصدي ياخوي لكني تعبانه شوي ..اعذرني
جات ترجع فهزها بقوه علشان ترجع لصوابها :ليلى ..الكل ملاحظ تغيرك ..شو هالحاله يا اختي ..اذا كانت سالفه سلطان
قولي خليني اساعدك .
رفعت عيونها له و برقت بألم لكنها رغم هذا قالت بصوت تحاول فيه يكون مسموع وواضح :على سالفه سلطان ..قول له الله يوفقك
مع غير اختي ...لانه ماله نصيب .
سعود و عيونه ما تصدق اللي يشوفه قدامه ..اخته اشد من الصقيع بروده ..قرب منها اكثر :ليلى عيدي كلامك ..ما سمعت زين
ادارت ظهرها له و قالت بصوت عميق :انا رافضه سلطان .
حاول يتمالك نفسه و يكتم غضبه :ممكن اعرف اسباب الرفض ؟علشان نفهم كلنا ..ونكون في الصوره ؟
ليلى بنفس البرود المصطنع :بدون سبب ..صليت الاستخاره و ماارتحت له ..الله يوفقه مع غيري ...نطقت الجمله الاخيره
و حطت يدها على فمها تكتم شهقاتها .
جمد مكانه و الحيره تتملكه و التفت ناحيه الباب كانت سلوى تحط يدها على فمها و تهز راسها ..اغمض عيونه و تعوذ من الشيطان
و قال بهدوء :لي كلام ثاني معك ..انتي ارتاحي الحين .وبعدها يصيرخير
و خرج بسرعه و هو يسحب سلوى معه لخارج الغرفه و مسك يدها بقوه و قال بغضب :سلوى ..انتي تعرفين شو سالفتها
يالله قولي بسرعه .
سلوى بصوت باكي :ما ادري عنها ..ما تقولي شيء انت تعرفها .
سعود :طيب ريهام ليه جات ..
تلعثمت و نزلت نظرها للارض :ما ادري تركتهم لحالهم ..
تأفف سعود و شد شعره من القهر و طالع سلوى بتهديد :سلوى لو دريت ان تخبين علي شي ..ليكون معاك حساب ثاني فاهمه ؟
هزت راسها بخوف و مشى و تركها ..طالعت جهه غرفه ليلى و همست :الله يكون في عونك ياليلى .