الفصل السادس: كُل شيء

136 12 5
                                    

تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..

****

 على طريق إسكندرية الزراعي، حيث تستقعد ترنـيم على الكرسي الأمامي بجانب أخيها الذي يقود السيارة، لحسن حظ ترنيم ان اخيها كان في القاهرة حينما هاتفته مستنجدة به، عينيها لم تتوقف عن ذرف الدموع، تلك القطرات التي تتساقط تحت نقابها، لا يظهر من وجهها سوا عينيها المحمرتين ، حتى أن احمرارهما قد غطى على صفاء لونها العسلي .

التفتت إلى بناتها تطمئن عليهم، قد نامت أميرة ومودة، لكن رحمة كانت تذرف الدموع كأمها بالضبط وهي تكتف يديها تحت صدرها بغضب مكبوت، كانت أمنيتها ان تصرخ بوجه جدتها وتخبرها ان لا تجرح امها اكثر من ذلك، لكن لم تستطع حتى فتح فمها، لم يعلمها أبيها أن تقف بوجه امه ابداً، ولكن لو كانت امرأة اخرى لما تركتها تنال من امها بتلك الطريقة.

التفت اليها اخيها يطمئن عليها فيجدها مازالت تبكي فتنهد بحرارة" خلاص يا حبيبتي هتخليني ارجع اطربق البلد كلها على راسهم" فتحت فمها فخرجت شهقه مقهورة من فم ترنيـم "حسبنا الله ونعم الوكيل فيها يا وليد، مش مسامحاها والله"

"ورحمة ابوكي لا تبطلي عياط، وبعدين يابت من امتى واحنا بيفرق معانا فلوس ولا غيره، دي وحدة شبعت من بعد جوع، عشان كده بتبص من فوق، فاكرة عشان اتجوزت واحد من عيلة صعيدية غنية فبقت من الذوات، وهي اصلها وقلبها زيه زي القماش الي بنمسح بيه البلاط"

لفت نظره ابنة اخته التي اصبح بكائها مسموع "يا حبيبة خالك اهدي، الدموع دي متنزلش خالص !" لكن شهقات رحمة قد زادت بينما تتمتم "يعني.. يعني مش هشوف .. بابا تاني يا خالي" جملتها قد جعلت ترنيم تشاهق اكثر ، وقد اصبحت دموعها غزيرة، تروي خديها المحمرين.

محمد هو حبها الأول والأخير، لا تستطيع أن تتقبل فكرة أنها لن تراه مرة اخرى، تعلم ان محمد يحبها، بل يموت عشقاً في تراب قدميها، لكنها تعلم ايضاً انه لا يعصي والدته مهما كلفه الثمن، ودام ان سمحية قد قالت انها ستتطلق ، فهي ستتطلق.

صرخت ترنيـم بفزع حينما توقفت السيارة فجأة، قبل ان تصطدم بسيارة قد قطعت عليهم الطريق، والفزع قد جعل ابنتيها يستيقظان كذلك، وجدت رحمة قد فتحت باب السيارة راكضة بفرحة عارمة "بابا.."

خرج محمد من سيارته ملتقطاً ابنته من على الأرض يحملها، وهي تعلقت به بقوة ، لتكمل بكائها بشهقات عالية ويرتجف جسدها وكأنها كانت مرعوبة وقد وجدت امانها.

اردف وليد آمراً اخته" اياكي تطلعي من العربية" لتومئ اليه، خرج وليد من السيارة مقترباً من مـحمد الذي مد يده اليه ليصافحه، فصافحه وليد بالمقابل، لن يخجل والد الفتيات امامهم مهما حدث، تنهد محمد بدائاً الحوار ومنهيه في ذات الوقت" نزل ترنيم والبنات هروحهم معايا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كُـلهنَّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن