Part 53

480 3 0
                                    

مفاجآه لاتسر في جعبه القدر ..........
.
.
خرج مهرولآ من شقته بعدما ورده اتصال من البواب ينبأه عن تحطم زجاج سيارته بالكامل ..
وقف مع بعض ساكني العماره مبحلق في سيارته التي تهشم الزجاج بداخلها واصبحت كومه من الفوضى ..
وبدأ الهمس من حوله وهو يفيض غيظا وحقدا على من فعل بسيارته بمثل هذا الفعل ..
استدار حول سيارته ... غير مصدق حتى الان ..
شخص يدير حوله المشاكل و يزيد من خناقه ..
الان صدق بالفعل ان هناك من يحيك له المصائد ويتربص به ..
الرساله .. ثم السياره .. وغدا سيطبقون عليه الحصار ..
لكن من هم ؟
من له عداء معي و يكيد لي ...
فعلاقتي بالجميع ودوده ولم اتجاذب مع اي احد يومآ نقاشآ حادآ او اتعارك مع احد ما ..

اقترب من احد جيرانه ...
: عيال الحرام كثيرين .. واليوم اللي ماعنده بيت او اهل يدور على الشوراع و يزعج خلق الله ..
تنهد ناصر بحرقه .. فأكمل الجار ..
: كل شيء يتعوض يابن الحلال .. هونها تهون ...

اومأ ناصر رأسه برضى يضرب اخماسآ واسداسآ .. يحمل هم نفسه وهم سيارته الوحيده ..
وترك المكان مفسح المجال للمشاهدين الذين وجدوا عرضآ يتساؤلون فيه عن بشاعه فعل ذلك ...

****************
احزان كثيره تأملها في وجوه ساكنيها ... جلبت له الكثير من الكآبه ..
استشعر بالوحده حقآ بمفرده ولااحد هناك يعرفه و يؤنس به..
وان كان فا لكل حوله لكنهم متشاغلون بهمومهم وغصات ايامهم ...
قضى مع ابو حاتم حتى شعر بأن الاخر منفي في عالم اخر من التبصر بأحزانه ..
وجوده لم يعد ينفع ...

استرحل همومه معه .. وخرج من المعقل بحكمه جديده في الحياة ...
صحيح كان لابد من التجربه لتصقل تلك المواعظ التي تعلمها ..
لابد له من صياغه بعض الامور التي مضت في حياته بطريقه صحيحه ..
واعاده النصاب الى مكانه المناسب ..

لم يعد يريد ان يثقل على مضيفه ... فيكفي ضيفه الذي حل ثقيلا على القلب ..
" الحزن " وما اشد وقعه على القلب حينما ينفرد بصاحبه ...
غير قادر على النسيان إلا بالصبر والدعاء ...
موت ابنته افقده قليلآ من وعيه الراشد .. فتحمل سعود همه مثلما فعل هو به ..
استرعى اموره حتى تنقضى ايام العزاء ..
وبعدها سيشد همته للبحث عن ماضاع في غياهب المجهول .. ويتمنى ان يجده .

شعر بالحزن من كل شيء حوله .. البعد والفراق زادته اطنآنآ وهو يعيش في هاله من الاحزان ..
وما ظنه يسيرا بالامس اصبح مريرا اليوم بمراره العلقم ... ولم يعد يطيق طعمه الباقي في فمه ..

تقوس ظهره و قد تأمل التراب تحت قدميه في ساحه خاليه من ضجه الاولاد .. بقي فيها بمفرده
متخلي عن حصصه لاتعابه الذي زادت نفسيته ارهاقآ .......

تباعدت خطواته حيث مشى متهالك ..كئيبآ ... هاربآ .. حيث ابو حاتم يجلس في ظل حجرته
وقد رافقه المصاب المحزن ولم يدع مجالآ فيه للعوده ....
جلس بجانبه صامتآ لا يعرف كلمه تخفف عن مصابه .. إلا بالصمت الذي حل مفردات الكلام ..

أراك عصي الدمعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن