{بعدَ أعوام..}

210 24 18
                                    

مضت الثواني، فالدقائق، ثم الساعات، ثم الأيام، لتتحول الأيامُ أشهر، فتنمو لظهر أعوام، معظم الأشياء تتغير، الناسُ تنموا وتكبر، قد تنقطع علاقات، وقد ترتبط أخرى، أشخاصٌ يموتون وأشخاصٌ يولدون، يتحرَّرُ البعض من المتاعب، وأخرون تفتح أمامهم الأبواب، وبعضهم ما يزالون في سجن هذه المتاعب. وهنالك أُناسٌ تتقيدُ بأصفاد الحزن والألم، منهم من يسلم ذاته لهذه الأصفاد، ومنهم من يفدي عمره يحللها ببطءٍ وهدوء، والأخرُ يحاول الافلات منها فيستسلم، فيعاود المحاولة فيستسلم من جديد، والندرة يحطمونها بكامل قوتهم في زمنٍ قصير، ومنهم من يتخلصُ منها فتعاود امساكه، فيتخلص منها من جديد، وندرةٌ أخرى تتقيد بها، فتخفيها أمام الأنظار وتوهِمُ الناس بابتسامةٍ وسعادة، فتظهرها وتأسي على نفسها في خلواتها. كثيرٌ احتاج أسناداً ولم يجدوا، وكثيراً احتاجوا ووجدوا، "الحياة ليست بمنصفة دائماً" هذا ما يترددُ على مسامع الناس بعد تسلل تلك الكلمات من أفواهٍ أخرى، الحقيقة أن الحياة عادلة، قد تسيءُ الفعل أو الأفعال في الماضي، فتُجازا بها في الحاضر أو المستقبل، ربما لن تدرك أن ما تمرُ به عقاب، فتقول أن الحياة ليس منصفة، لكنها كذلك، لكن إن ظلمتَ في الماضي، سترى كل زاويةٍ امامك تشعُ نوراً لمواساتك على معاناتك التي قضيتها، قد تحسنُ الفعل في الماضي فترى المثل في مستقبلك، أو حتى قد يكون أفضل! هناك من تزوج، وهناك من طلق، ومن خُطب وفسخ، كثيرٌ تغيرت حالتهم الاجتماعية.

__ستأتي صحيح؟

__بالطبع!

ابتسمت بسعادة، فاقتربت وعانقته، غرست وجهها بصدره بهدوء، فبادلها العناق بقوة، مسح على شعرها فنبس: حضرت لك مفاجأة

__لا يهم، المهم أنك بجانبي

ابتسم على تلك الكلمات الصادقة التي نطقتها بحبها الصادق، نظر لبيكهون الذي يرمقهما بابتسام، التقت أعينهم، وابتسما لبعضهما، فصلت العناق بعد مدةٍ، كور وجهها بيديه وناظر وجهها بإعجاب، وناظرت أعينه بأعين سعيدة لامعة.

تشينلو: سأحضرُ برفقة عائلتي، أتمنى أن تعجبكم المفاجئة

ساكورا: أشكرك سلفاً

ابتسمت باتساع، فابتعد عنها وأميك كفها بكفه، فأشار لبيكهون بأن يبدؤوا مسيرتهم في طرق المدينة، اقترب منهم فأمسك يد التي في المنتصف. يسيرون ويتحدثون تارةً يجلسون، وتارةً يتمشون، يستمعون ذكرياتهم ويتناقشون في أمورهم، كالعادة: انتهى بهم المطاف أمام منزلها ليلاً، عانقت بيكهون بلطفٍ وقوة، وبادلها الأخر بالمثل، فابتعدت عنه، اتجهت للأكبر لتفعل المثل معه، فتركتهما وتساءلت منزل والدها، سارَ الاثنان معاً في طريقهم، فتساءل الأصغر: واثقٌ من هذا القرار؟ غداً؟ وبهذه السرعة!

ما بعدَ النِّسيان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن