مُقـدمة

499 20 4
                                    

انتهى من كتابة إسمه في المكان المطلوب بيد ترتجف من الغضب، والقى بالقلم على الورقة بدون أي أكتراث لما قد يحدث بعدها ، نظر إلى أبيها بحقد كبيـر ، ثم نظر إليها، لتخفض هي نظرها إلى الطاولة، لن تستطيع تلقي نظرات العتاب تلك بصمت.

تنهد المأذون بقلة حيلة، هو يعلم أشد العلم أن ما يحدث الآن ليس سوى لحظة غضب وكبرياء متملك من كلاهما، هو لا يعرف الا اسميهما، لكن عينيهما تشرح كل شيء، ليردف بهدوء محاولاً أن يثنيهما عن رأيهما قبل أن ينطق بالطلاق "لسه في فرصة ، الطلاق هو أغضب الحلال يا ولدي ، متسمحش للشيطان يفرق بينكـ.."

لم يستطع هو أن ينهي جملته، حيث قاطعه الرجل الكبير الجالس بجانب إبنته "خلصنا يا شيخنا، خلاص وقعوا مافيش حاجة اسمها يرجع في كلامه!" استفزه نظراته إليه، ليهمهم كريـم إليه بموافقة "إيوه يا شيخنا ، خلاص إنتهى"

نظر إليه الشيخ بلوم ، ثم أردف مبرء ذمته "خلاص، ربنا يصلح حالك أنتَ وهي، طلقها لفظي" رفع كريم عينيه إليها ، وهي نظرت إليه وكأنها ترجوه أن لا يفعل، لكنه لن يتنازل أكثر من ذلك، لن يستطيع أن يتحمل أكثر ، أشاح عينيه عن نظراتها مردفاً بصرامة "انتي طالق "

وفورما نطقها ، حتى سحب نفسه من بين الجالسين، بينما هي سقطت دموعها بدون أن تشعر، قلبها يؤلمها بشدة، لم تشعر سوى بكف أبيها يمسح الدموع من على خديها ناطقاً "متبكيش عليه! خلاص صفحة وانقفلت يا ياسمين"

هذا حقيقي، لن يسامحها حبيبها على هذا الموقف، لقد اغلق الباب أمامها.

"والنبي يا حبيبي ما تقهر نفسك، دنا اجوزك ست ستها، والي احلى منها كمان"

"انا ليا زي زيَك في الشركة دي، مش عشان اطلقنا يبقا هتنازل عن حقي!"

"مش لاقي ولا وحدة بظفرك، انتي بيهم كلهم يا ياسمين"

*******

قريبـاً

تنويه : القصة باللغة العربية الفصحى والحوار بالعامية المصرية

بدأت في: 27 -12-2023م

كُـلهنَّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن