كانت اول من استيقظ في البيت .. من بعد اذان الفجر وهي تشتغل في المطبخ
تصرف الوقت .. وتنتظر .. ويا لتناقضها ... تتهرب منه و تتلهف الصدف لرؤيته ..
اشتعلت بخجل غريب اصابها ... وكأن كل غضبها قد زال فجأه ..
لكن في الحقيقه غمرتها دقائق معدوده اشعل في روحها حماس لتتعرف على رجل غريب
ليس من كان معها من قبل ؟
ابتسمت وهي تتذكر يده البارده .. يوقظها لصلاه الفجر .. بالكاد استطاعت فتح عينيها
نامت لوقت متأخر .. وبالكاد استيقظت .. ومازالت ابتسامته على وجهه .
و بأعين شبه مفتوحه سألته : كيفك الحين ؟
جاوبها برضى وبنشاط : لا الحمدلله .. طيب ..
نزلت من السرير .. وهي تتثاوب ..كانت تتصرف بعفويه .. وكأن علاقتهم ستبنى من جديد ..
قبل تفتح الباب ..سألت : تبي شيء..
بخيبه شديد وضحت على وجهه .. : ليش ماتبين ترجعين مره ثانيه ؟ ..
قالت وهي طالعه بدون تنظر فيه : ماادري ..
قفلت الباب قبل ان تسمع رده فعله .. اخفت ترددها عنه فهي متأكده انه يجد المتعه في حديثها
لكنها لاتنكر انها مازالت خائفه .. لم يتحدثوا عن مشاكلهم و ماسوف يحدث لاحقآ ..
عادت الى واقع على صدى نقر على الشباك .. اكيد هذي نجمه
ابتسمت لكم ما إن رأت وجهها حتى تجهمت ..
نجمه بإبتسامه باهته : صباحك خير ..
ليلى بشك : هلا ..صباح النور.. وينك انتي البارحه طول الوقت ادق عليك ماتردين ؟
نجمه : كنت نايمه .. المهم ايش كنت تبين ؟
ضحكت ليلى وقالت : عادي .. كنت ابي اسولف معك ..
اقتربت نجمه وهمست : ايش صار بينكم .. ؟
تنهدت ليلى بحيره وحكت لها كل اللي صار بينهم ...
نجمه بإبتسامه : والله احسكم مثل الاطفال .. اللي يتضاربون و يتصالحون في نفس الوقت .
ليلى بإبتسامه صغيره .. متردده ..
: والله يانجمه .. ماادري ايش اللي يصير ..مرات اقول خليك متمسكه برأيك .. و مرات اشوف
تصرفاته فيلين قلبي عليه .. واحس لو قال انسي .. برمي كل شيء ورى ظهري وانسى ..
نجمه بعناد : إياك تغلطين وتندفعين وراء مشاعرك ..
ليلى بإصرار : لا ابدا.. افكر بحالميه ممكن .. اللي ذقته مع مطلق مااقدر انساه ابدا..
نجمه وهي تتنهد بألم .. وبداخلها حسره ممتلئه بعذاب للتو شعرت بها ..
فهي كالبركان الذي يغلي من الداخل وينتظر لحظه الانفجار ..
ليلى بصوت عالي : هييه انتي وين سرحت ؟ لايكون في الحبايب ؟
ضحكت بإستخاف وقالت : ليلى .. الله يلوم اللي يلومك والله اني حاسه فيك ..
و تأوهت بألم طويل .
ليلى بصوتها الدافئ الحنون : علامك ؟ وشفيه صدرك ضايق ؟
نجمه بإختصار : من هالدنيا ... كفانا الله شرها .. تمهلت في حديثها لتنطق بعدها في عجل
"يالله انا بروح عند شغل في المطبخ كلميني اذا صار جديد ..تركت ليلى دون توديع .. دون ابتسامتها المشاغبه و قفزات حواجبها المداعبه اثناء كلامها ..
لم تكن تلك صديقتها التي تعرفها .. هناك في الامر ريب و إلتباس يجعلها خائفه
بأن الامر لاتتعدى مزاجيه يوم كئيب بل هناك مايثير الفضول ..و ككل صباح تجتمع العائله على الافطار .. برائحه القهوه ونعناع الشاي و خبز الذره المطحون
والسمن .. و نثائر الزنجيبل في الحليب .. و جلسه عائليه ترد الروح ..
تتخللها همسات وديه .. و نظرات لها معنى ..
فضلت ليلى الفصل بين الرجال و النساء لغايه في نفسها ... لاتريد ان تجتمع به مرة اخرى ..
يكفي ذلك العشاء الذي لم تذق منه شيئا ***
ولما انتهت من كل شيء .. جهزت الشاي والقهوه .. ومرت على غرفتها .. لتنظر الى نفسها
نظره غير مباليه بإدعائها .. رتبت شعرها المشطور الى نصفين .. و تأملت وجهها الخالي من كل شيء
.. وخرجت .. حامله صينيه معبقه بالنعناع والهيل والزنجبيل .. مبتسمه ..
لكن اين ذهبوا ؟ المجلس فارغ .. ولااحد يوجد هنا ..
اين الجميع ؟ تأففت بملل صاحب خيبتها .. وحتى كادت ان تخرج من المجلس
حتى خرج لها في وجهها كا المارد ... فجأه .
ابتسم وهو يطالع للصينيه دون ان يطالعها ..
: جاء في وقته .. حطيه على الطاوله ..
تشاغل بغسل يديه .. في وقت هي ودت لو تكون طبيعيه بحته دون رعشه او مشاعر متضاربه .
دخل بريحه عطره المسكره .. فتماسكت وهي تصب القهوه له ..
و تمدها له .. فب هذه اللحظه جلس و اخذها منه ..
سألت بهدوء : وين سعود وجدي ؟
رشف القهوه بسرعه و قال : طلعوا قالوا في عمال في المزرعه ولازم يكونون معهم .
سكتت تدور على شيء تتكلم فيه .. وهو يراقبها بإبتسامه ساحره .. لاينسى ليله البارحه
و ضحكته المرحه على غضبها المباح ..
كانت كقطه صغيره تتلاعب بخيوط من الصوف حسبته افعى غادره ..
امرها بهدوء : ليش واقفه ؟ اجلسي ؟
كانت منقاده للجلوس لكنها ردت عليه بتردد : مااقدر عندي شغل ..