البداية 🍂

347 10 41
                                    

البداية 🍂
في حي جميل من أحياء مدينة القاهرة
في أحد المنازل الراقية،
نجد رجل يجلس على كرسيه البني الجلدي بينما يظهر الحزن على وجهه ذا التجاعيد التي تشير لتقدمه في العمر حيث أنه في عقده الخامس،

كان يمسك في يده صورة زوجته الراحلة التي كان يعشقها بشدة فهى حب حياته التي لم و لن ينساه طوال عمره،
كان يحدثها قائلا بنبرة تظهر كم إشتياقه لها الذي لم يقل بمرور الزمن :- هدى حبيبتي إشتقت لكِ كثيراً،
كل شئ ناقص بدونك، لقد تحطمت منذ يوم فراقك
لكن لم يكن خيار البقاء محطماً بيدي حيث كانت هناك جميلة، إبنتنا التي كانت بحاجة لمن يرعاها و قد فعلت،
لقد كبرت و تبقى لها يومين لتتم الثامنة عشر، تشبهك كثيراً و كأنكِ زرعتي ملامحك بها لكي يستحيل نسيانك

إختفت إبتسامته مع قوله بنبرة آسفة :- أسف لم اقدر على إنقاذك في ذلك اليوم، اتمنى أن تسامحيني رغم أنني لن أسامح نفسي ما حييت
أنهت الدموع التي فاضت على خديه حديثه الحزين، حزن يتملك منه كلما يتذكر ما حدث من حوالي سبعة عشر عاماً،

جذب إنتباهه رنين جرس المنزل فأزال بقايا دموعه من على وجهه و أعاد الصورة لمكانها ثم إتجه للباب يفتحه،
الطارق كان رجل قريب من عمره و كذلك من قامته يظهر على ملابسه الراقية علو حالته المادية،
تحدث محمود بدهشة أصابته عند التعرف عليه :- كمال؟

أهداه كمال إبتسامة هادئة شعر بها محمود بحنينه لصداقتهما القديمة،
:- سعيد أنني تمكنت من إيجادك بعد كل هذا البحث
قال محمود :- أعتذر على إتعابك بالبحث عني لكنني فضلت الإبتعاد عن المدينة بمن فيها لتأمين حياة هادئة لإبنتي، تفضل يا كمال
قال نهاية جملته و هو يشير للداخل فلبى كمال طلبه و تقدم داخلاً للبيت،

بالطابق الثاني في إحدى الغرف،
كانت صاحبة الغرفة و هى فتاة شابة قصيرة القامة تستلقي على تلك الأرجوحة ذات ملمس الفرو التي علقت في زاوية غرفتها،
تملك الفتاة عيون زرقاء جميلة تظلل عليها رموش كثيفة،
و شعرها البني الطويل المقترب من منتصف ظهرها قامت بصبغ بضعة خصلات منه بالأصفر الفاتح و كذلك تملك أنف صغير مرفوع،

كانت ملامحها الجميلة مندمجة مع الرواية التي تمسكها بين كف يدها ترفعها أمام وجهها،
' جميلة محمود الكابر، فتاة لم تتجاوز السابعة عشر بعد، لها نصيب كبير من إسمها بالإضافة للطف الذي تحمله رغم لكن كونها ذات شخصية رقيقة إلا أنها متمردة و عنيدة في بعض الأحيان  '

هى الإبنة الوحيدة لمحمود الكابر و الذي سخر ما تبقى بعمره فقط لأجلها،
بالعودة للطابق الأول،
سأل محمود :- كيف حال أولادك؟
أجابه كمال :- بخير، باسل كل ما يشغله العمل، لقد
إنتقلت الشركة نقلة كبرى بعدما سلمته إياها،
بينما فريدة قد أنهت دراستها منذ مدة و ستبدأ العمل معه،
أخبرني عن إبنتك، صحيح أين هى أود أن أرى كيف أصبحت الآن

جزء من الماضي " قيد التعديل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن