الفصل الثاني عشر

34 13 21
                                    

رواية لهيب المودة : الفصل الثاني عشر

مرت الأيام بلمح البصر، روزي الآن طالبة في السنة الثالثة من التعليم الجامعي في كلية الأدب، كانت علاماتها أفضل ما يكون ولم يبقى لها سوى سنتين لتتخرج، لقد أصبحت في الواحد والعشرين من عمرها الآن وصارت شابة ذكية وهادئة واختلفت الأمور عما كانت عليه في السابق.

المحزن في الأمر أنها لحد اللحظة لم تكلم جيسو، لقد مرت سنتان وهما متخاصمتان، ورغم أنها تشتاق لها بشدة لكنها لم تستطع التواصل معها خوفا من ردة فعلها الحادة.

في مكتبة الجامعة جلست روزي تنجز بحثا عن مسرحيات ويليام شيكسبير من أجل الحصول على علامة إضافية من قبل الأستاذ، بحثت في عدة كتب وجمعت ما تحتاجه من معلومات ولم يبقَ سوى كتاب واحد موجود في أعلى الرف لم تستطع الوصول إليه.

حدقت بالكتاب للحظات ثم وقفت على رؤوس أصابعها ومدت يدها للأعلى وبالكاد لمست جزءا منه لكن لم تستطع الحصول عليه، حينها قالت بتذمر:

-«أكره كوني قصيرة»

نظرت من حولها فرأت الكرسي وذهبت لتحضره وتقف عليه من أجل الوصول للكتاب ولكن ما إن مشت خطوتين حتى رأت زميلا لها من الجامعة يدعى "وينهو" فقال لها:

-«هل تحتاجين مساعدة؟»

-«آه، أجل، الكتاب هناك بعيد جدا وأنا قصيرة»

-«بسيطة، سأحضره من أجلك»

أحضر لها الكتاب وقدمه لها فشكرته وذهبت لمكانها، حينها لحق بها وجلس بجانبها وقال:

-«واجب مادة فنون المسرح؟»

-«أجل، هل أنجزت واجبك أنت؟»

-«لا، ليس بعد»

-«وماذا تنتظر؟»

-«هههه لا أعلم، ربما أنتظر لآخر لحظة حتى أنجزه، الأمر معقد للشرح»

-«ههههههه كسول»

-«الجميع لديهم جانب كسول، ماذا عنك؟»

-«أعتقد أنني متحمسة أكثر من كوني كسولة، أحب اختصاص الأدب كثيرا ولا أطيق صبرا لأتخرج وأصبح كاتبة مشهورة»

-«جميل، أحسدك على حماسك»

-«هل قررت أن تقوم بواجباتك أم ليس بعد؟»

-«امممم حسنا، أعطني لأنقل عنك ههههه»

-«هذا استغلال»

-«ههههه أمزح أمزح، ساعديني قليلا فأنا أشعر بصداع»

-«ههههه حسنا سأساعدك»

قامت بمساعدته لبعض الوقت وعندما انتهيا من الواجب خرجا معا نحو قاعة المحاضرات فقال وينهو:

-«أخبريني، وآسف على التطفل، لماذا تقضين الوقت وحدك هنا بالجامعة؟ الجميع يشكلون مجموعات بينما أنتِ الوحيدة التي تدرسين وتتجولين وحدك»

رِوَايَة لَهِيبُ المَوَدَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن