كانت تتكئ على سريرها و هي تمسك بهاتفها النقال كي تمضي وقتها مع صديقاتها من المدرسة، كانت تقضي معظم أوقاتها على هاتفها في غرفتها، تحب دائماً أن تظل وحدها في غرفتها؛ حيث أنها الابنة الوحيدة لأسرتها، كانت تدردش مع صديقاتها و صوت ضحكاتها يصدح في المكان، و لكن قاطعها عن الضحك صوت صراخ والديها بالخارج، فتركت هاتفها على السرير و همت بالخروج إلى ردهة المنزل لتفهم ما يحدث.
وجدت والدتها تصرخ في والدها بعنف قائلة :
- ألم أخبرك بأنني سأعمل؟!...لماذا فعلت ذلك بي؟
أجابها قائلاً بنفس نبرة صراخها :
= هذا ليس من شأنك!...أنا حر و أفعل ما أريد!قاطعتهما قائلة :
≈ ماذا يحدث هنا؟
و لكنها لم تجد رداً و وجدتهما يكملان جدالهما، فعادت لتقاطعهما و قد عقدت ما بين حاجبيها بعصبية :
≈ لماذا تتجادلان؟!...أجيباني!
قالت لها والدتها بنبرة معنفة :
- عودي إلى غرفتك يا مروة، الآن!
≈ لا، لن أعود قبل أن أفهم ما يحدث.
تجاهلت الأم آخر جملة قالتها ابنتها، و وجهت كلماتها بنبرة حادة لزوجها :
- أنظر إلى ما فعلته الآن...أخرجت مروة من غرفتها بصوتك العالي!
أجاب الزوج بنفس النبرة الحادة :
= أنا صوتي عالي!!
أومأ الزوج بغضب و كأنه يقول لها : "ستري الآن" ثم توجه للطابق العلوي الخاص بغرف النوم، و دلف غرفة من الغرف في حين صعود مروة و والدتها على السلم لتريا ماذا سيفعل الزوج.أحضر من خلف باب الغرفة حقيبة سفر صغيرة، و بدأ يلملم جميع ملابس زوجته المعلقة في الخزانة، و يضعها داخل الحقيبة بعشوائية، فسألته الزوجة بتعجب بيّن :
- ماذا تفعل؟!
أجابها و هو يغلق السحَّاب قائلاً :
= لن أرى وجهكما ثانيةً.
نظرت له الزوجة بغل و ضغينة بينما تفاجئت مروة بما قاله والدها، و قالت في نفسها "أبي لا يريدني!"
هي تحب والدها كثيراً و كذلك والدها يبادلها بنفس الشعور إذاً لماذا قال هذا؟ هل سأم منها؟خرج الوالد من الغرفة و هو يجر حقيبة السفر، ثم دخل إلى غرفة أخرى مقابلة للغرفة الأولى، كانت الغرفة الخاصة بمروة و التي كانت مقدسة للغاية بالنسبة لها، فهو المكان الذي تشعر فيه بالراحة و الأمان.
أخرج جميع ملابس مروة من خزانتها، و وضعها بعشوائية في نفس الحقيبة التي وضع بها ملابس زوجته، ثم أعطى زوجته حقيبة السفر و دفعهما خارج الغرفة و هو يقول لهما بغضب هادر :
= لا أريد رؤية وجهكما مجدداً، هيا أخرجا!
قالت مروة و لازالت علامات الدهشة و التعجب تكسي وجهها :
≈ ماذا يحدث هنا؟ أخبراني!
= هذا لا يخصك يا مروة، هيا أخرجا من بيتي حالاً.
- كيف لك أن تطردني من منزلي؟!
= هذا ليس منزلك، هذا المنزل مكتوب باسمي أنا.دفعهما إلى ردهة المنزل تحت كلماته اللاذعة، و ظل يدفعهما حتى أخرجهما خارج المنزل تماماً و أغلق الباب في وجهيهما.
عم الصمت بينهما، و لم تتحدثا و لا كلمة، كانتا تفكران في مكان للمكوث فيه مؤقتاً حتى ينتهي الخصام بين الزوجين.
أنت تقرأ
رواية «غائبون في الجب» "قيد الكتابة"
Ciencia Ficciónقبل رحلتنا ما كنا نطيق بعضنا...هل سيتبدل الحال بعد الدروب التي دلفناها معاً ؟!...بعد المصاعب التي تخطيناها معاً ؟!...أم سيبقى الوضع كما هو، هذا ما سنكتشفه معاً في رحلتنا الخيالية...هيا بنا. مناسب لجميع الأعمار ✓