الفصل الثالث

149 8 2
                                    

فى احد الأماكن بمدينة إسطنبول ، كان يسير بهدوء يراقب الأجواء كصائد ينتظر اقتراب فريسته ، وكيف لا وهو الصياد ، ضغط على تلك السماعة الصغيرة فى أذنه يهتف ببرود :
- أتيش ، انتبهي الأطفال ستبدأ فى الاختفاء الآن ، يجب علينا الامساك بهذا الوغد ، فهو يسلب هؤلاء الأبرياء حقوقهم ومن يهرب منه لا يكن مصيره إلا الموت أو السجن لجرائم اضطر لفعلها!!

تنهدت بأسى تتمتم :
- اعلم يغيت أعلم ، وليت هؤلاء الناس كانوا رحماء بهم ، فهم يعاملونهم وكأنهم صخور لا تشعر ، أقسم أنى فكرت أكثر من مرة أن أفجر رؤوسهم السميكة ومن خلفها قلوبهم المتحجرة تلك!!

- نفس ، انظري هاهم يجتمعون ، لننتبه يجب علينا الامساك بكيرال الليلة كي ينعم هؤلاء الصغار بملجأ آمن لهم .

اومأت تهتف بحزن ظهر فى نبرتها جلياً :
- يكفي ألا يكون مصيرهم كقدر يغيت يكفي .

أنهت حديثها تتبع الأطفال وهو من خلفها إلى أن وصلا إلى احد المخازن شبه المتهالكة بفعل الزمان ، كان يجلس على كرسي ضخم رجل يظهر على ملامحه الشر شش وحوله رجال مسلحين وأمامه العديد من الأطفال ، اقترب منه أحد الأطفال برعب :
- تفضل سيدي هذا ما استطعت إحضاره اليوم .

نظر له الرجل يسأله بغلظة :
- كم تكون تلك؟؟

- 250 ليرة سيدي .

نظر له الرجل بشر ليصفعه بقوة أدت لانفجار الدماء من شفتيه!!

وهنا احتدت عيني نفس وكم تخيلت في تلك اللحظة أنها تحرقه حياً ، وهنا استمعت إلى ما جعلها تشعر بالفرحة :
- أتيش ، عندما أقول ثلاثة أسقطي من تستطيعي إسقاطه ، يحب أن ننقذ هؤلاء الصغار من بين مخالبه لن ننتظر مجئ الدعم فهو معتوه قد يقتلهم!

وهنا ارتسمت على ثغرها ابتسامة مرعبة:
- إذاً ثلاثة!!
أنهت جملتها تطلق الرصاص على هذا وذاك دون رحمة ، وفي الواقع لم يختلف حال يغيت عنها كثيراً فكانا كالآلات حرفياً يقتلان فقط كي يستطيعان الإمساك بهذا المدعو كيرال ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فعندما وصلوا له كان قد استطاع الفرار بالفعل .

صرخت نفس بغضب فهي قد أفلتته من يديها ولكن ما هدأ من روعها أنها استطاعت إنقاذ هؤلاء الأبرياء من بين براثينه .

اقتربت من ذلك الطفل الذي ضربه تنظر له بحنان :
- أنت بخير يا صغيري أليس كذلك؟؟

أومأ الطفل برعب ليرتد بضعة خطوات للخلف ليصطدم بقدمي يغيت ليلتفت له يصرخ بهلع :
- سامحني أيها العم أقسم أنى لم أقصد رجاءً لا تؤذيني

اقتربت منه نفس وعلى ثغرها ابتسامة هادئة :
- لا تقلق يا صغيري ، لسنا هنا لأذيتكم بل لإنقاذكم ، سوف نسلمكم للدولة لتصبح لديكم حياة أفضل ، سيصبح لديكم هويات وستتلقون تعليمكم أيضاً ، ستصبحون أطباء ومعلمين ومهندسين بل وضباط وجنود أيضاً ، ومن كان منكم قد أُخد من والديه سيعود إليهما لا تقلقوا يا صغار .

لعنة الإنتقام (التوأمتان2) ( متوقفة حالياً )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن