" بوليس الحب "

238 12 2
                                    

" كنت اظن أن يوم الذي سأكون معكي به حلم عندما استيقظ سينتهي ، لكن صعقت عندما استيقظت ووجدتك حبيبتي بجانبي "
................................
يوم جديد وجميل لذلك شخص الذي سيقابل " رفيقه قلبه "
سيقول لها انها صدفه ، ذهب إلى عمله ، كان يوم شاق بالنسبة له لكن عندما تذكر ضحكتها نسى همومه و تعبه ، ها هو الآن يقول لنفسه: لا مانع من أخذ قيلوله صغيره  لكي استطيع التركيز معها ، بينما يوجد شخص آخر تحول إعجابه إلى حب ولهفه لرؤيتها ها هو الآن يعد الدقائق لكي يراها ، بينما شخص آخر يرقص فرحا لأنها ستكن ملكه هو ، حبيبته هو ، ها هو الآن يخطط لمستقبله معها ، بينما شخص آخر تحول حبه الطفولي الذي يكمنه في صدره منذ الطفوله ويكبر يوم بعد يوم  إلى عشق ، بعيداً عن جميعهم يوجد شخص غامض لا احد يعلم عنه شيء يجلس أمام الورود يفكر في ماضيه ، يفكر في رفاقه واخته هل هي بخير ، هل هي الآن سعيده ، هل تأثرت بموته الغامض ،
استيقظت " روان " من نومها وهي تضع يدها على بطنها بحب
_ انت صحيت يا طفلي ، انت تاعب ماما كدا على طول ، انت بس تشرف كل حاجه هتكون زي الفل
كانت ترطب على بطنها بحب ، كأنها تشعر به في داخل احشائها

نظرت بأعينها البندقيه في كامل الغرفه ولم تجده ، لكن وجدت وردتين بلون الاحمر ، وبها جواب مكتوب بخط جميل

" حبيت أصبح عليكي بوردتين ، ورده تقولك صباح الخير ،وورده تقولك انك وش الخير في حياتي " 

تبسمت بحب ، قامت بأستنشاق رائحه الورود ، خرجت من غرفتها و كالعاده وجدته يجلس بالحاسوب أمام الورد
_ صباح الخير
_ صباح النور ، اخبار طفلي اي؟
_ طفلك كويس حمدالله
ثم اقترب منها ، ونزل على ركبته ، ووضع يده على بطنها
_ بحب اوي احس بنبضه
اومأت له بسعاده
_ علوه ، ينفع طلب ؟
_ اه طبعا
_ عشان خاطري ، عايزه اروح اجيب لبس للطفل ، اجيب لبس ليا انا كمان
هي تعلم أن زوجها لا يحب الخروج من المزرعه ، دائما يغضب عندها تخبره أنها تريد الذهاب لشراء شيء ما ، تنهد قليلا ، أخذ يفكر ، يخبر نفسه أن زوجته حقا تريد شراء ملابس لأن ملابسها لم تعد تناسبها بسبب كبر بطنها ، أيضاً صغيره القادم يريد ملابس أيضاً ، اومأ لها بخفه
_ ماشي هننزل بس مش هنلف كتير
تبسمت له بفرح
_ شكرا يا علوتي
_ دلوقتي علوتك ؟! كنتي بتمهدي تقولي علوه ، لما وافقت علوتي
..............................................
_ جوديييي
خرجت من " رقيه " بغضب شديد
_ اي في اي ؟ حد مات ولا اي ؟
_ من غير لف ودوران ، فين جيبه بتاعتي ؟
_ جيبه اي ؟
_ جيبه الحمرا بتاعتي ، الي قولتلي هلبسها وقولتلك لا
تحدثت بتلعثم
_ لا انا ملبستيش حاجه ، تعالي بس اوريكي الصور الي اتصورتها امبارح
اخذت هاتفها و تعرض عليها الصور ، لكن تلك خبيثه نظرت لها بغضب
_ الاه الاه ، هو انتي امتى جبتي جيبه حمرا ؟
نظرت " جودي " خائفه منها ، بينما الأخرى قالت بأنفعال
_ دا انتي يومك اسود ، يومك اسود والله
_ انا اسفه والله ، مش هعمل كدا تاني
_ هتمسحي شقه بكره وبعده
_ حاضر
_ شطوره ، يلا عشان ننزل
.....................
_ الو يا رقيه ، انتي فين ؟
_ بلبس الطرحه
_ مستنياكي تحت
ظلت " ساره " منتظره في عربتها أسفل بنايه صديقتها ، شعرت بالضيق من تأخر صديقتها
_ انتي فين ؟
_ باكل بليله
_ نعم؟!!! بليله ؟!!
_ اه امي عملت بليله ، قولت اكل
_ رقيه انتي لبستي ؟
_ الصراحه لا ، انا لسه صاحيه اصلا
_ ادعي عليكي بأيه؟  وانتي فيكي كل العبر
_ يا ستي خمس دقايق هكون عندك
مر وقت قليل ووجدت اصدقائها أمامها ، ركبوا سيارتها ، والقوا تحيه على بعضهم ، انطلقوا سويا ، قاصدين أحدي المقاهي
_ قوليلي يا ساره ، انتي وادم بحسكوا قريبين من بعض ، هو انتوا مرتبطين ؟
_  انا ارتبط بمعفن دا يا جودي
_ معفن في عينك ، الواد طول بعرض وأمور وحليوه
وجدت نظرات الغاضبه من أعين " ساره " تخترق " رقيه " عندما تغزلت في " ادم "
_ انتي هتتحولي ولا اي ؟
_ اخرسي ، انا بس الي اوصف دومي انتي فاهمه ؟
_ اه دومك !!
_ طب قولي يلا، انتوا اي الي بينكوا
_ ولا حاجه ، انا وادم كنا سكنين جمب بعض في العماره ، كان شقه الي جمبي ، عشان هو اكبر مني بتلات سنين كان بيلعب معايا ، كان ديما يشلني وانا صغيره ،ماما كانت بتقولي اني مكنتش بسكت غير لما يشلني
_ كانت بتبقى فرحانه اكتر لما بتعمل حمام في وشي
قال " ادم " تلك الجمله بعد أن سحب كرسي له بجانب " ساره"
_ لا دا كدب ، وبعدين انت اي الي جابك ؟
_ انا كنت معدي ولقيتكوا قاعدين قولت اجي ارخم ، انا قاعد عشان رقيه و جودي وحشوني ، مش قاعد عشان عيونك الملونه
نظرت له بضيق
_ شغل تالته ابتدائي
_ كملي وبعدين
_ المهم يعني كنت كل حاجه اعملها لازم أقوله ، حتى لو كانت بسيطه ، كنا بنقضي وقت كبير جدا سوا ، حتى اول كلمه نطقتها وانا صغيره كانت دم قصدي ادم ، بس عشان كنت لسه صغيره
_ كانت لازم ترجع من مدرسه تلاقيني في بيت ، تفضل تحكيلي كل حاجه حصلت بتفاصيل ، كنت بفضل اسمعها ، كنت بأكلها ، اذاكر ليها ، كنت تقريبا ابوها وامها ، بس لحد ما كبرت اهو
كانت يتحدث بحنان ظهر في نبره كلامه ، بينما هي احمرت خجلا ، هي من نوع الذي يحمر كثيرا عندنا ينفعل مع شخص ، أو يخجل ، تبسم " ادم " على خجلها ، قاطعهم شخص ما بأقتحامه جلستهم
_ سلام عليكم
تبسمت " رقيه " عندما وجدت " رحيم " و " عيسى " من اقتحموا جلستهم
_ عليكم السلام ورحمه الله وبركاته
بينما مثلت " ساره " و " ادم " كذلك أنهم لا يعلمون أنهم قادمون ، تحدث " ادم "
_ اي يا رحيم ؟ اي الي جابك ؟
_ مفيش كنت معدي ولقيتكوا قاعدين ، قولت ارخم
_ وانت يا عيسى ؟
_ منا كنت معاه
نظرت لهم " رقيه "
_ ما شاء الله تفس العذر
توتر " رحيم " قليلا ، هو يعلم أن " رقيه " ليست سهله ، تفكير شيطاني كما يقول هو
_ لا خلاص ، اديك جيت وخلاص
اومأ لها بخفه ، كان ينظر إلى بساطه ملابسها ، جيبه بلون الاحمر ، عليها قميص بلون الابيض ، حجاب يجمع بينهم ، ساعه يد زينت يدها ، ابتسامتها دائمه جعلتها اجمل واجمل ، كان ينظر لها بحب وشوق ، لا يعلم لما يشعر دائما بالتوتر عندما يحاول أن يتحدث معاها ، يتلعثم في كلام معاها ، رغم أنه كان يدرب نفسه على حديث معاها في البيت ، لكن عندما رأها شعر أنه نسى كل شيء يريد تحدث معاها به ، لاحظت هي شروده بها ، خجلن قليلا من نظرته تلك ، لكنها قامت بفعل صوت أمام وجهه بيدها ، آفاق من شروده وتبسمت له
_ اتسحرت ولا اي ؟
_ دا انا معمولي عمل يا رقيه
_ مين عمله ؟
_ واحده جميله وحراميه بتسرق حاجات متخصهاش
_ اممم ، طب بلغ بوليس
_ يا ريته ينفع ، بس اي تهمه ؟
_ سرقت حاجات متخصهاش
_ هي مش عارفه أن هي سرقته
_ امم ، موضوع غامض شويه
_ لو عارفه بوليس اسمه بوليس الحب ، اديني رقمه عشان ابلغ عليها
تبسمت له بخجل  ، لكنها نفت في عقلها أنه يتحدث عنها ، هو الآن خاطب بالتأكيد سيتزوج قريبا من تلك الفتاه غريبه الأطوار
_ لا والله ، محالفنيش الحظ اني اخد رقم بوليس الحب

