الفصل الحادي عشر

27 14 0
                                    

رواية لهيب المودة : الفصل الحادي عشر

بسبب المشاكل التي حصلت في منزل جيسو من شجار لوالديها ومحاولة انتحارها لم تستطع القدوم للامتحان الأخير الخاص بالتقدم الجامعي، لكن روزي ذهبت وأجرت الامتحان وهي متعبة بسبب القلق وقلة النوم ومازالت لا تدري ماذا تفعل مع جيسو فهي خائفة عليها للغاية.

بعد انتهاء الامتحان عادت للبيت وأعدت حلوى على شكل قلوب ثم أخذتها للمستشفى لتعطيها لجيسو لعلها تتحسن.

وصلت لغرفتها وطرقت الباب فوجدتها جالسة على سريرها تضم ساقيها مطأطئة الرأس لا تكترث لأي شيء ولا حتى لقدوم صديقتها المقربة، وبينما تنظر  لها رأت نفسها القديمة المكتئبة التي لا تكترث لأي شيء ولا تبتسم ولا تستطيع التقدم خطوة واحدة في حياتها مع كل الضغوطات التي تعانيها، هذا جعلها تتمسك بجيسو أكثر فتقدمت منها وهي تبتسم وقالت بسعادة:

-«جيسو! مساء الخير، كيف حالك؟ مؤسف أنكِ لم تكوني هناك لتشجعيني في الامتحان، كان مملا من دونك وأظن أنني لم أبلي حسنا، كله خطؤك»

رفعت جيسو رأسها نحوها وقالت ببرود:

-«بالنسبة لي لدي سبب للتغيب ويمكنني إعادة الامتحان، لكن ماذا عنك؟ قلقك السخيف علي لن يضيع سوى حياتك لذا لا تقلقي علي»

انزعجت روزي من كلامها الذي يبدو حادا ولكنها أعطتها علبة الحلوى وهي تبتسم، لكن رغم ذلك استلمت جيسو العلبة ووضعتها جانبا وقالت:

-«لست جائعة»

-«أوه هيا! لا يمكنك أن تتصرفي هكذا، كل شيء سيكون بخير»

-«لا شيء بخير، لا تكذبي علي، والداي سيتطلقان»

-«وماذا في ذلك؟»

-«ماذا في ذلك؟! هل تتذكرين أنكِ هددتِ والديك بالانتحار حينما حاولا الطلاق؟ هل علي حقا تقبل الأمر بينما حينما وُضعتِ في نفس موقفي لم تستطيعي تقبله؟ هذا سخيف روزي، ربما علي تهديدهما بالانتحار مثلك؟ لكن ماذا لو نجح الأمر ومت؟ هل سيُصلح ذلك الأمر؟ لا تكوني غبية، تعلمين أن الوضع أكثر من معقد»

-«لكن قلتِ أنكِ تثقين بقرارات والديك ثقة عمياء، عليك الثقة بأن هذا أفضل لهما»

-«أتمنى أن يتطلق والديك لتفهمي أيضا كم أن قرار الانفصال أفضل لهما»

حال جيسو الغريب أخاف روزي للغاية ولم تجد ما تقوله، وبينما تفكر في حل للمعضلة وتحاول عذرها على كلامها الوقح دخلت وونيونغ القاعة بعد أن جاءت لتسأل عن حال جيسو.

حين رأتها روزي ابتعدت قليلا وأفسحت لها المكان لتكلم صديقتها قائلة:

-«أوه جيسو! يال حالك المزرية! كيف أمكنك أن تسمحي لنفسك بالوصول لهذه النقطة! والدتك أخبرتني بالأمر وطلبت مني أن أقف معك»

رِوَايَة لَهِيبُ المَوَدَّة!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن