Part 14

169 4 0
                                    


أثناء طريقهم..تذكرت(جميلة) حديثها مع (وليد) بعد علمها أن (فهد) هو ذلك الزوج المزعوم..علمت بكذبه وأن (فهد) سيتزوج تلك المسكينة شفقة لا أكثر..لكنه طمأنها أن (فهد) سيرعاها حتى لو لم يُكن لها مشاعر..كما قال لها أنه يريد أن يعطى صديقه فرصة آخرى لعيش حياته..ربما يستطيع تجاوز ماضيه مع تلك ال(ليلى)..وثقت به وبعلمها أيضًا أن (فهد) رجل شهم لن يهينها..قد لا يحبها لكنه لن يؤذيها على الأقل..لطالما كان مهذبًا عندما كان يتحدث لها..وبنظرتها وخبرتها للناس..وثقت ب(فهد) أيضًا وقررت الوثوق به لتأمين وإسعاد تلك المسكينة..واتضحت شهامته لها عندما أعطاها الكريديت كارد الخاصة به قبل أن يصعدوا إلى السيارة..وقوله لها أن تشترى لزوجته المستقبلية تلك كل ما يروق لها ولا بأس إن اشترت هى أيضًا..شكرته ولكن بالتأكيد هى لن تشترى شيئًا بأموال أحد..ستشترى فقط لتلك العروس الجميلة بمال زوجها..ستصف لها أجمل الثياب والفساتين والبيجامات كل شئ..حتى تختار بينهم..فعدم رؤيتها لشئ لن يمنع (جميلة) من إسعادها...وصلوا لمول أقل ما يُقال عنه أنه رائع وذلك بعد ساعة ونصف تقريبًا من الصمت القاتل ونظرات مختلسة..ف(وليد) كان يختلس النظر لتلك التى بالخلف انها هى (جميلة) تلك الفتاة التى تشعره بمشاعر غريبة..مشاعر ماتت فيه منذ زمن..بينما (فهد) يفكر فى تلك المصيبة التى وقع بها..وبالطبع لا يعلم الذى قاله صديقه الأخرق هذا لزوجته المزعومة بأنه معجب بها..كان يفكر. هل سيقدر على العيش معها؟؟ هل سيتحمل أن يكون معها فى منزله؟؟ هل سيتقبلها أم سيظلمها؟؟ يخاف وبشدة أن يراها حبيبته السابقة فيفعل أشياء يندم عليها ويجعلها تخاف منه..يكاد عقله ينفجر من التفكير..بينما ولنأتى للمقاعد الخلفية..حيث (جميلة) التى لا تدرى كيف انجرفت لذلك التيار؟؟ كانت تظن أنها ستخرجه من تلك القضية وكفى..لكنها تتوغل أكثر وأكثر..بدأت تلاحظ نظراته لها..هى لا تريد جرح كرامتها مرة اخرى..فقد أحب غيرها..رأت نفسها متورطة معه ومع صديقه ومع تلك المسكينة التى بجانبها..هى لا ترفض أبدًا مساعدة لأحدهم خاصةً هو أو أحد من طرفه..تنهدت بقلة حيلة تخشى كثيرًا من الآتى..كما أنها ابتعدت عن عملها فى تلك الفترة..تنهدت مرة آخرى بقلة حيلة وقالت فى نفسها دعى الأيام للقدر..ولننظر ماذا سيفعل؟؟ .بينما تلك المسكينة (فاطمة) تفكر بخوف شديد لما هى قادمة عليه..هل ستندم على قرارها يومًا ما؟؟  هل هى مستعدة لتصبح زوجة وربة منزل وربما أم؟؟ هل فى حالتها تلك يحق لها أن تحلم ببيت هادئ وعائلة صغيرة وزوج يحبها..كما كانت تقرأ فى رواياتها؟؟ إنها أكثر الخائفين هنا..لكن ما بيدها حيلة..فقد وجدتها فرصة أن أحد معجب بها..يعلم أنها لن تراه..سيرعاها..سيحبها ويجعلها تحبه..سيضمهة لصدره لتنعم أخيرًا بالراحة التى لطالما حلمت بها من قديم الأزل..ولا تعلم تلك المسكينة ما الذى سيحل بها على يد ذلك ال(فهد)..ترجلوا جميعًا من السيارة واتفقوا ان يتقابلوا أمامها بعد ساعتين على الأكثر..وتفقرقوا فكان المول ينقسم إلى ثلاثة..قسم رجالى وقسم حريمى وقسم أطفال للأولاد والبنات..فدخل(وليد) و(فهد) قسم الرجال واختاروا أثمن وأجمل البِدل..والغريب أن كلاهما إختار للآخر وليس لنفسه..فهكذا هم الأصدقاء بل نقول توأم الروح..أصر(وليد) على شراء بيجامات وملابس كاجوال جديدة لصديقه على الرغم أنه يمتلك الكثير..لكن فرحته تكاد تصل لعنان السماء فأخيرًا صديقه توأم روحه سيتزوج..

أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فاطمة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن