خرجت من بيتها .. ومعها اخوها الصغير محمد .. اليوم على غير عادتها
مازارت خالتها ام سعد ... عاده تزورها قبل الظهر .. لكن اليوم زياره سعود
لها قلبت مزاجها وغيرت عادتها ..
للتو انهوا صلاه العصر .. وهي تسير متجنبه زحمه الرجال ..
قبل يفلت اخوها من يديها .. ويركض بعيد عنها .. لحقت عليه وهي تناديه
بصوت منخفض ناقم ...
وقف على جهه يلعب فيها الاولاد كره قدم .. مسكت يده ..
وقالت وهي تلهث : اعنبوا ابليسك .. قطعت نفسي .. لاتتركني مره ثانيه .
استدارت لتتصطدم بوجه غاضب .. تراجعت بصدمه للخلف .. وشدت قبضتها
على يد اخوها الصغير ..
سعود بغضب لاول مره يحسه ..: انتي ماتستحين ؟
شدت مسكتها للعبايه وقالت : وشفيك .. عسى ماشر ؟
سعود : لا والله وباقي لك عين تسألين .. يعني تحسبين كل مره تسلم الجره ..
نجمه : سعود .. تكلم ولا ابعد عني ؟
مسك عضدها و مشى بها ناحيه البيت بعصبيه واضحه من انفاسه ..
نفضت يده بقهر .. وهي تطالع حولها ..
وقالت بإنزعاج : انت نسيت نفسك ..كيف تمسكني بالطريقه هذي ؟
سعود : وانتي نسيت نفسك انك متزوجه .. كيف تخرجين و تستعرضين نفسك
قدام الرجال لاحيا ولامستحى .. ولا باقي مطلعه صوتك .. وكأن اللي حولك
خرفان مايسمعونك ؟
ارتفع ضغطها من طريقته فقالت بهمس غاضب : مالك حق تكلمني بالطريقه السخيفه
هذي .. كنت انادي اخوي وصوتي ماكان طالع ؟ ويش اسوي اخلي الولد علشان
حضرتك ؟
تركته وسارت مسرعه .. ناحيه بيت ام سعد ..
لحقها وقال بعصبيه : وين رايحه في هالوقت ؟
نجمه وبعدها تمشي بدون اهميه له ..
: عند ام سعد ..
مسكها وادارها ناحيته .. صرخ في وجهها بصوت عالي..
: اقسم بالله ان مارجعت البيت بالرضا.. لاكون رادك له بالغصب ..
حاولت تدفعه لكن ماقدرت .. فانطلق اخوها يبكي بخوف .. من مشهدهم
نجمه بإذعان لصرخات اخيها المتواليه : والله لومااخوي .. ماكنت رجعت ....
مشى معها رغم تأففها .. دفعها ناحيه البيت و.. فانزعجت من طريقته لها ..
نجمه : اخر مره اسمح لك تعاملني بالطريقه هذي .. لاتحسبني سهله ياولد الناس ..
نفض الطرحه من على وجهها .. ليشوفه ... كان احمر من شده الانفعال ..
وعيونها متأججه بغضب كبير ..
سعود بنفس النبره : ماعلي منك .. انااخر مره اسمح لك تخرجين من البيت من غير
شوري .. انتي متزوجه ولانسيت .
زمت شفايفها بغيظ .. لان كل كلماته فيها صحيحه وصادقه .. وهي قبل ذلك سمعت
درسآ تربويا دينيا من والدتها لكن احبت ان تغامر دون ان تأخذ رأي احد ..
وتتصرف بطبيعتها المعهوده ..
نجمه : وان يكن .. ماعلي منك .. ذاك الساعه لكنت في بيتك اصدر اوامرك .
قبض على ساعدها بغلظه ..
: لا تخليني اتهور وامد يدي عليك ..
نجمه بتحدي : لا تهور .. والله في سماه لاردها لك .
ضحك بسخريه منها وقال يحاول يسكتها ويجرحها بأي طريقه ..
قدرت عليه بسهوله و خرجت النقيض الاخر له ..
: والله انك بلشه .. هي امي داعيه علي يوم مشيت في طريق كنتي فيه ..
ترك يدها وعدل شماغه بطريقه عاديه .. بينما هي مقهوره لاقصى درجه ..
نجمه : ايش قصدك بالطريق اللي كنت فيه ؟
سعود ببرود : طريق الندامه .. قلت اساعدك واكسب فيك اجر ..لكن طيب النوايا
ماله في الدنيا نصيب ..
كان بيخرج بعدما رمى لها بنظره غريبه .. اقرب للاشمئزاز .
مسكت يده وقالت بإستفهام : ايش قصدك فهمني .
سعود : مايهم ..
نجمه بإلحاح : عندي يهم ..
سعود بتردد : انا اللي شلتك وجبتك لباب بيتكم يوم اغمي عليك ..
انصدمت بقوه الحطام من اعلى الجبل .. وتغلغل الالم لديها حتى شعرت بقواها تنهار امامها
صرخت بعصبيه ظاهره في ملامح وجهها ..
: وبعد كل هذا الكلام .. ايش اللي تقصد تقوله ؟
قفل الباب بعصبيه وقال : اسكتي ..
نجمه بنحيب : اسكت وليش اسكت .. ليش تزوجتني ياسعود ؟
شد قبضته وقال بصعوبه : وهو يهم ليش اتزوجتك ..
صرخت فيه بقهر :ليش تزوجتني ياسعود ؟ ..
توترت اعصابه وشعر بالخوف فجأه من حالتها ..
: تزوجتك علشان جدي ..
وصلتها المعلومه بكل هدوء فجلست على الارض وانتحبت بشده
ظلت تبكي بصوت عالي .. منهاره ومخدوعه .. كانت كالحمقاء تنزف له كأحسن عروس ..
كانت كالحمقاء عندما بنت في اسرارها بيت لهما ..
كانت كالحمقاء عندما فكرت انه هو الرجل المثالي .. والمحبوب .
لكنها خدعه .. خدعه .. و درس فكاهي في الحماقه ..والسذاجه
صورتها هي على احسن مايكون .. وهو استتر بالاخلاق والقيم وان كان مخادعآ ..
ابتلع ريقه بصعوبه وانحنى عليها ..وهمس برقه : نجمه .. اللي فات مات ..
ناظرته بشراسه .. وقامت بسهوله ..
وقالت : ماهو انا ياسعود .. انا مو رخيصه ولاسهله علشان تنغصب علي .. مابيك النفس
عافتك .. النفس عافتك .. حللني منك .. ..
كظمت انفاسها المقهوره وظهرت له كـ ند مستوفي الشروط ..
نعم انثى .. لكني لست سهله ..
نعم انثى تحب !! .. ولكني لست مطمعآ لاصحاب القلوب الضعيفه ..
..لست من ادثرهم ببلاده عواطفي ..
ولست من يصنع لهم تماثيل فخافه على حسابي
لست من يصنع لهم تيجانآ من دموعي ..