الفصل الخامس

44 18 0
                                    

رواية لهيب المودة : الفصل الخامس

حملت روزي هاتفها الذي كتب على شاشته رقم جيسو وترددت للحظات لكنها في النهاية ضغطت على زر الاتصال وأجرت المكالمة، ولم تلبث سوى لحظات حتى فتحت جيسو الخط وقالت:

-«ألو! من المتصل؟»

صمتت روزي للحظات ثم استجمعت شتات نفسها وقالت:

-«إنها أنا، هذا رقمي»

-«روزي! لا أصدق أنكِ تتصلين بي بنفسك!»

-«بعد الذي حصل اليوم علي الاتصال بك»

عند سماع ذلك تغيرت نبرة صوت جيسو وصارت مائلة للحشرجة وكأنها على وشك البكاء:

-«روزي، لقد تلقيت الكثير من التوبيخ من والداي وقالا أنهما سيرسلانني للمخيم إن لم أحسن التصرف»

-«وما المشكلة في المخيم؟»

-«لا يمكنني العيش من دون تكنولوجيا لأشهر، كما أنه ممل ومليء بالأطفال»

-«أرى أنه أفضل من الدراسة»

-«ليس كذلك، وأيضا لقد أقسما أنهما إن أخطأت مرة أخرى فسيمنعان عني الهاتف والإنترنت»

صمتت روزي وبقيت تستمع فحسب فلم يكن بيدها قول أي شيء فهي فاشلة في المواساة، وبعد دقائق من الاستماع قالت:

-«لكن لماذا تحملتِ اللوم عني؟ ما كان عليكِ ذلك، انظري للمتاعب التي تعرضتِ لها»

-«لأنني لا أستطيع العيش من دونك، قولي أنني غبية، أو سخيفة، أو درامية جدا، لكنني حقا من النوع الذي يتعلق بالأصدقاء أكثر من أي شيء آخر في الحياة، وعندما سمعت أنه سيتم طردك ولن أراكِ مجددا شعرت بالقهر والوحدة، ربما صداقتنا قصيرة ولكنني أشعر أنني أعرفك منذ سنوات، حقا لا أستطيع تركك تذهبين بعيدا فالدراسة مملة بدونك، خاصة بعدما فعلتِه اليوم لأجلي، أشعر حقا أنني محظوظة بشخص يساندني وينتقم لي»

انتفض قلب روزي من هذا الكلام الجميل ورغم ذلك لم تستطع قول أي شيء لذا اكتفت بالصمت فحسب وبقيت تسمع صوت أنفاس جيسو التي كادت تدخل في حالة هستيرية من البكاء، بعد مدة قالت:

-«علي إغلاق الخط الآن»

-«تصبحين على خير روزي، وشكرا لاتصالك، حقا يعني لي ذلك الكثير»

-«وأنتِ من أهله»

نزلت روزي للطابق السفلي فوجدت والدتها جالسة على الأريكة فقالت الأم:

-«روزي، تعالي»

جلست بجانبها فأخذت من الدرج تذكرتين لفيلم سينيمائي سيعرص في عطلة نهاية الأسبوع وقالت:

-«هل تريدين مرافقتي لمشاهدة فيلم كوميدي؟»

-«الكوميديا مقرفة، لا أريد»

رِوَايَة لَهِيبُ المَوَدَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن