أمسك يدها يوقفها، فالتفتت له بأعين تستشيط غضباً، وقف على مستواها منزلاً رأسه لها.. وبدورها رفعته لتراه؛ ففارق الطول بينهما يحتاج هذا، فقال بابتسامة خافته وصوتٍ متأمل: أنتِ لا تتذكرين، لكنني أتذكر، جون تشيلنو، صديقك القديم، كنا جيراناً في ما مضى، لكن بعد تعرضك لحادثٍ فقدتي ذاكرتك، ومن بعدها بيومين انتقلت عائلتك إلى منزل جديد، ولم أتمكن من رؤيتك مجدداً، والأن بعد ثلاث سنوات... أنتِ أمامي!
قال رافعاً يده إلى وجنتي تلك المدهوشة، تستمع إلى كلماته بصدمة، أهو أحد أصدقائها القُداما؟ ناظرت وجهه بكثب محاولةً تذكره، بعد تلك الحادثة استطاعت استعادة بعض الذكريات وليست جميعها، لكن لما لم يذكر لها أحدٌ عن هذا الفتى؟
وبينما هي شاردةٌ تحاول تذكره، كان هو يلمس وجنتها، يتحسسها ويتذكر صديقته المُفضلة، أمضى أوقاته برفقتها، تارةً يزعجها بلهوه، وتارةً يأخذها للمرح في أماكن مختلفة، أو حتى في حيهم أو منازلهم، لم ينساها بعد تلك الثلاث سنوات، عرفها منذ أن رئاها، لكنه لم يبدي ردة فعلٍ حتي لا يثير الشكوك ويثير ضجةً لها أمام الطلبة، أما الأن هما وحدهما، ولا مانع من التكلم بكل ما يريد.
سحبها، ليعانقها بقوة، أحاطها بذراعيه مشبعاً شوقه لها، لطالما أحبها في ما مضى، انفصلا في عمرهِ السادس عشر، ولم ينساها حتى هذه اللحظة، أحبها جداً لما تركت من فراغٍ في حياته. أخذ ينهي شوقه بها، وكل ما تفعله هو الطاعة له، ما كانت لتسمح له بالاقتراب منها لولا أنه عرفَ بأمر فقدانها للذاكرة، ما من أحدٍ في هذه المدرسة يعلم، لذا لا مكان لإنكار بأنه يعرفها حقا، سمحت له باحتضانها، سمحت له بإسداد جوعه، لكنها لن تسمح له بتناول الطعام كاملاً، لن تسمح له بأخذ ما يريد لوقتٍ طويل، لم تبادله حتى، فأرجعت ساقيها مطالبةً ابتعاده، وابتعد تحت رغبتها، ناظرها بأعين لامعة، وقابلته بطأطأت رأسها.
تشينلو: سعيدٌ برؤيتك مجدداً
ساكورا: أسفة لعدم تذكرك
قالت ببعض الحياء، ابتسم على حالها، رفع يده يضعها على رأسها، لينزلها ماسحاً على شعرها، انتفضت منزعجةً من فعلته، تفهم موقفها، أبعد يده عنها فأردف: هل تذكرتي شيءً بعد تلك الحادثة؟
__القليل، لكن أنت لا شيء
مهم متفهما، فأردف بحماس: أيمكننا السير معاً؟ أتوق شوقاً لأيام الماضي
أنهى كلماته بشغف، أعينه تبرق حماساً وحباً، وأدركت مدى تشوفه لها، رغم عدم تذكرها، لكنها اطمأنت له، اومأت له بالإيجاب، فأمسك يدها، وأخذ يجري حتى عاد (للسطح)، أخذ يجري ويقهقه، والأخرى تتبعه بخجل، توقف ليلتفت لها، وتوقفت بمكانها، خطى ليقف أمامها مباشرةً، يفصل بين جسميهما بعض رشقات الهواء، أمسك جسدها بإحكام، ليرفعهُ ويدور به مقهقهاً ناطقاً: لا أصدق أنك أمامي!
أنت تقرأ
ما بعدَ النِّسيان.
Teen Fictionما شعورك عندما تجد من تحبه قد نساك ونسى حبكما؟ وهنا تبدأ عملية محاولة جعله يتذكر.. وهل سيتذكر؟ الغلاف من تصميم فريق العمل (جنود التصميم) designsoldiers.