إنه يتصرف على طبيعته وبراحته، وهذا أعجبها، أخذت شهيقاً لتنطق: قبل ثلاثة أعوام تعرضتُ لحادثٍ وفقدتُ ذاكرتي، وتـ...
ماذا؟!__
صاح بصدمة، لتضع يدها على ثغره مانعاً له من التكلم، حدق بها بصدمة، وهي تنظر لعينيه بتوتر، وفي هذه الأثناء تداركا أن القاعة أصبحت هادئ ما من صوتٍ بها، التفتا ليجدوا جميع الأنظار تحدق بهما، توترا من حالهما، فأمسك الفتى صاحب الشعر الأشقر يدها، مزيلاً منها عن ثغره، استقام بوجهٍ غاضب، ليسحبها ويدلف خارجاً، أخذها لقاعةٍ فارغة لا تحوي أحداً، دفعها على الحائط ليقف أمامها مباشرةً، حدق بها بتمعن وهي تناظره بارتباك، حاولت استجماع بعض الكلمات وقالت: ماذا تريد؟
__ لا تمازحيني.. هل حقاً فقدتي الذاكرة؟
أومأت له بخوف من وجهه الغريب وصوته الحاد، تنفس صعداء بينما يناظر محيطه، أعاد نظره لها، فقال: من أنا؟ صمتت بعدم فهم، يقول بتوضيح وصوت راجي: ساكورا ألا تتذكرين من أنا؟
أمعنت النظر به تجاهد لتذكر، لكن لا، نفت برأسها ليعتلي بعض الأسى والتفهم وجهه، أومأ فقال: أنا بيكهون، صديقٌ قديم، ألقاك منذ قرابة أربعة أعوام، ساكورا وبيكهون وتشينلو، كنا أصدقاءً في الماضي، نحن الثلاثة أمضينا معاً أوقاتاً رائعة، لكن أنت وتشينلو كنتما صديقان أكثر كون منازلكم متجاورة، أما أنا فمنزلي كان يبعد مسافة بعيدة بعض الشيء، لذا كنت أتي لكما نادراً، نمرح معاً ونلعب معاً، أنا توقفت عن الحضور لكم، فعائلتي بحاجتي ولا يمكنني تركها او الابتعاد عنها، وهنا في هذا المبنى التقيت بتشينلو مجدداً، وعندما سألته عن حالك، تجنب الإجابة وتهرب، وقال إنه لم يعد يلقاك بسبب انتقال عائلتك، وأنه يجهل مكان إقامتك. عندما رأيتك تعرفت عليك فوراً لمن أنتِ لم تعطيني اهتماماً فظننت أنك لا تريدين مصادقتي من جديد، والأن يتبين لي أنك فقدتي الذاكرة
انتهى من سرد القصة كاملة، نظر لها ليجد الدموع في ملقتيها، تجمد مكانه فتساءل: ما بك؟
شهقت، وقالت ببؤس: لما لا يمكنني تذكركما بعد؟
اجهشت بالبكاء، اعتصرَ قلبه على رؤيتها هكذا، ظنّ ظناً سيئً بها، ورغم هذا ظُلمت من الجميع، أنزلت رأسها للأرض، فشعرت به يجذبها لصدره، احتضنها بمواساةٍ وشوق، أدفن رأسها بكتفه جاعلاً منها تخرج ما بداخلها من بكاء، شعر بخجلها وحيائها يردعها عن الاقتراب منه، فاشتدت ذراعيه على ظهرها ورأسها قائلاً: لا خجل بين الأصدقاء.. وخاصة الأوفياء والقدماء
استسلم جسدها له، ضعفت بعد كلماته الصادقة، بعد مدةٍ طويلة هدأت وابتعدت عنه، أمسك فكها بيده اليسرى، ورفع يده اليمنى يمسح دموعها، انتهى فسرح شعرها قليلاً غربت عليه، نظر داخل عينيها بابتسامة ودودة فقال: أنت بخيرٍ الأن، إن احتجتِ شيءً أنا بجانبك صديقتي، وكذلك تشينلو، نحن مستعدون لمساعدتك
أنت تقرأ
ما بعدَ النِّسيان.
Teen Fictionما شعورك عندما تجد من تحبه قد نساك ونسى حبكما؟ وهنا تبدأ عملية محاولة جعله يتذكر.. وهل سيتذكر؟ الغلاف من تصميم فريق العمل (جنود التصميم) designsoldiers.