تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..
****
الأبتسامة المُنتصرة ترتسم على شفتيها القاتمتين، وهي تعيد شعرها القصير الحُر الى خلف اذنها حينما سقط على جبينها، وهي تقف وسط جميع زملائها الذين تشمتوا بها حينما طردتها رئيستهم في العمل، ولكن هاهي الآن تقف وسطهم جميعاً ورئيسها بجانبيها ينصرها عليهم مدافعاً عنها.
"الي حصل مجرد سوء تفاهم، ياريت يا جماعة نخلي بالنا بنعمل ايه وقت الشغل ومنضيعش وقتنا على الفاضي، وشهد هي زميلة وأخت لينا ومن أكتر الموظفات المجتهدات هنا واحنا طبعاً شركة بتقدر التميز والابداع ومستحيل نخسر أحد أهم موظفينها بسهولة" انهى كريم حديثه موجهاً ابتسامة صغيرة إلى شـهد الواقفة بجانبه، ثم اومئ الى الجميع مشيراً إلى مكاتبهم "تقدروا دلوقت تشوفوا شغلكـم"
وترك القاعة خارجاً منها وخلفه مساعدته ، بينما جميع الفتيات في الشركة التففن حول شهد وهم يتركون تعليقات كثيرة حول ما حدث الآن مثل "مستحيل مستر كريم يصغر مراته قدامنا كده!"
"يابنتي مراته ايه ما خلاص اتطلقوا دلوقت ده شغل وبس!"
"تفتكري يا شهد بيستغلك عشان يخلي ياسمين تغير؟"
"بصراحة اسلوبه معجبنيش خالص افتكرته من الرجاله الي بتكبر مراتتاتها دايماً "
"لا انا شايفاه كده بيقول لنا علاقتي حاجة ومصلحة الشركة حاجة تانية، مستر كريـم ذكي جداً على فكره اكيد مخه مش صغير لكده"
تركتهم شهـد دون الرد على أياً منهن، لتذهب إلى قسم القهوة، وقفت أمام ماكينة القهوة لتضع اسفها كوب أبيض واسع وقامت بتشغيل الجهاز منتظرة نزول القهوة، اقتربت منها آية لتقف بجانبها متسائلة بهمس" انا كنت فاكرة امبارح هو آخر يوم ليكي هنا من شكل مدام ياسمين"
"صدقيني وانا كمان قلت مستحيل ارجع تاني" ضحكت بسخرية من القدر مجيبة على صديقتها، ولكن آية سريعاً ما تسائلت باستغراب" انتي بتعملي قهوة لمين؟ انتي مبتشربيش قهوة" فـأتاها رد شهد الذي لم تتوقعه" لمستر كريـم"
شهقت آية واضعة كفها الابيض على فمها تغطي حنجرتها التي ظهرت من شدة الصدمة وسريعاً ما نهرت شهد بينما تشد على ساعدها "إياكِ يا شهد، الطريق ده مفيهوش غير طريقين، يا اما هتترفدي، يا اما هتترفدي" ولكن شهد رفعت كتفيها بلا مبالاة وهي تحمل فنجان القهوة الذي قد جهز "ومين قالك اني هعمل حاجة، انا رايحة اشكره على انصافه ليا واني رجعت الشغل، بس كده!"
"يا شهد بلاش انتي متعرفيش ايه الي هيحصل!" حاولت آية ثنيها عن كلامها ولكن تجاهلتها شهد تمشي بخطاها إلى المصعد ، تاركة خلفها صديقتها التي من شدة الصدمة لاتزال تفكر كيف ان صديقتها ستحاول الانتقام من ياسمين بقليل من كيد النساء.
أنت تقرأ
كُـلهنَّ
Romanceو يعزُ عليَّ أن أختار من بينِهن! بائت علاقته بالفشل بعد قصة حب إستمرت عشر سنوات كاملة، ولتعويض جرح كبريائة أصبحت أمه تخلق من الحياة فرص ، لتضع أمامه من الفتيات وحوريات الجنة، ولكن كيف له أن يختار من بينهن وهي تنيب عنهن كلهن؟! - سرد عربي وحوار عامي م...