نظرت جهه الأخرى تحاول أن تتجنب نظراته ، هو شعر أنها تضايقت قليلا ، تحاول تجنب الحديث معه ، بينما هو انزل عينه من عليها ، لانه شعر أنها لا تريد أن تتكلم معه ، شعر بضيق أنها من مستحيل أن تكون له ، تذكر أيضا كلام أبيه ، عندما يخبره أنه من مستحيل أن يتزوج من فتاه التي يحبها ، نظر إلى " ادم "
_ انا هطلع برا ، هشم هوا
شعر " عيسى " و " ادم " أن صديقهم حقاً يريد ذلك ، لم يمنعوه ، أو يعارضوا ، تركوه بمفرده
بينما " عيسى "  يركز مع تلك الطفله الكبيره التي تتحدث برزانه ، يبتسم ببلاهه عندما ينظر إلى ملامحها الطفوليه الذي ادمنها ، طريقه تحدثها مع الآخرين ، تتحدث بعقلانية ، تشعر معها أنها مرت بتجارب عديده في حياتها ، لكنها لم تفعل ، ضحك بصوت عالي عندما تذكر أنه كان بينعتها بذبابه وقال له " رحيم " أنه سيتزوجها في يوم ما ، نفى سريعا ، لكنه ها هو الآن يحبها حبه يزداد كلما رأها
_ عيسى ، انت اتجننت ؟
_ اه يا جودي
_ انت بتضحك كدا ليه ؟
_ مفيش افتكرت حاجه حصلت في بيت وكدا ، اخبار صيدله اي ؟
_ مش احسن حاجه ، بس انا حبيتها ، لان هي دي حلمي يا عيسى
_ واديكي حققتي
_ ايوه حققته ، عارف انا ورقيه كان طول عمرنا نفضل نقول أن احنا عايزين ندخل كليات الي احنا حبينها ، اول لما دخلنا ثانوي ، رقيه قالت إن هي عايزه عريس ، ومش عايز تكمل تعليم
_ بت متجبيش سيرتي على لسانك ، دا غير كدا انا لحد دلوقتي مش عايزه اكمل تعليم وعايزه اتجوز واخلص
_ اتفضل دي واحده عايزه تتجوز وخلاص ، لكن انا عندي حاجات اهم من جواز والهبل دا
_ زي اي يا جودي ؟
_ يعني اولا الكارير بتاعي ، احقق احلامي ، اسافر برا ، اجيب عربيه ، بعدين بقا افكر في حب وجواز وحاجات دي
_ وحياتك يا عيسى دي كدابه ، بكره أول لما الحب يدق باب قلبها هتنسى كل دا
_ معتقدش
_ انا وانتي اهو كلهم شاهدين ، هنشوف بكره يا جودي
_ ماشي يا ختي
.....................................
تردد " آسر " في أن يمسك هاتفه ويتحدث مع حبيبته قام بتحديث مع نفسه بصوت عالي
- أنت مكسوف ليه ؟ فهمني ، متوتر ليه ؟ مش هي دي فريده الي انت كنت عايز تخطبها وان شاء الله هتتجوزوا ، انا لازم اتكلم معاها. من غير توتر
امسك هاتفه و ضغط على رقمها تحدث معها لكنه شعر بتوتر مره اخرى ، هي شعرت عندما سمعت صوته لفراشات صغيره تداعب بطنها ، أنها بعالم اخر ، رسمته هي بأقلامها في مخيلتها ، عالم لا يوجد شيء سوى " فريده " و " آسر "
_ ازيك يا آسر ؟
_ بخير حمدالله وانتي
_ انا تمام حمدالله
_ لسه صاحيه ليه ؟
_ مجاليش نوم قولت ارسم شويه
_ بترسمي اي ؟
خجلت بأن تخبره أنها ترسمه هو ، ظلت صامته
_ اي روحتي فين ؟
_ ها ، مفيش كنت بتقول حاجه
_ بتتهربي من سؤال ، مش مشكله
_ بكره هوريك أنا كنت برسم اي
_ وانا مستني يا ديدا ، اي دا هو احنا هنتقابل بكره ؟
_ اه لو عايز يعني ، لو مش عايز مش مشكله
_ لا عايز عايز ، ماشي هجيلك بكره ونخرج
_ مش عايزه خروجه اوي وكدا ، عايزه اقعد في مكان هادي مع شخص برتاح معه ، وافضل اتكلم براحتي من غير حتى ما افكر في كلام
تبسم عندما علم أنها ترتاح له
_ يبقى نروح نقعد على كورنيش بليل ، انا عارف انك بتحبي مكان دا
_ ايوه وناكل دره
_ عيوني ، وايس كريم كمان اي رأيك ؟
_ ايوه ماشي مستنيه
_ تصبحي على خير يا ديدا
_ وانت من أهله يا اسورتي
أغلقت هاتفها سريعا ، ووضعت يدها على فمها عندما تذكرت انها للتو قالت له " اسورتي " ، أحمرت خجلا ، ووقت أمام خزانتها تبحث عن شيء ترتديه غداً ، اختارت فساتين رقيقه بلون الأرجواني ، ذهبت إلى سريرها ونامت بصعوبه بسبب تفكيرها الزائد به
..............................
# احببتك صدفه

احببتُك صدفه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن