الجزء السادس (الأخير)

26 11 4
                                    

واحد من مليون : الجزء السادس (الأخير)

عادت إسراء للمنزل بعد أسبوع كامل من البقاء في المستشفى وعندما دخلته شعرت بالوحدة، كان سانها في السابق يملأ المكان بهجة وكان يطبخ لها وينظف ويسألها عن حالها وحال الجامعة وكان مهتما رغم كل الهموم التي لديه.

دخلت غرفتها ورتبت كتبها فقد حان وقت العودة للدراسة لأنها توقفت بالفعل أسبوعا كاملا وفاتتها الكثير من المحاضرات، لكنها فعلت ذلك بصعوبة فذراعها مغطاة بالضمادات بسبب الطلق الناري الذي تعرضت له.

أخيرا وبينما ترتب الفوضى فإذا بالباب يطرق فجأة، وحين فتحت وجدته سانها فانصدمت حين رأته ووقفت تحدق به لفترة غير مصدقة لما تراه، تقدم منها وانحنى لها ثم قال:

-«مساء الخير، آمل أنكِ بخير»

ابتسمت له وأدخلته المنزل وجلس على الأريكة، وكان كل همها أنه أتى لطلب مواعدتها بعد أن أدرك أخيرا أنها حبه الحقيقي، كانت متحمسة ومن الصعب إخفاء ابتسامتها لكنها حاولت الهدوء قدر الإمكان وقالت:

-«هل تناولت عشاءك؟ سأذهب وأعد الطعام لك ثم نتحدث»

-«مهلا، لا لا لا أريد أي شيء، ارتاحي فأنتِ ما تزالين مصابة، أتيت لأجل أمر مهم وسأغادر بعد أن أناقشه معك»

كادت ابتسامتها أن تصل لأذنيها فقالت بخجل:

-«تفضل»

وضع يده في معطفه من الداخل وأخرج ظرفا ثم قدمه لها، ودون أن تفتحه سألته عن محتواه:

-«ما الذي يوجد به؟»

-«افتحيه»

ابتلعت ريقها ثم فتحت الظرف فوجدت مبلغا ماليا كبيرا وانصدمت وقالت:

-«ما هذا؟! أتريد مني إعطاءها لشخص ما؟»

-«لا، إنها لك»

-«لي؟! ولماذا لي؟! ما الذي فعلته لأستحقها؟»

-«قبل أيام عندما كنت سأنام فكرت في موضوع لوجان، لقد ساعدني في إثبات براءتي وبالمقابل طلب المال، وعندما فكرت في الأمر شعرت أنه ما من سبب يجعلك تساعدينني أيضا لولا أنكِ تريدين شيئا ما، ولأننا لا نملك أي وسيلة تواصل فكرت أنكِ لم تستطيعي طلب المال مني لذا أحضرته لكِ بنفسي»

تملكها شعور شديد بالغضب والانزعجاج ففتحت يده ووضعت المال في داخلها وقالت:

-«هل تظنني مادية؟ كيف أمكنك التفكير بي بهذه الطريقة؟! هذا حقا...في قمة الانحطاط»

-«لكن لماذا ساعدتني؟»

-«واضح، ساعدتك لأنني أحبك وأريد التقرب منك، ظننت أنك سترغب بي في نهاية المطاف وترتبط بي»

-«لكننا تحدثنا عن الموضوع وطلبت منك أن تتوقفي عن التفكير بي»

-«وماذا لو أخبرتك أنني لم أستطع؟»

وَاحِدٌ مِنْ مِلْيُون!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن