الجزء 2

77 2 0
                                    

نوميديا : صافي أعمي لا حتاجيتي شي حاجة قولهاليا هانا غادة ..

ناضت من حداهم حادرة عينيها باحترام و وقار .. دازت حدا الكوزينة لي مجمعين فيها العيالات كايوجدو فالماكلة و كايهضرو بشوية بيناتهم .. تنهدات بخنقة على حالتهم لي كاتجيها مثيرة للشفقة ، نسا زوجوهم فسن صغيرة ، الكبيرة فيهم تزوجات على 14 عام .. ما قاريين ما عندهم حرفة إلا من رحم ربي ، دافنين شبابهم و حياتهم لصالح الزوج لي قليل منهم من يستحق هاد الوفاء و الاحترام لي كايقدموه ليهم .. ما باغاش تكون بحالهم نهائيا ، ربما هوما قدرو يلعبو بعقلهم و يرسخو فيهم أفكار تقليدية لا صحة لها .. و لكن هي ما قدروش يلعبو بعقلها و يغيرو معتقادتها و طريقة نظرها للحياة .. طريقة تفكير عمها و تربيتو ليها من الصغر كان ليه دور كبير فهادشي ، فلولاه ماكانتش غاتقدر تقرا كتب بلغات مختالفة و تتعرف على ثقافات أخرى و يترسخو فعقلها أفكار مغايرة لعاداتهم و تقاليدهم ..

لطالما عتابرات راسها مميزة على البنات لي فالقبيلة ، سواء من مكانتها أو الصلاحيات لي عندها .. هي قفلات 19 عام و مازال ما تزوجاتش ، رغم أنه الكل ما عاجباهمش هاد القضية و لكن المكانة د عمها مخلياهم يسكتو و ما يديرو تا حاجة .. البنات ممنوع عليهم يخرجو من الدار منعا كليا و لكن الأمر كايختالف بالنسبة ليها .. حيت مسموح ليها كل جمعة تمشي للفلاحة و الناس دالسوق تعلمهم بتوقيت الاجتماعات لي كاينظمهم عمها سرا على الاسبان .. و الحاجة لي مميزاها كتر أنو كانت مساهمة فالخطط لي كايديروها الريافة ، ديما كاتتناقش مع عمها و تعطيه أفكار و حلول .. خلاصة القول كانت الذراع اليمنى لعمها فالخفاء .. ما يمكنش  تخطر على بال شي اسباني أنو المقاوم العظيم كايستاشر فخططو مع بنت مزال يالاه كاتنضج و ترشد .. عقلياتهم العنصرية و المتعالية ما غاتتقبلش هادشي نهائيا ..

شرقات الشمس معلنة على بداية يوم جديد و مغامرة جديدة لنوميديا .. هاد الأخيرة لي فاقت بكل حماس حيت عارفة أشنو كايكون فهاد اليوم ، دارت روتينها الصباحي و خرجات للصالة فين مجمعين النسا .. دوزات عليهم نظرها بالزربة ما حاملاش تجلس معاهم و تشارك فأحاديثهم المتخلفة بالنسبة لفكرها هي .. حدها شدات صينية صغيرة من الحديد قديمة كلها مصدية دارت فيه فطورها و تمات غادة لبيتها بعدما رمات عليهم جوج كلمات ..

نوميديا [ بنبرة أمر ] : هاد النهار خاص براحتي يعني بلا ما تصدعني تا وحدة فيكم واخا ما عرفت شنو !

دخلات لبيتها و سدات عليها بالساقطة و جلسات كتاكل فطورها و عقلها كايفصل و يخطط فنهارها كي غايدوز .. كل 15 من الشهر كاتاخدو يوم عطلة خاص بيها تدير فيه ما بغات و تا واحد ما من حقو يصدعها ، نظرا لأنها ديما مشغولة فالتخطيط و التدبير دالخطط مع عمها و كان هاد النهار كمكافأة منو ليها على مجهوداتها لي كاتعطي نتيجة واضحة .. 

غير سالات فطورها ناضت بالزربة جبدات حايكها لبساتو و هزات صباطها فيدها خارجة من البيت كاتتسلت ، غادة بالحس و كاتحسب كل خطوة فين ديريها باش ما تتفضحش .. غير فاتت وسط الدار زربات فمشيتها و خرجات من الدار .. لبسات صباطها و شداتها بجرية سالكة طريق الغابة مبعدة على الأنظار دالناس .. بقات غادة فوسط الشجر كاتتنقل بعينيها لي كايبريو من شدة إعجابهم بإبداعات الخالق .. وصلات لبلاصتها المعهودة ، تنهدات بقوة و ابتسامة واسعة شقات طريقها عبر شفايفها مبينة حفاري الزين لي مزينين حناكها و هي كاتشوف فداك الخيل الكبير مقارنة مع حجمها الصغير ..  عضات على شفايفها و حيدات الشال لي على راسها رامياه فالارض طالقة شعرها عاطياه الحرية التامة يداعب نسمات الهواء الخفيفة ..

جهاد [ كاملة ]Où les histoires vivent. Découvrez maintenant