الفصل الثالث: عروسـَتُك

122 13 2
                                    

تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..

****

رائحة اللحم تُغرق القصر بأكمله، اليـوم هو الجمعة، عيد المسلمين، وهو اليوم الذي لا بد ان له تقاليد معينة ومحددة في قصر الهواري، حيث صلاة الجمعة وبعدها الغداء العائلي والذي يجب ان يحتوي على اللحم، تلك عادة صنعها صاحب هذا القصر، الذي ورثها عن والده واجداده.

عاد الرجال من صلاة الجمعة، يفتح مُحمد الباب يدخل القصر بجلبابه الابيض وهو يمسك بكف ابن اخته الصغير الذي يبتسم بشدة لكونها اول صلاة جمعة يشاركها مع خالانه وابيه ، وخلفه اخيه الذي يصغره بعامين عمرو بجلباب مشابه اليه ولكنه يرتدي نظارة ويمسك بالمسبحة في يديه، يليهم مصطفى الذي جلجلت ضحكاته المكان بأكمله مظهرة غمازته التي شقت وجنتيه بينما يضرب على ظهر كريم الذي ينفجر ضاحكاً هو الاخر، وكلاهما يضحكان بلا سبب حرفيا ولكن كريم يضحك على ضحكة زوج اخته لا اكثر .

توقفا عن الضحك حالما رمى محمد السلام على الجالسين في المجلس حيث أمه واخته وبنتيها وزوجتي محمد وعمرو بأطفالهم الصغار، كل واحد من الرجال يجب ان يقبل رأس الام ويدها لينول رضاها، وهي تدعي لكل واحد منهم بدعوة من اعماق قلبها، ثم تقترب يُسرا، ابنة خادمة المنزل بكل خجل واستحياء، ناظرة للارض موجهة حديثها الى الام "الغدا جاهز ياستي"

"ماشي ي حبيبتي.. يالا يا ولاد انهارده بالذات الغدا هيكون له طعم غير!" اردفت الام ببشاشة وهي تمسك بيد عمرو الذي يقودها الى طاولة الطعام، ويتوجه الاخرون معها اليها، ليردف مصطفى بضحكة صغيرة" اشمعنا المرادي يا ست الكل، اوعي تقولي رنا طبخت! بالله عليكي ما تصدميني!"

"منا بطبخ يا مصطفى! " تذمرت رنا بانزعاج ليرد كريم هذه المرة مبتسماً " هتقوليلنا .. ده الا طبخك ي ست رنا، وربي ما يتبلع" لتضرب رنا كتف اخيها الذي جلس على الكرسي فيضحك على تذمرها الطفولي" وربنا طبخي فل الفل انتوا الي مبتقدروش الفن!"

"بس يا واد منك ليه سيبوا البت فحالها ..!" تصنعت الام الصرامة وهي تبتسم لتكمل جملتها" رنا كده كده مبتعرفش تطبخ بس ما علينا مش دي الازمة يعني "

"حتى انتي يا ماما! وبعدين انا ابويا الله يرحمه مكانش بيخليني اشيل معلقة، اتولدت وفبوقي معلقة دهب لا اعرف يعني اي طبخ ولا مكان المطبخ اصلا" اردفت بفخر وعز بأبيها ليكمل اخيها الاكبر محمد والذي دخل في الاربعين هذه السنه بينما زوجته تضع له ما يحب في صحنه " جدعه يابت، وطول منا عايش خلي راسك مرفوعه كده سيبك بلا مطبخ بلا بتاع"

سخر منه كريم حينما تمتم بصوت مرتفع نسبيا وهو يضع لنفسه من الفته في صحنه " محمد بيقول كده عشان خايف على بطنه اصلا"

"يا كريييييييم! طب ورحمة ابويا لاخلي ياسمين تنكد علـ.." توقفت عن الحديث حينما وجدت عيون الجميع تنظر اليها بحده، بينما ابتسامة كريم قد ازالت وهو يعود لمقعده وقد حشر من ملعقته في فمه يأكل بهدوة غير مكترثاً لنظرات احد، لتردف هي متلعثمه حينما وجدت مصطفى ينكزها بكوعه في خصرها" والنبي ماقصد ياخويا اجيب سيرتها واعكر مزاجك اتكلمت من غير ما افكر وحياتك عندي"

كُـلهنَّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن