2

625 13 0
                                    

روحنا الفرح، أنا كنت فرحانة عشان الفستان الجديد وأزهار كانت فرحانة عشان فتحية أخت العروسة، وعدتها إنها هتخليها تقابل في الفرح حد بيدرس في جامعة القاهرة، وهيساعدها عشان تدرس هناك، في بلدنا كانوا البنات بيلبسوا عبايات فوق فساتينهم لحد ما يوصلوا لمكان الفرح إللي فيه الحريم ويقلعوها، أزهار ماكنتش بترضى تلبسها أبداً، بتلبس الفستان والحجاب على راسها وهناك تقلع حجابها، وده كان مضايقهم في بيت جدي ويفضلوا يقوِّموا أبويا على أزهار، كان بيزعقلها من غير ما يبص في عيونها، ومابيقدرش يمد إيديه عليها، كإنه خايف يشوف أمي في عيونها عشان ماتصحيش ضميره إللي مات بموتها!
يوم الفرح أزهار خدتني ولفينا من شارع ورا البيت؛ عشان مانعديش على بيت جدي وحد يشوفنا وكمان عشان ممدوح ابن عمي إللي هيموت على أزهار، وكل ما يشوفها بره البيت يعاملها كإنها مراته وله كلمة عليها، رغم إنها صدته كتير وفهمته إن عمرها ماهتكون ليه بس مفيش فايدة غاوي يتعب قلبه، لما قربنا من بيت العمدة لمحنا حد واقف في الضلمة، مفيش حاجة باينه منه غير نور السيجارة إللي في إيديه، أزهار مسكت إيدي ومشينا بعيد لحد ما وصلنا للباب الخلفي لبيت العمدة، حاولت تفتحه بس الباب قديم وعشان محدش بيفتحه كتير كان جامد، واحنا بنحاول نفتحه قرب مننا إللي كان واقف في الضلمة وقال "محتاجين مساعدة؟" اتفزعت من صوته بس أزهار لأ، إللي لفت انتباهها لهجته، قرب مننا أكتر ووشه ظهر في النور، كان شاب وسيم أوي ولابس لبس الناس إللي عايشة في القاهرة، قال "ثواني وهفتحهلكم"، ماكنش باصصلنا لحد ما لمح أزهار وهو بيحاول يفتح الباب، كان بيبصلها بانبهار وواقف ساكت، حتى إيديه إللي كانت بتحاول ارتخت، بصيت لأزهار لقيتها هي كمان بتبصله، كإن في حوار بيدور بين عيونهم، خفت حد يجي ويشوفنا فقلت "هتفتحلنا الباب ولا لا يا أستاذ؟" قطعت حديث عيونهم فانتبهلي واعتذر بعدين فتحلنا، دخلنا وبعد خطوتين لقيت أزهار بتلف وتبصله وهو واقف بيتأملها ومبتسم بثقة كإنه كان متأكد إنها هتلف وتبصله!
سحبتها من إيديها وأنا بقول "يلا يا أزهار لحسن حد يشوفنا"، دخلنا المكان إللي فيه البنات، وطول الوقت أزهار قاعدة سرحانة وعينيها ع الباب، كإن صابها سحر!
بعد ما فتحية خلصت رقص جت وهمستلها "أني لسه عند وعدي، ابن خالي بيدرس في جامعة القاهرة شوية كده لما الرجل تخف هاخدك تشوفيه ورا البيت وتسأليه في إللي إنتِ عوزاه"
ابتسمتلها أزهار وهزت راسها من غير كلام، قربت منها وهمست "إنت كويسة؟" طبطبت على كتفي وقالت وهي مبتسمة "زي الورد"، شوية وشاورتلنا فتحية ومن غير ما حد يحس بينا قمنا وراها، روحنا ورا البيت، كان واقف مستني في نفس المكان، ابتسمت أزهار أول ما شافته وهو كمان ابتسملها وقال "لو أعرف إن هي إللي كلمتيني عنها كان زماني طلعتلكم من أول الفرح" استغربت فتحية وسألت "وه، انتوا تعرفوا بعض؟" ولإن أزهار واقفة ساكته رديت أنا وقولتلها إنه فتحلنا الباب لما وصلنا.
أزهار أخيراً نطقت وسألته عن الجامعة، كان مستغرب لهجتها، فضل يشرحلها بالتفصيل، ده حكالها عن تاريخ الجامعة من أوله، كإنه ماكنش عاوز الكلام يخلص، وأزهار بتسمعه باهتمام والابتسامة مافارقتهاش، لحد ما فتحية حست بحد جاي فأخدتنا ودخلنا البيت بسرعة، لما رجعنا للبنات أزهار كانت غريبة، عمرها ماقامت ترقص في فرح، لقيتها قايمة ترقص مع البنات، كانت مبسوطة أوي، كنت فرحانة للفرحة إللي باينة في عيونها بس كان منغص عليا الفرح إحساس خوف جوايا معرفش سببه!

وردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن